أمي..
تسعة أشهر وقلبي ينبض داخل جسدك، لعله حمل حنانا.. حبا.. عشقا لهذا الجسد الدافئ، فأحب ان يبقى ساكنا ظلمته، فقد خشي قلبي من هذا العالم الغريب الذي ينتظره ...تمسك جسدي الصغير برحمك حتى كاد جسدي الضعيف ان يختنق ،فقرر الاطباء اخرجي بعملية قيسريه ...وهكذا فصلوا الجسد العاشق عن معشوقته .
خرجت الى الدنيا ضعيفا باكيا خائفا، وهنا ضمني صدرك الحنون ليرضعني حبا ويزرع في روحي شيئا من الثقه بأن هنالك من سيحميني من عتمة دنياي .
كبرنا ولكن ما زالت قلوبنا تخشى عتمة دنيانا وكلما ضعفنا عدنا لك يا امي، لا نخبرك بمقدار ضعفنا لكن يحدثك صمتنا عما في قلوبنا فتزرعين فينا الثقة من جديد.
أمي..
الظلمة والخوف اقتحما قلبي وهزما روحي، فقد سكنت القيد وحرمت منك، أمي؛ انتظرتك ولكن منعك عني القيد، انتظرتك وانتظرتك وانتظرتك.. لكن مع كل شمس للامل تشرق، تحل عتمة الظلم من جديد لتحرمني من شمسك..
انتظرتك وانتظرتك وانتظرتك.. وتجئ البشارة بعد 23 شهرا من القيد والحرمان.. وتجئ البشارة: ستشرق شمسك علي من جديد، ستزورينني في سجني بعد كل اشهر الظلمة والظلم، سأشكو لك جرحي، سأحدثك بصمت عن هذا الانكسار الذي يسكن روحي، سأرسم لك بدموعي حكاية العشق الحزين..
سأقول لك امي كم تمنيت لو انهم لم يخرجوا جسدي الهزيل من جسدك، لو انهم ابقوه هناك في عتمتك الآمنه ولم أرَ شمسهم الظالمة الموحشه، سأسألك أماه عن سر أحلامنا التي مهما كبرت أعمارنا إلا أن أحلامنا لم تكبر، ومن جديد انتظرتك وانتظرتك وانتظرتك.. لكنك لم تأت فقد أصروا أن أبقى دون دفئك عندما أعادوك عن الحاجز وقالوا لك: "أنت ممنوعة من الزياره وممنوعة من الحب".