شبكة قدس الإخبارية

تفاصيل جديدة: نتنياهو رفض اغتيال الأخوين عوض الله خوفا

هيئة التحرير

رام الله - قُدس الإخبارية: رفض بنيامين نتنياهو إشراك جيش الاحتلال في عملية اعتقال الشهيدين عماد وعادل عوض الله في الخليل عام 1998، خوفا من أن يؤدي ذلك لعمليات انتقامية من كتائب القسام التي كان الشهيدان قياديين فيها، لكنه بعد العملية تباهى بنجاحها وأرجع الفضل في ذلك لحكومته.

هذه المعلومات كشف عنها رئيس جهاز "الشاباك" الأسبق يوفال ديسكن، في مقال نشره اليوم الجمعة، سرد فيه تفاصيل جديدة عن عملية اغتيال الأخوين عوض الله، مستخدما هذه المعلومات في الاستدلال على سوء قرار نتنياهو استبدال وزير الجيش المستقيل يعلون بزعيم "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، حيث كان ليعلون دورا هاما في تلك العملية.

وفي تفاصيل الاغتيال، يقول ديسكن، إن "الشاباك" علم بوجود الأخوين عوض الله في منزل بالخليل، فقرر اقتحام المنزل واعتقالهما عن طريق وحدة خاصة تابعة للجهاز تدعى "يمام"، وقد طلب حينها من الجيش تغطية المنطقة لمنع انسحاب الأخوين والإفلات من قبضة الوحدة الخاصة، بسبب طبيعة المنطقة الجبلية التي يقع بها المنزل.

ويوضح ديسكن، أن المستوى السياسي الإسرائيلي رفض بشكل مفاجئ مشاركة الجيش في العملية، وحينها كان نتنياهو رئيسا للحكومة ويتسحاق مردخاي وزيرا للجيش، مبينا أن نتنياهو خاف من أن تفشل عملية الاعتقال ويستشهد الشقيقان عوض الله، فتنفذ كتائب القسام سلسلة عمليات انتقامية لهما، ويتحمل نتنياهو وحكومته مسؤوليتها أمام الجمهور الإسرائيلي.

وأرجع ديسكن خوف نتنياهو إلى أنه كان ما يزال يعيش تحت تأثير الصدمة التي خلفتها سلسلة العمليات التي نفذتها كتائب القسام انتقاما للشهيد يحيى عياش، والذي كانت قوات الاحتلال قد اغتالته قبل عامين من اغتيال عوض الله، وأدت عمليات الانتقام له لسقوط أكثر من 70 قتيلا إسرائيليا.

لكن وزير الجيش المستقيل موشيه يعلون، والذي كان حينها قائد المنطقة الوسطى بجيش الاحتلال، تواصل مع "الشاباك" وأبلغه بنيته إرسال قوات من الجيش لتأمين العملية، في خطوة وصفها ديسكن بأنها مجازفة من يعلون بمستقبله العسكري، كونه خالف تعليمات المستوى السياسي.

ويضيف ديسكن، أن عملية الاقتحام أدت لاغتيال الأخوين عوض الله فعلا، والعثور على ما أسماها "معلومات ذهبية"، قال إنها شلت قدرة كتائب القسام على الرد لعامين، أي حتى اندلاع انتفاضة الأقصى.

وأشار ديسكن إلى أن نتنياهو تباهى لاحقا بنجاح عملية الاغتيال وبالعامين الهادئين اللذين تبعا العملية، متجاهلا موقفه السابق برفض إشراك الجيش فيها خوفا من نتائج ذلك.

واستنادا لهذه التفاصيل، قال ديسكن إن ثنائي ليبرمان - نتنياهو سيجلب "قفزات طائشة" على المستوى الأمني، دون أن يدرك أي منهما للتداعيات، كون الأول عديم تجربة والثاني عديم القدرات الأمنية، حسب قوله.

واغتالت قوات الاحتلال الشهيدين عوض الله بتاريخ 10/أيلول/1998، أثناء تواجدهما في إحدى المزارع المجاورة لقرية ترقوميا بمدينة الخليل، وقد احتفظت منذ ذلك الحين بجثمانيهما في مقابر الأرقام، حتى سلمتهما في نيسان/2014، حيث أكد من شاهدوا الجثمان أنهما لم يتحللا وأن ملامح وجهيهما كانت واضحة بما يؤكد أن الجثمانين فعلا لعماد وعادل.