بيرزيت – قُدس الإخبارية: بينما تستعد صديقات آلاء عساف وزملاؤها بالجامعة للصعود إلى منصة الخريجين، في حفل جامعي مهيب، كانت آلاء تستعد لدخول قاعة المحكمة العسكرية في سجن "عوفر"، لتواجه اتهامات تنفيها الفتاة بشدة.
آلاء عساف (23 عاما) من بلدة بيرزيت شمال رام الله، طالبة "هندسة حاسوب" في جامعة بيرزيت، كانت تتأهب للاحتفال بتخرجها بعد ست سنوات دراسية، إلا أن قوات الاحتلال اعتقلتها من منزل عائلتها تحت جنح الظلام، وحولتها إلى معتقلاتها بعد أن قال ضابط إسرائيلي لوالدها خلال الاقتحام إن ابنته "تمثل خطرا على أمن إسرائيل"، حسب زعمه.
وتقول والدة آلاء لـ قُدس الإخبارية، إن ابنتها كانت قد التقطت وعدد من صديقاتها عن طريق المصادفة صورا لهن وهن يرتدين ثوب التخرج، وأرسلت صورتها لأمها، وذلك في الأيام الأولى من شهر أيار الجاري، قبل أن تعتقلها قوات الاحتلال عند الواحدة والنصف من ليلة التاسع من أيار.
وتوضح الأم أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت المنزل في الليلة الظلماء، ثم فتشته بشكل دقيق وصادرت هاتف آلاء وهاتف شقيقتها بعد أكثر من ساعة ونصف من البحث عن الهواتف، حيث أصرت آلاء على رفض الاعتراف بمكان هاتفها، إضافة لمصادرة جهاز الحاسوب الشخصي الخاص بآلاء، قبل اعتقالها والانسحاب من المنزل.
وفي اليوم التالي مددت محكمة الاحتلال في "المسكوبية" اعتقال آلاء لـ10 أيام، ثم مددت الخميس الماضي اعتقالها لثمانية أيام أخرى، لكن المحامي استأنف على هذا القرار مطالبا بتقصير المدة، لتعقد اليوم جلسة محاكمة في "عوفر" سبقت بوقت قصير حفل تخرج آلاء، وخلال الجلسة شاهدت أم آلاء ووالدها ابنتهما لأول مرة منذ اعتقالها.
وتضيف "أم آلاء"، أن محكمة الاحتلال رفضت الاستئناف وأصرت على تمديد الاعتقال لثمانية أيام، لتكون بذلك جلسة المحاكمة المقبلة يوم الخميس المقبل، مبينة أن نيابة الاحتلال توجه لابنتها تهما متعلقة بمنشورات على موقع فيسبوك، إلا أن آلاء تصر على نفي صلتها بهذه المنشورات والحساب الذي تم نشرها عليه.
وتؤكد الأم التي تحدثت لنا بألم شديد بعد وقت قصير من عودتها من المحكمة، أنها شاهدت ابنتها محتفظة بثقة كبيرة ومعنويات عالية، وأنها تحدثت إليها بشكل مقتضب طالبة منها إبلاغ تحياتها لجميع العائلة، والدعاء لها بعد أن طمأنتها أنها بخير، وأكدت براءتها من التهم المنسوبة لها.
عائلة آلاء كانت قد أصرت على التمسك بقشة الأمل بالإفراج عن ابنتها قبل موعد حفل التخرج، فتوجهت الأم إلى الجامعة وأخذت بطاقات الدعوة الخاصة بابنتها، وأبلغت بنيتها الحضور لاستلام الشهادة عنها في حال لم تستعد حريتها قبل الموعد المحدد.
وتوضح "أم آلاء"، أن انتهاء جلسة المحاكمة في "عوفر" تزامن مع التحضيرات النهائية لحفل التخرج، ولدى عودة العائلة من قاعة المحكمة محملة بأوجاع الأسر والحرمان، تلقت اتصالا هاتفيا من موظف بالجامعة يتساءل عن سبب عدم حضور العائلة لسد مكان ابنتها، لتعتذر العائلة عن الحضور معللة ذلك بالتعب الشديدة من يوم عذاب في محكمة الاحتلال، فرد موظف الجامعة بأنه سيلغي تسليم شهادة التخرج للعائلة.
وتضيف، "بعد وقت قصير جدا اتصلت على الموظف ذاته لأطلب عدم إلغاء التسليم وتأكيد حضورنا للحفل، فأجابني بأنه ألغى التسجيل بالفعل"، وتتابع، "غريب أن طالبة جامعية تعاني وتضحي في سجون الاحتلال، وجامعتها ترفض إجراء تعديل بسيط على إجراءات الحفل بتسليم الشهادة لعائلتها"، معربة عن ألمها الشديد وأسفها لهذه التصرف.
يذكر أن اليوم الأحد هو ثالث أيام تخريج الفوج الدراسي لعام 2015-2016 في جامعة بيرزيت، كما أنه آخر أيام التخريج لهذا العام أيضا، علما أن آلاء كان من المفترض تخرجها العام الماضي، إلا أنها تأخرت لعام كامل بسبب نشاطاتها الجامعية.