رام الله – خاص قُدس الإخبارية: لم يكتب لباسم النجاة كما تمنى محبوه عندما أطلق جنود الاحتلال الرصاص عليه وأصابوه ثم تركوا طواقم الهلال الأحمر تنقله لتلقي العلاج على غير العادة، فبعد شهر ونصف تقريبا عادت قوة من المستعربين لاعتقاله سرا في انتهاك جديد للوحدات التي سبق لها أن اقتحمت مستفشيات بالضفة.
باسم فارس النعسان (21 عاما) من قرية المغير قضاء رام الله، يعمل في "كسارة" بقريته التي تواجه بين الحين والآخر اقتحامات من الجيش واعتداءات من المستوطنين على الأراضي الزراعية، ويعمل معه صديق مقرب له هو قاسم سباعنة من قباطية قضاء جنين، قررا يوم الجمعة بتاريخ (30/تشرين أول) التوجه إلى قباطية كزيارة وللتنزه، لكن الأمر انتهى على غير ما توقعا تماما.
[caption id="attachment_80082" align="aligncenter" width="450"] باسم النعسان داخل مكان عمله[/caption]عند وصولهما لحاجز زعترة جنوبي نابلس، أطلق جنود الاحتلال الرصاص على الشابين اللذين كانا يركبان دراجة نارية، فاستشهد قاسم على الفور وأصيب باسم بجروح وصفت بأنها خطيرة، ونقل على إثرها إلى مستشفى في نابلس لتلقي العلاج، ثم إلى مجمع فلسطين الطبي برام الله لمتابعة حالته.
ويقول كفاح النعسان شقيق باسم، إن إصابة باسم أصيب برصاصة في القدم أدت لقطع الشريان الرئيسي فيها، كما أصيب برصاصتين في البطن أصابت أحشاءه والقولون الذي أحدثت فيه فتحة، مضيفا، أن جسد باسم لفظ الرصاصتين لاحقا وتحسنت حالته بشكل محدود.
وللسيطرة على وضع باسم ومحاولة إنقاذ حياته، أجرى الأطباء في مجمع فلسطين عدة عمليات جراحية له، وضعوا خلالها أنبوبا في قدمه للتعويض عن الشريان، كما ربطوا جسده بكيس للإخراج من الفتحة في جسده، إلى حين إجراء عملية جراحية أخرى بعد نحو شهر.
ويوضح كفاح، أن شقيقه ومع التحسن الذي طرأ على صحته أُخرج من مجمع فلسطين إلى حين موعد العملية المنتظرة، لكن العائلة وخوفا من إعادة اعتقاله قبل إجراء العملية وضعته في فندق الوحدة الذي يبعد أمتارا عن دوار المنارة وسط رام الله.
قبل يومين اقتحمت قوات الاحتلال منزل عائلة باسم في قرية المغير، فتشته بشكل دقيق وعاثت فيه فسادا وخربت محتوياته، كما أخذت قياسات للمنزل وأبلغت العائلة شفويا بنيتها هدم المنزل، حيث قال ضابط بجيش الاحتلال لوالد باسم إن العائلة خسرت صديق ابنها وستخسر منزلها.
ويستغرب كفاح قرار قوات الاحتلال اعتقال شقيقه وهدم المنزل بعد مرور أكثر من شهر على الحادثة، مضيفا، أن العائلة قررت بعد أن أدركت أن جيش الاحتلال يبحث عن نجلها تسليمه للسلطة الفلسطينية إلى حين إجرائه العملية وتحسن صحته، "وبعد ذلك الي كاتبه الله بدو يصير"، وفق تعبيره.
وحسب كفاح، فإن الموعد المقرر لتسليم العائلة كان اليوم الثلاثاء، إلا أن قوات الاحتلال باغتت الجميع باقتحام الفندق فجرا واعتقال باسم، في عملية نفذتها قوة من المستعربين تركت على إثرها خرابا كبيرا داخل الفندق، دون أي اعتبار للزبائن فيه.
وخلال الاقتحام صادرت وحدة المستعربين جهاز الحاسوب المتصل بكاميرات المراقبة داخل الفندق، بهدف إخفاء أي تفاصيل عن جريمتها الجديدة على غرار ما تم الكشف عنه سابقا.
ولا تعلم العائلة حتى الآن أي تفاصيل عن الوضع الصحي لنجلها بعد اعتقاله، أو المكان الذي نقله إليه قوات الاحتلال، خاصة بعد أن أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن باسم نقل للتحقيق لدى الجهات الأمنية، ما يعني أن الاحتلال يتجاهل حالته الصحية وحاجته الماسة للعلاج.
ويزعم الاحتلال أن قاسم وباسم كانا ينويان تنفيذ عملية فدائية على حاجز زعترة، وقد تم إطلاق النار عليهما دون أن يصاب أيا من الجنود على الحاجز، وقد نشرت مواقع إسرائيلية اليوم نبأ اعتقال باسم لكنها أوردت أن المعتقل من الفندق هو باسم أبو عليا، فيما تشير مصادر محلية إلى أن أبو عليا اعتقل من منزله قبل يومين ولا علاقة له بالعملية المزعومة.
تجدر الإشارة إلى أن وحدات المستعربين اقتحمت في تشرين أول الماضي المستشفى العربي التخصصي في نابلس واعتقلت شابا بزعم مشاركته في تنفيذ عملية قرب بلدة بيت فوريك قضاء المدينة، كما اقتحمت المستشفى الأهلي في الخليل وقتلت شابا واعتقلت ابن عمه الذي كان يتلقي العلاج في المستشفى، بزعم تنفيذه عملية طعن في وقت سابق.