الخليل – قُدس الإخبارية: دق شهر رمضان أبواب محافظة الخليل؛ معلناً بداية أكثر أيام السنة خيراً وبركة، وأكثرها قرباً من الله، وصلةً للرحم. لكن الشهر الكريم جاء هذا العام بغصة مختلفة، فأكثر من 60 شهيداً وشهيدة من المحافظة قد فارقوا عائلاتهم برصاص قوات الاحتلال، ومئات الأسرى لن يكونوا حاضرين على موائد الإفطار بسبب اعتقالهم. هذه العائلات ستنقص فرداً واحداً أو أكثر، ولن تذوق حلاوة شهر الصيام كما ذاقته في السنوات السابقة.
ويتحضر أهالي مدينة الخليل للشهر الفضيل بالتزود بجميع الاحتياجات من السوق بدءاً بالمواد التموينية وأغذية السحور، والمشروبات التي تخفف العطش مثل التمر الهندي والكركديه. فيما يؤكد تجار الخليل أنهم استعدوا لرمضان الفضيل بملء محالهم التجارية بكل ما يحتاج الأهالي من الألبان والمشروبات الباردة والحلويات كالقطايف والكنافة والعوامة، والجوز والقشطة وقمر الدين وغيرها.
وتعتبر مدينة الخليل قلب فلسطين الاقتصادي، إلا أنها تاثرت كثيراً بإجراءات الاحتلال بداية بإغلاق شارع الشهداء الشريان النابض لمدينة الخليل، عقب مجزرة الحرم الابراهيمي عام 1994، وليس أخيراً تصفية الشهداء قرب الحرم الإبراهيمي، مما أدى إلى تراجع الحركة الاقتصادية في البلدة القديمة.
ويوضح تاجر في البلدة القديمة أن إقبال المشترين قلّ منذ بداية الانتفاضة الحالية، بسبب خوفهم من التوجه إلى البلدة القديمة لشراء حاجياتهم، بعد عمليات الاعدام قرب الحرم الإبراهيمي. ورغم ذلك فإن التجار متفائلون بعودة النشاط الاقتصادي إلى البلدة القديمة رغم إجراءات الاحتلال الهادفة إلى تفريغ البلدة القديمة من ساكنيها.
فيقول تاجر حلويات في البلدة القديمة إنه وبالرغم من تأثر الحركة الاقتصادية بمنغصات الاحتلال، إلا أنه متفائل بعودة النشاط للبلدة، "لأن رمضان شهر للخير والبركة". فيما يقول تاجر آخر: "احنا اعملنا خصم 30% على كل منتجات الألبان والسلطات وغيرها، حتى نشجع الناس تنزل على البلدة القديمة وتحييها".
ويطئن تاجر ثالث أهالي المحافظة بأن الأوضاع مستقرة وهادئة في هذه الأيام، ويشجعهم على التوجه للبلدة القديمة لحمايتها من المصادرة والتهويد اللذان يسعى إليهما الاحتلال يومياً.
أما الحرم الإبراهيمي درة الجنوب، والمحاط بالبؤر الاستيطانية من جهات عديدة، ويغلق في وجه المسلمين أيام أعياد المستوطنين ويمنع الآذان فيه مرات كثيرة، فإن المخاوف قائمة بأن يزداد حاله صعوبة في رمضان، بسبب خوف الناس من التوجه إليه والعبور عن الحواجز العسكرية التي قتل عليها الكثير من الفلسطينيين، فهو في هذه الأيام لا يتعدى عدد المصلين فيه 20 شخصاً، كما قال تاجر محله عند بوابات الحرم.