صدورهم عارية، ايديهم خشنة والاصابع متجمدة!.. درجه للحرارة قاربت الصفر عند الساعه 2:24 بعد منتصف الليل، الاخبار تفيد بقوة راجله تقتحم البلدة وتتمركز في عدة نقاط، الشبان يجهزون انفسهم يستعلمون عن اماكن تواجد قوات الاحتلال.
تجمع الشبان في شارع فرعي، بهدوء يضع القائد البسيط نقاطا على حروف خطتهم البسيطة التي تتضمن كوعا واربع زجاجات من الدهان وزجاجة حارقة وعددا من الحجارة، يأمر الشبان بالتحرك في خطوط ومسافات متباعدة حتى يصلوا لأقرب نقطة لتواجد قوات الاحتلال ويمطرونهم بما اعدوا.
يسمعون صوتا من احد النوافذ: "لجيش تمركز في العمارة الفلانيه واعتلوا سطحها خذوا حذركم". تقدم الشبان بهدوء، صراخ أحد النساء أن الجيش كان قد كمن في نقطة اصبح الشبان بعيدين امتارا قليلة عنها! أمطر الشبان الكمين بالحجارة وانسحبوا الى الشارع الفرعي لوضع خطة أخرى.
توجه الشبان لزقاق آخر وبدأو بجمع الحجارة، عدد الشبان لايزال في ازدياد، عدد منهم استقيظ بعد وابل من الطلقات الحيه وقنابل الصوت، تسلل شابين من أحد الحواكير ووصلوا الجيش، ألقو الكوع واتبعوه بالزجاجه الحارقه.
رد الجنود باطلاق كثيف للرصاص والقنابل وسمعت اصوات صياحهم من سكان الحارة تلك، فرح الشبان عند الزقاق وبدأو بالتكبير والهتافات، فيما بدأ الجنود باطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع على شبان المتمركزين في الزقاق، وبدأ الشبان باعادة قنابل الغاز بطرق تدعوك للضحك، رغم دموعك المنهمرة بتأثير الغاز.
عدد من دوريات جيش الاحتلال يتقدم لاخلاء الجنود الذين اصبحوا محاصرين من الارض والشجر واصحاب الارض.. بدات تحس بان الارض تلعنهم والشجر يقذف بالحجارة قائلا، "ارحلوا". ركب الجنود سياراتهم العسكريه، كان الشبان قد تقدموا لكمين جديد ليؤمنوا كما يسمونها " كبس" السيارات العسكريه.
اتى مدد من الزجاجات المعبئة بالدهان، ومع انسحاب القوات بدات زجاجات الدهان كالمطر، و كما قال الشبان لم يعجبنا لون السيارات العسكريه فاحببنا تغيير اللون، هدأ الشارع نفض الشبان ايدهم من اثار الحجارة، و وداع آني لانهم سيلتقون في اي مواجهة قادمة، انسحب الشبان.. بانتظار حكايه اخرى يسطرونها بايمان عميق بحتميه النصر رغم بساطة المتاح.
لم تزل صدورهم عاريه ولكنها تمتلئ بعشق الارض وايمان عميق بان هذه الارض ترفض الغزاه اي كانوا وايادي توضأت بحب الوطن و اخشوشنت بحجارة الارض، وبرد ينهيه دفى المشاعر وحب الوطن.
