القدس المحتلة- قُدس الإخبارية: تزمع أذرع الاحتلال الإسرائيلي المختلفة إجراء مراسم احتفالية رسمية وشعبية، دينية وسياسية، احتفاءً باحتلالهم للمسجد الأقصى المبارك، واستكمال احتلال مدينة القدس في السادس من حزيران 1967.
وتهدف الاحتفالات إلى تكريس صورة احتلال المدينة، وإظهار مشاهد تواجده اليهودي على حساب الوجود الإسلامي والعربي، وإخفاء حقيقة الصمود المقدسي في وجه الاحتلال، إضافة إلى طمس تاريخ وحضارة آلاف السنين تشهد عليه معالم القدس الإسلامية والعربية.
وأوضح مركز "كيوبرس" الإعلامي، أنه سيتم الخميس المقبل تنظيم مؤتمر شبابي تهويدي بعنوان "نحج إلى أورشليم"، بدعم من وزارة التربية والتعليم وحركات استيطانية قطرية، بحيث يصل نحو 15 ألف طالب يهودي منجميع أنحاء البلاد صباحًا إلى القدس، للقيام بجولات ومسيرات متفرقة في أنحاء متفرقة منها.
وأضاف المركز، أنهم سيتوجهون إلى القدس القديمة والتجول في أزقتها وخاصة في حارة الشرف –التي صادرها الاحتلال وحوّلها إلى حي استيطاني تحت اسم "الحي اليهودي"-، ولاحقًا يتم عقد مؤتمر حاشد في منطقة بركة السلطان –موقع أثري إسلامي عريق يضم آثار من فترة الخلافة العثمانية، ويسمى الموقع ببركة السلطان سليمان القانوي.
وفي مساء اليوم ذاته ستعقد مظاهرة حاشدة في المدرسة الدينية "مركاز هراب" وسط غربي القدس،تتلوها صلاة توراتية حاشدة تركز على المعاني والأبعاد الدينية المتعلقة باحتلال القدس، و"تخليصها من العرب والمسلمين"، وعادةً ما يشارك في مثل هذه المظاهرة القيادات الدينية والسياسية فيالمؤسسة الإسرائيلية.
كما تنظم ليلًا أمسية في مستوطنة "بيت اورت" ومدرستها الدينية المقامة على أرض فلسطينية مصادرة تقع قبالة المسجد الأقصى من الجهة الشمالية الشرقية على سفوح جبل الطور/الزيتون، فيما تنظم مراسيم رسمية حكومية لجانب الاحتفالات الشعبية والدينية، من أبرزها مراسيم عسكرية لجنود الاحتلال الذين شاركوا في احتلالها عام 1967.
أما الحدث الأهم فهو عقد جلسة حكومية خاصة في منطقة "تلة الذخيرة" مساء الأحد، بمشاركة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزراء في الحكومة، كما يشارك فيها رئيس بلدية الاحتلال في القدس "نير بركات"، وعادةً ما يتم الإعلان في هذه الجلسات عن تخصيص ميزانيات هائلة لتنفيذ مخططات تهويدية واستيطانية واسعة في مدينة القدس المحتلة، وخاصة المنطقة المحيطة بالمسجد الأقصى.
ويعتمد الاحتلال مذكرة وبرنامج تدريسي للشبيبة في الصفوف والمراحل التدريسية المختلفة، لتكريس الرواية التوراتية التلمودية بالقدس، ويتم تلقينه من خلال جولات إرشادية للمشاركين في أحياء القدس ومواقعها التاريخية، تتخللها الأناشيد والأهازيج "التاناخية"، كما أعلنت منظمات يهودية عن مسيرة حاشدة تنطلق عصر الأحد المقبل من منطقة غربي القدس إلى منطقة باب العامود، لتخترق أزقة المدينة من جهة شارع الواد وصولًا إلى منطقة البراق.
ويُطلق الاحتلال على هذه المسيرة "مسيرة رقصات الأعلام الإسرائيلية"، يشارك فيها عشرات آلاف الإسرائيليين بالرقص ورفع الأعلام الإسرائيلية، عدا عن ترديد الشعارات العنصرية المعادية للعرب والمسلمين والفلسطينيين وضد النبي محمد، وشعار "الموت للعرب" و "ليهدم المسجد ويبنى الهيكل"، وتنتهي المسيرة باحتفالات وصلوات صاخبة في منطقة ساحة البراق مساءً.
ومن المتوقع في هذا اليوم الإعلان عن ميزانيات وبرامج تهويدية غير مسبوقة كجزء من الاحتفالات بمرور 50 عامًا على ذكرى احتلال المسجد الأقصى واستكمال احتلال القدس، أو ما يطلق عليه الاحتلال "احتفالات يوبيل القدس".
يشار إلى أن برنامج الاحتفالات لهذا العام تبين أن هذا اليوم الذي بُطلق عليه الاحتلال يوم "توحيد-تحرير القدس" أصبح موسمًا لاستباحة القدس وانتهاك حرمتها وقدسيتها، عدا عما يعتبره الاحتلال بأنه يوم تخليص القدس من "الأعداء المسلمين"، وفرض سيطرته على شطريها الشرقي والغربي وفي مقدمتهم الأقصى.