عُرفت "إسرائيل" ومنذ فترة طويلة بكونها مركز عالمي للإرهاب، كجزء من شبكة إرهابية عالمية تديرها الامبراطورية الأمريكية،وتشغلها وكالات التجسس الإسرائيلية "الموساد"، المعروف كذلك عالميًا بأنه عبارة عن عصابة سيئة السمعة من القتلة والخاطفين وقطاع الطرق.
شكلت صناعة الأسلحة الإسرائيلية رافداً كبيراً للإمبريالة الأمريكية حيث تشارك في تسليح غالبية الحكام المستبدين والقوى المعادية للثورة في جميع أنحاء العالم، خاصة عندما لا تستطيع الدول الكبرى القيام بذلك مباشرة، كفضيحة إيران كونترا الشهيرة.
لم يقتصر الأمر على ذلك، بل تعداه إلى المساعدات العسكرية للأنظمة الدكتاتورية الرجعية في أمريكا اللاتينية وغيرها، فعلى سبيل المثال كانت قطعة الكلاشنكوف الخاصة بأسامة بن لادن عام 1980 قد بيعت عن طريق "إسرائيل"، وضبطت لاحقاً مع مقاتلي منظمة التحرير في بيروت عام 1982.
ولا يُخفى على أحد أن الموساد هو الذي زرع القنبلة لقتل الكاتب المسرحي اليساري الفلسطيني الشهير والناشط غسان كنفاني في بيروت، بسيارته، وهو نفسه من اختطف العالم النووي الإسرائيلي مردخاي فعنونو، وذلك باستخدام "فخ العسل" لاستدراجه إلى إيطاليا وإعادته عن طريقها إلى "إسرائيل" بعد أن كان قد نجح في الفرار منها إثر تسريبات صحيفة صنداي تايمز عن تسريب "إسرائيل" للأسلحة النووية لبعض الدول.
يبرع الموساد في قتل المدنين الفلسطينيين والزعماء السياسيين الذين يقع عليهم الاختيار للتخلص منهم بحجة تشكيلهم خطراً على الأمن الإسرائيلي في نوع من المبالغة في القدرات الحقيقية للمستهدفين، لكن كما هو معروف فذلك جزء من الحرب النفسية ضد أعداء "اسرائيل" في العالم العربي، من خلال إقناع الآخرين أن "إسرائيل" وموسادها قادرون على الوصول إلى أي هدف مهما كانت قوته ومهما كان بعيداً عنها.
مصانع السلاح وحدها تشكل عنصراً هاماً في عناصر الشبكة الإسرائيلية العالمية للإرهاب، عدا عن شركات التجسس الإلكترونية التي تقدم خدمات مراقبة المواطنين للحكومات والدول عبر العالم.
تعمل "إسرائيل" وحليفتها أمريكا في هذا المجال ببراعة، فقد تمكنت شركات التكنولوجيا الإسرائيلية من إيجاد منظومة تجسس عالية تتيح للدكتاتوريات المختلفة وبشكل لا يخضع للمساءلة مراقبة كافة وسائل الاتصال ضمن حدود دولها وربما خارجها.
شبكات الهاتف هذه تعمل مثل السوط بيد أجهزة الاستخبارات، فهي قادرة على سرقة مجموعة كبيرة من المعلومات الخاصة من هاتفك المحمول أو أي هاتف آخر يسير ضمن منطقة إشارة الانترنت الخاضعة للمراقبة. ومن خلال هذه البرامج تستطيع أجهزة الاستخبارات الاستيلاء على الصور الشخصية والاتصالات وكشف تواريخ التصفح وكمات المرور والبريد الإلكتروني والبيانات هالامة الأخرى دون أي علم للمستخدم أو استئذانه بأي شكل.
وأبدعت "إسرائيل" مجدداً في اختراع نظام تجسس جديد يتمكن من فك تشفير SSL والوصول إلى حسابات البريد الإلكتروني. هذا النوع من التشفير يستخدم في المواقع لحمايتها بشكل فعال.
حين حاولت الاتصال بالشركة المصنعة عن طريق الهاتف، أجابني المسؤول أنه لا يرغب في التعليق، وقال إنه لا يرد على أي صحفي، فجميع المنتجات هنا مخصصة للاستخدام الحكومي. وبعد بحث بسيط اكتشفت أن التعليق المتعجرف هذا جاء من شخص يميني ينتمي لأحد أشد الأحزاب الاسرائيلية تعصباً. إذا من يدير الاستخبارات وصناعتها في هذا العالم هم اليهود المتدينون، فكيف يكون شكل العالم وهم يعرفون كل شيء عنه؟!
المصدر: ميدل ايست مونيتور - ترجمة: شبكة قُدس الإخبارية