ترجمات عبرية – قدس الإخبارية: بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلية وأذرعه الأمنية بترجمة مخاوفها من تصاعد عمليات الانتفاضة الفلسطينية مع دخول شهر رمضان المبارك، من خلال نشرها العشرات من الحواجز داخل مدينة القدس، وبين مدن الضفة الغربية المحتلة، التي تكذب الادعاءات الإسرائيلية بتقديم تسهيلات للفلسطينيين خلال الشهر الكريم، والحديث هنا حول الحد الأدنى من الحقوق المسلوبة من الفلسطينيين المحرومين من الوصول لمدينتهم المقدسة للصلاة والعبادة.
الأحاديث الإسرائيلية عن شهر رمضان وبدايته، تكثر وتزداد معها حدة الخوف من تصاعد العمليات، في ظل أجواء المقاومة والصدام التي تواجهها قوات الاحتلال، والتي تخفت أحيانا وتشتعل أحيانا أخرى، وحديثهم المتكرر عن أن الشبان الفلسطينيين قد خبأوا الانتفاضة في بطونهم، ولا أحد يستطيع التنبؤ بما هو آتي.
وتشير الأوساط الأمنية الإسرائيلية إلى أن عملية فدائية واحد في هذه الأيام، ستعقد المهمة على قوات الاحتلال وأجهزتها الأمنية، من خلال هدم ما بنته تلك القوات خلال الشهور الماضية، كذلك ستنسف الأجواء التنسيقية مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية بسبب اختلال الخطط الأمنية التي كانت قد اتفقت عليها مع السلطة لمنع هذا التصعيد.
عمليات رمضان
المصادر الإعلامية الإسرائيلية كثيرا ما نقلت مخاوف المصادر الأمنية الإسرائيلية، بأن شهر رمضان القادم سيكون مناسبة يستغلها الشبان الفلسطينيون لتنفيذ عمليات جديدة.
فقد قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" الإسرائيلية نقلا عن مصادر بجيش الاحتلال: "إن شهر رمضان الذي يحل على المسلمين مطلع الشهر القادم سيكون مناسبة يستغلها الشبان الفلسطينيون لتنفيذ العمليات الفدائية ضد الإسرائيليين مستوطنين وجنود”.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها اليوم الأحد، أن الخطة التي تنوي سلطات الاحتلال تنفيذها في الضفة الغربية لتخفيف الإجراءات الأمنية المشددة على الحواجز المنتشرة لن يكون تنفيذها أمرا سهلا بسبب أنه لا يمكن القول إن الانتفاضة التي أطلقها الشبان مطلع أكتوبر الماضي قد انتهت، وبالتالي فإن الأخطار التي تحسب لها الأجهزة الامنية ألف حساب لم تنتهي بعد”.
وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى الخطاب الذي أسمته بـ”التحريضي” الذي تنتهجه وسائل الإعلام التابعة لحركتي حماس الجهاد الإسلامي، بحسب زعمها، والتي تزعم أنها لم تنتظر حلول شهر رمضان وبدأت بتأليب مشاعر الشبان الفلسطينيين وتحريضهم على تنفيذ1 العمليات خلال شهر الصيام باعتباره شهر المعارك المشهورة التي انتصر فيها المسلمون على المشركين.
وأشار تقرير الصحيفة إلى تنفيذ 248 عملية مهمة غير عمليات الرشق بالحجارة والزجاجات الحارقة، خلال الشهور السبعة الماضية، نجح منها 204 عملية في حين تم إحباط 45 أخرى، بينها 144 عملية طعن و28 عملية دهس و19 عملية إطلاق نار، وقد أسفرت عمليات إطلاق النار عن مقتل 16 إسرائيليا من بين 35 قتيلا إسرائيليا سقطوا خلال الشهور السبعة الماضية.
وذكرت الصحيفة أن 249 فلسطينيا شاركوا في تنفيذ العمليات، في حين اعتقلت قوات الاحتلال 59 شابا فلسطينيا خلال مراحل التخطيط، وأسفرت تلك العمليات عن استشهاد 138 فلسطينيا.
عملية منظمة
المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلي "أليكس فيشمان" قال من جهته: "إن ما يقلق أذرع الأمن الإسرائيلي هو عملية فدائية في وجه وزير الجيش الجديد "ليبرمان" خطط لها ونفذتها شبكة تنظيم محلية".
وأضاف فيشمان أنه "في الاستعراضات الاولى التي سيتلقاها ليبرمان، سيسمع عن عملية انتحارية لفلسطيني نجحت مؤخرا، بعد عقد من الزمان لم نشهد فيه عمليات انتحارية، ومع أن جهاز المخابرات اعتقل على مدى السنين، وفي موجة السكاكين الاخيرة ايضا، شبكات تنظيمية لتنفيذ عمليات انتحارية، إلا أنه في 18 نيسان الماضي تلقينا تذكيرا أليما في شكل عملية على نمط الانتفاضة الثانية في باص في القدس، وصحيح أنه وقع للمنفذ خلل في جهاز تفعيل العبوة، وهكذا مُنع قتل جماعي – ولكن من ناحية محافل الأمن فإن هذه عملية ناجحة".
وتابع "فيشمان" أنه على الرغم من كشف جهاز المخابرات للغز العملية، إلا هذا الحدث مر من تحت الرادار العام، فالهدوء النسبي في المناطق يخدر الأحاسيس، ليس فقط لدى الجمهور بل أيضا لدى القيادة السياسية التي تتباهى بهالة النصر كمن قمعت زعما موجة الإرهاب الحالية".
وأوضح "المعطيات التي تشير الى انخفاض عدد العمليات، لا تروي كل القصة، فهذه فترة انتقالية، بين موجة عمليات واحدة وأخرى، إذ أنه لم تحل أي مشكلة من المشاكل التي أدت الى اندلاع الموجة الأخيرة".
سر رمضان
وتابع "فيشمان" "صحيح أن حرب الاستنزاف في الأشهر الأخيرة بين أذرع الأمن الإسرائيلية والشارع الفلسطيني خلق في الجانب الفلسطيني إحساسا من الإحباط، وانعدام الجدوى والتعب، إلا أن الشارع الفلسطيني لا يزال هائجا، فالمظاهرات الجماهيرية ضد قانون الضمان الاجتماعي لا تزال مستمرة، وأزمة المعلمين تتراوح بين إضراب وإضراب وخوف هائل من الفوضى التي قد تستغلها محافل المعارضة مثل حماس وغيرها، كما أن مغذي الانفجارات الأخيرة كان ولا يزال الشاب الفلسطيني الذي ليس له أي التزام للمؤسسة الرسمية، فكل هذه العوامل التي أدت لاشتعال الانتفاضة الجارية لا تزال موجودة في الميدان".
وقال "لإيشمان": "في الأسبوع الجاري يبدأ شهر رمضان، مع كل الحماسة الدينية والوطنية التي تشعل محطات البث العربية، وتنتقل الحياة من النهار إلى الليل، وفي مضمار استعدادات الجيش لرمضان سيتعين على ليبرمان اتخاذ قرارات تبدو عادية: تقييد الحركة، تعزيز القوات، عدم السماح للشباب بالمجيء للصلاة في المسجد الأقصى كلها قرارات من شأنها أن تشعل الأرض".
وأوضح "فيشمان" أن "المخاوف الخاصة خلال شهر رمضان نابعة عن تجارب سابقة للجيش والأمن، فهذا الشهر غالبا ما يستغله الشبان الفلسطينيون كموسم للمقاومة نظرا لقيمته الروحانية، وما يحمله هذا الشهر من معاني يعتقد الفلسطينيون أن قتال الإسرائيليين فيه يقربهم إلى الله".