شبكة قدس الإخبارية

معاريف: لا نتنياهو ولا وزير جيشه يملكون حلا للعمليات الفلسطينية

هيئة التحرير

ترجمات عبرية-قدس الإخبارية: قالت صحيفة "معاريف" العبرية في افتتاحيتها التي نشرتها اليوم الأربعاء "إنه لا رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ولا وزير جيشه موشيه يعلون ولا الحكومة كلها بكافة أطيافها يملكون الحل الضامن لإنهاء الوضع الراهن وعمليات الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس وحتى في تل أبيب وغيرها".

وأضافت الصحيفة في مقالة للكاتب والمحلل السياسي "يوسي ميلمان" أنه "بالأمس والذي كان يوما عاديا آخر في الثورة الفلسطينية، كان يوم مأساوي آخر في نفس الطريق الذي يحتك فيه الإسرائيليون والفلسطينيون الواحد بالاخر والواحد الى جانب الاخر، يدهسون، يطعنون، يطلقون النار وتطلق عليهم النار".

وتابع "الجندي زيف مزراحي الذي قتل أمس هو الضحية الـ 23 منذ بدأت الانتفاضة الفلسطينية قبل نحو شهرين، وحسب معطيات نجمة داود الحمراء، فقد أصيب 200 إسرائيلي، في حين وبحسب معطيات وزارة الصحة الفلسطينية، فقد قتل 90 فلسطينيا وأصيب نحو 500"، على حد قوله.

وقال "بالأمس أيضا وقعت عمليات عندما كان رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" يتجول فوق غوش عصيون، حيث قتلت أول امس "هدار بوخارس".

وأضاف "لقد اصبح مفترق الغوش احد المغناطيسات "للارهاب الفلسطيني"، ولكن عمليا، يفيد تحليل أحداث الإرهاب بأن ليست له حدود او تفضيلات، فهو يقع في الضفة الغربية والقدس، ضرب في تل أبيب، في كريات جات، في بئر السبع وفي معبر جلبوع، باختصار، كل البلاد جبهة".

ويستطرد الكاتب "ليس للإرهابيين مزايا او صور جماعية يمكنها أن تشير الى الميل، فمنفذو العمليات هم في الغالب شباب او شابات، وفي بعض الحالات حتى أطفال ابناء 12، ولكن كان ايضا منفذون في سنوات العشرين والثلاثين من أعمارهم، ولهم عائلات (مثل منفذ العملية في بيت بانوراما في تل أبيب)، معظمهم ماكثون غير قانونيين، ولكن كانت ايضا حالة واحدة (مرة اخرى الحالة في بيت بانوراما) والتي كان فيها للمنفذ تصريح عمل، ليس لمعظمهم خلفية أمنية أو انتماء تنظيمي – باستثناء بعض الحالات التي كان فيها المنفذون نشطاء او يتماثلون مع حماس او الجهاد الاسلامي، وبعضهم الآخر هم من عائلات قتل أبناؤهم أو أقرباؤهم، أو أصيبوا أو سجنوا على يد الجيش الإسرائيلي".

ويوضح الكتاب "تحليل الاحداث على الرغم من ذلك يشير إلى ميزة واحدة بارزة، هو ان هذه الأعمال ينفذها أفراد، ليسوا جزءا من خلية أو تنظيم، ولا توجد خلفهم قيادة،

هم يعملون حسب دافع عاطفي أو بعد تفكير برأيهم للمستقبل، وفي هذه الظروف نجد أن المخابرات التي تنجح في الغالب، آجلا أم عاجلا في التسلل والكشف عن خلايا المقاومة واعتقال المنفذين تعدم الوسيلة في وقف هؤلاء".

ويضيف "يمكن للمخابرات ان تجند عملاء في المنظمات الفلسطينية وتعرف قدرته ونواياها، ولكنها لا يمكنها ان تتسلل الى رأس من يقرر أو تقرر في عقله الخروج لتنفيذ عملية طعن او دهس، كما أن ليس للجيش الإسرائيلي حلول لكيفية صد موجة الإرهاب، بمعنى أنه صحيح أن للجيش الإسرائيلي خططا وفيرة، يمكنه فرض حظر تجول وإغلاق، وأن يمنع الفلسطينيين من العمل في "إسرائيل"، وأن ينغص حياة السكان، ولكن هذه وسائل يعرف قادة الجيش، ولا سيما مديرية التنسيق مع السلطة الفلسطينية (الادارة المدنية) بأنها تشكل سهما مرتدا وستلحق ضررا أكبر من النفع".

"الجميع يحاولون الحفاظ على روتين "الإرهاب"، السلطة الفلسطينية، التي لا تأسف لما يحصل، لا تشجعه ولكنها لا تمنعه ايضا، فأجهزة الأمن فيها تواصل التنسيق مع المخابرات والجيش الإسرائيليين، ولكن بانعدام رغبة واضحة، وكأنهم تملكهم الشيطان، وحكومة "إسرائيل" تواصل السماح لأكثر من مئة ألف فلسطيني العمل في "إسرائيل" وتواصل تشجيع مبادرات اقتصادية (جيل ثالث لشركات الخلوي الفلسطينية)، ولكن هذا روتين الرمال المتحركة، كل شيء يمكن أن يتغير في دقائق، عملية واحدة مع قتلى وإصابات كثيرة أو رد إسرائيلي يخرج عن نطاق السيطرة، سيلغي كل ذلك، فكل شيء محدود الضمان"، يقول الكاتب.

ويضيف "لقد خرج نتنياهو أمس الى جولة في مفترق غوش عصيون كي يظهر، كعادته، بأنه رئيس وزراء نشط يحرص على مواطنيه، ولكن الحقيقة هي أنه ليس لدى نتنياهو، ولا لدى وزير الجيش ولا لدى حكومة إسرائيل حل للوضع الراهن، وهم يشبهون من يركب ظهر نمر نعس، لم يندفع بعد بكامل سرعته".

ويختم الكاتب بالقول: "رئيس الحكومة نتنياهو يريد مفاوضات ولكنه غير مستعد لأن يدفع الثمن لقاء اتفاق حقيقي، وأبو مازن لا يريد المفاوضات التي من ناحيته هي مجرد محاولة إسرائيلية لجر الأرجل وكسب الوقت، ففي واقع مميت كهذا، ليس لدى الشعبين حتى ولا بارقة أمل لمستقبل أفضل أو حتى لوعد ألا يكون الوضع أسوأ بكثير".