شبكة قدس الإخبارية

تشافيز: بائع الحلوى الذي طرد السفير

هيئة التحرير

رحل الزعيم الفنزويلي (58 عاما) يوم الثلاثاء (5 آذار 2013)، بعد صراعه مع مرض السرطان الذي استمر عامين، أجرى خلالهما أربع عمليات جراحية، لم يظهر بعد آخرها في 11 ديسمبر نتيجة المضاعفات التي رافقت العملية.

وكان مادورو-الذي رشحه شافيز لخلافته-  قد أعلن في وقت سابق  الاشتباه في حقن شافيز بمادة سببت له السرطان, ملمحاً لضلوع الولايات المتحدة الأمريكية في ذلك. قائلا إن السلطات ستحقق في الأمر.

VENEZUELA-POLITICS-CHAVEZ-FAILED COUP-ANNIVERSARY

محطات في حياة تشافيز

ولد تشافيز في 1954 ببيت جدته من أبيه، في بلدة سابانيتا بولاية "باريناس" لعائلة عاشت حياة فقر واضح، حيث اضطر في مراهقته  أن يعمل كبائع للحلوى في طرقات البلدة. وكانت حياة الفقر قاسية عليه، ولم يستطع عبورها إلى الأفضل إلا في 1971 حين دخل الأكاديمية العسكرية، حيث درس 4 أعوام، تلتها 16 سنة من حياة طبيعية تغيرت تماماً بعد قيامه في 1992 بما سمّاه "عملية زامورا" وهي انقلاب فاشل قاده للإطاحة برئيس البلاد آنذاك، كارلوس أندريس بيريس، فذاق طعم السجن طوال عامين. أسس حركة الجمهورية الخامسة بعد اطلاق سراحه عام 1994، وهي حركة يسارية عرفت نفسها كناطق باسم فقراء فينزويلا، ثم نجح تشافيز في الإنتخابات الرئاسية عام 1998,

تسلم تشافيز الحكم في فبراير عام 1999، دعى خلال حكمه إلى تحقيق التكامل السياسي والاقتصادي لامريكا اللاتينية، كما عرف عن تشافيز مواقفه المعادية للإمبريالية وانتقاداته الحادة لأمريكا واسرائيل.

أطلق تشافيز حملات عدة في فنزويلا بهدف محاربة الأمراض والأمية وسوء التغذية والفقر وأمراض اجتماعية أخرى.

في عام2002وبعد إضرابات عديدة في قطاع النفط، طالب اتحاد عمال فنزويلا ومنظمة أرباب العمل (فيديكاماراس)  في السادس من نيسان برحيل شافيز في مظاهرة ضخمة ضد القصر الرئاسي، وأسفر قمع المظاهرة عن سقوط 19 قتيلا وعشرات الجرحى.

 في 11 نيسان قامت قيادة أركان الجيش بمحاولة انقلاب،  وبعد يومين عاد تشافيز إلى الرئاسة بمساعدة عسكريين موالين له، وخصوصا بفضل تعبئة الآلاف من أنصاره الذين خرجوا إلى شوارع كراكاس.

121213141046_chavez-ap-1

وفي عام 2003، نظمت المعارضة إضرابا عاما، ثم جرى الإتفاق بينها وبين الحكومة على تنظيم استفتاء بشأن احتمال إقالة الرئيس لإنهاء الأزمة السياسية، إلا أن تشافيز فاز بالاستفتاء بنسبة 59% من الأصوات.

في عام 2006 إعيد انتخاب شافيز رئيسا بـ62% من الأصوات. وفي العام 2009 جرت المصادقة في استفتاء (54,36%) على تعديل الدستور لإتاحة إعادة انتخاب الرئيس بلا قيود.

وكان تشافيز قد طلب من الفنزويليين قبيل مغادرته كراكاس انتخاب نائبه ووزير خارجيته نيكولاس مادورو رئيسا لهم في حال اضطر إلى مغادرة السلطة، مؤكدا أنه "ثوري بالكامل" وأنه "رجل تجربة بالرغم من شبابه".

e427e01a9b

مواقف تشافيز

كان شافيز من القلائل الذين أعلنوا صراحة معارضتهم لما يسمى ب"الحرب على الإرهاب" التي بدأتها الولايات المتحدة عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001.

كما كان أول من كسر الحصار الذي فُرض على العراق عندما قام بزيارته عام 2000 وتجول في شوارعه بصحبة الرئيس الراحل صدام حسين.

في عام 2006 وحينما كانت العديد من الحكومات في العالم العربي متخبطة في رد فعلها إزاء الهجوم الإسرائيلي على لبنان، قرر شافيز سحب سفير بلاده من إسرائيل ردا على عدوانها، وأعلن خفض مستوى التمثيل مع تل أبيب إلى حده الأدنى قائلا إنه "لا فائدة من التعامل مع إسرائيل".

421839_10151309264651603_168497745_n

وفي يناير/كانون الثاني 2009 أقدم تشافيز على طرد السفير الإسرائيلي لدى فنزويلا وجميع العاملين في السفارة؛ ردا على العدوان الإسرائيلي على غزة، واعتبر أن ما تقوم به إسرائيل في غزة "إرهاب دولة" وجريمة ضد الإنسانية، كما وصف جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنه "جبان".

hugo-chavez-in-hospital-16022013

وفي العام نفسه اعترفت فنزويلا رسميا بفلسطين دولة مستقلة وذات سيادة، ودشنت أول سفارة فلسطينية في كراكاس.

 وطالب تشافيز بتدريس القضية الفلسطيينة في فنزويلا، معتبرا أنه من المهم للأجيال الصاعدة أن تتعلم من تاريخ هذه القضية، كما أمر وزير التربية والتعليم الفنزويلي أن يوزع خرائط للأراضي الفلسطينية.

كما وربطته صداقات وثيقة مع بعض الزعماء العرب كالقذافي سابقا وعمر البشير وبشار الأسد، معتبرا محاولة التخلص منهم مؤامرة امبريالية.

 482496_10200670219942981_1689968168_n