يستعد الفلسطينيون في الداخل يوم غد الثلاثاء للعودة إلى قرية خبيزة المهجرة، في نفس اليوم الذي تحتفل فيه "اسرائيل" باستقلالها، كتقليد سنوي لإحياء ذكرى النكبة الفلسطينية عام 1948، بدأته جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين منذ عام 1998 وأصبح محط اجماع عند الفلسطينيين أن "يوم استقلالهم يوم نكبتنا".
وتحت هذا الشعار سيجتمع الفلسطينيون الساعة الثانية ظهرا في بلاد الروحة على أراضي قرية خبيزة المهجرة القريبة من مدينة ام الفحم، لتنطلق مسيرة العودة السنوية السادسة عشر حتى تصل أرض خبيزة حيث ستقام عدة نشاطات وفعاليات لإحياء ذكرى النكبة منها المهرجان المركزي.
ويلاحظ العديد من المتابعين تزايد عدد المشاركين في مسيرة العودة في كل عام، بالأخص المشاركة الواسعة من قبل الجيل الثالث والرابع للنكبة، حاملين الرايات الفلسطينية وأسماء 500 قرية هُجرت عام 48 مؤكدين على البقاء لاستقبال العائدين.
وفي حديث لشبكة قدس الإخبارية مع أحمد الشيخ أحمد -رئيس جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين- حول آخر الإستعدادات للمسيرة قال: "حالياً ننهي كافة الترتيبات اللوجستية للمسيرة غداً، فنحن نسعى دائماً لتطوير هذا النشاط السنوي خصوصاً مع تزايد أعداد المشاركين إذ نتوقع أن يشارك ما بين 15 حتى 20 ألف في المسيرة".
وأضاف: "سيكون هناك مهرجان وطني ضخم على أراضي خبيزة، يتضمن العديد من الفقرات منها بعض الكلمات مثل كلمة باسم أهالي القرية، وكلمة للاجئي لبنان من نهر البارد، وكلمة للقوى اليهودية المناصرة لحق العودة، اضافة لفقرات فنية غنائية يقدمها الفنان علاء عزام وولاء سبيت، بالإضافة لفقرات شعر يلقيها أطفال خبيزة، كما سيكون هنالك عدة خيم تشمل العديد من الأنشطة مثل معرض صور ومعرض كتب سيذهب ريعها للأسرى الفلسطينيين، وخيمة لتنظيم فعاليات للأطفال وأخرى للشباب، وخيمة للتراث والتطريز وأخرى للطعام الفلسطيني سيوزع مجانا".
وقال الشيخ أحمد حول قيام الجمعية بتنظيم المسيرة في كل عام إلى قرية مهجرة وليس في احدى المدن مثل حيفا او يافا واللد والرملة "كان هناك محاولة العام الماضي لتنظيم المسيرة في مدينة عكا، وهذا العام حاولنا في يافا، لكن المحاولات لم تنجح بالرغم من أننا بدأنا بترتيب المسار في يافا، لكن ليس من السهل تنظيم هذه النشاط في اليوم الذي تحتفل "اسرائيل" باستقلالها، لكننا مصرّون على ذلك في العام القادم، لأن ما تتعرض له المدن الفلسطينية اليوم من تهويد وتفريغ العرب هو استمرار للنكبة عام1948".
وفي سياق التحضيرات أيضا، أصدرت الجمعية بيانا قبل أيام دعت فيه إلى المشاركة الفعالة بالمسيرة وبشكل وحدوي والابتعاد عن أي مظاهر حزبية أو أخرى ليست لها علاقة بالنكبة. وكما يبدو فإن حادث الإعتداء الأخير على طاقم الجزيرة في مسيرة يوم الأرض بمدينة سخنين من قبل أشخاص مؤيدين للنظام السوري، يلقي بظلاله على المسيرة. وأبدى البعض تخوفهم من تكرار ما حدث أو شيء شبيه وحرف الأجواء الوحدوية للمسيرة، خصوصا أن هنالك بعض الأشخاص لا يتوانون مؤخراً عن المشاركة في العديد من النشاطات الوطنية رافعين العلم السوري وصوراً لبشار الأسد.
اضافة الى ذلك من نقاشات وتكهنات تسبق المسيرة، أورد موقع "بكرا" يوم أمس خبرا مفاده أن الحركة الاسلامية (الشق الشمالي) سوف تقاطع مسيرة العودة "بسبب ما حدث في يوم الأرض من عدم وحدة الصف" كما جاء في الخبر. وفي اتصال لشبكة قدس مع الشيخ كمال الخطيب، نائب رئيس الحركة الإسلامية، قال إن الحركة لن تشارك في هذه المسيرة بسبب ما وصفها بالأسباب الإدارية. وقال الخطيب إن الحركة طالبت بأن يكون تنظيم هذه المسيرة من ضمن مسؤوليات لجنة المتابعة العليا، من أجل النهوض بهذه اللجنة وتحسين أدائها، مضيفاً أن حركته ترفض احتكار تنظيم مسيرة العودة من قبل جمعية الدفاع عن المهجرين.
وفي المقابل تنظم الحركة الإسلامية في ذات اليوم بواسطة ذراعها الطلابي - جمعية إقراً - جولة ارشادية حول مدينة القدس تشمل زيارة بعض القرى المهجرة ومعالم من المدينة.
وفي سياق متصل، تدور نقاشات حول موقف الحركة الاسلامية من البرنامج الفني لمسيرة العودة، إذ تعارض الحركة بعض فقرات المهرجان المتعلقة بالغناء والعزف على آلات وترية واعتلاء المرأة للمنصة، الأمر الذي جعل قيادة الحركة الاسلامية وكوادرها ينسحبون من المهرجان العام الماضي بعد انتهاء فقرة الخطابة وبداية الفقرات الغنائية.
وعلى اثر هذا النقاش، يطالب البعض أن تكون مسيرة العودة تحت مظلة وتنظيم لجنة المتابعة للجماهير العربية كما مسيرة يوم الارض السنوية وذكرى هبة اكتوبر2000، بادعاء أن لجنة المتابعة هي الجسم الذي يجمع جميع الأحزاب والقوى السياسية في الداخل الفلسطيني.
وفي تعليق له على هذا النقاش الدائر قال الشيخ أحمد: "بداية نحن لا نتوقع حدوث شيء شبيه ليوم الأرض، ونأمل ذلك، وقمنا بإصدار بيان للإعلام يدعو للحفاظ على الطابع الوطني الموحّد للمشاركين في المسيرة بما يليق وينسجم مع أهداف المسيرة التي تتلخص بالتأكيد على حق عودة المهجّرين واللاجئين إلى ديارهم. إضافة إلى تواصلنا مع الأحزاب والقوى السياسية المختلفة. أما بالنسبة للحركة الإسلامية فلا يوجد لدينا معلومات أكيدة حول مقاطعتها للمسيرة، نحن نعتبر الحركة الإسلامية جزء من مركبات شعبنا ولها دور كباقي القوى السياسية، ونحن نأمل من الجميع المشاركة كما كل عام، وخصوصاً الحركة الإسلامية كون المسيرة قرب أم الفحم التي تعتبر معقلاً للحركة".
[caption id="attachment_9105" align="aligncenter" width="448"]
من مسيرة العوادة عام 2012 إلى قرية الكويكات[/caption]
وأشار الشيخ أحمد الى بيان لجنة المتابعة الداعي المشاركة في المسيرة معتبراً أن المتابعة وبياناتها تمثل جميع مركبات المتابعة ومنها الحركة الاسلامية، مضيفاً إلى أنه يوجد تنسيق دائم بين لجنة المتابعة وجمعية المهجرين حول مسيرة العودة.
وختم حديثه بالقول "في لجنة الدفاع عن المهجرين يوجد أشخاص من جميع الأحزاب، لكن عندما نجتمع على طاولة واحدة نخلع رداءنا الحزبي، ونضع نصب أعيننا انجاح فعالياتنا ونشاطاتنا وهي لا تقتصر على المسيرة، كون قضية العودة واللاجئين هي قضية وحدوية تمثل الجميع ولا خلاف عليها، وفي اعتقادي أن مسيرة العودة هي نتاج لعمل جمعية الدفاع عن المهجرين، وهنالك خصائص معينة علينا أن نبقيها بعيدة عن نقاشات وقيود اخرى تجري في المتابعة كي لا نعيق عملنا".