رام الله - خاص قُدس الإخبارية: يردد الشارع الفلسطيني، منذ اشتعال المواجهة الحالية مع الاحتلال الإسرائيلي، تساؤلا كبيرا عن مستقبل الاحتجاجات الشعبية وسبل تطويرها لمواجهة شاملة نحو فئات ومناطق أوسع، وسط انتقادات تزداد حدتها يومًا بعد الاخر، لدور الفصائل والقوى الفلسطينية، التي اعتبرها الكثيرون غائبة عن المشهد.
أين الفصائل؟
"الانتفاضة الحالية عندما انطلقت لم تأخذ إذنًا من أحد، كما كل انتفاضات الشعب الفلسطيني"، يقول تيسير خالد عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، مضيفا، "الناس تثور عندما يصل التناقض مع المحتل، في المصالح الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، حدًا لا يمكن أن يطاق".
وحول دور الفصائل الفلسطينية في المواجهة، يوضح خالد، أن "الانتقادات في الفترة الأخيرة ضد التنظيمات، يقودها المثقفون والكتاب، بتنظيرات بعيدة عن الواقع".
ويضيف لـ قُدس الإخبارية، أن "المطلوب من الفصائل الفلسطينينة، حشد الجماهير نحو مشاركة أوسع في الانتفاضة، وتشكيل قيادة موحدة تحدد ماذا نريد".
ويعزز هذه الرؤية الباحث حسام عرفات، إلى أن "الفصل التعسفي بين الفصائل والنشطاء الشباب، لا مكان له على الأرض، لأن الاندفاعة الرائعة التي نشاهدها، جاءت نتيجة لنضالات وتضحيات الفصائل، وهي جزء لا يتجزأ من شعبنا"، حسب تعبيره.
أما القيادي في الجهاد الإسلامي خضر عدنان، فقد رأى أن على الفصائل الفلسطينية تطوير العمل المقاوم، "بحيث يتألم الاحتلال ويبكي، كما نبكي ونتألم، وخير دليل على ذلك توقف مشروع يهودا جليك التهويدي في المسجد الأقصى المبارك، بعد عمليات معتز حجازي وإبراهيم العكاري"، وفق تعبيره.
محاولات وأد الانتفاضة ستفشل
وشهدت الأسابيع الأخيرة عودة الاهتمام الدولي بالقضية الفلسطينية بعد إهمالها منذ العدوان على قطاع غزة، وتعددت المبادرات لنزع فتيل الانفجار في الأراضي المحتلة، كان منها زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للمنطقة.
كما التقى اليوم الإثنين الرئيس الأمريكي باراك أوباما برئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في العاصمة الأمريكية، وسط حديث إسرائيلي عن ماوصفوها بـ "بوادر حسن نية" من نتنياهو لم تعرف تفاصيلها، قبل أن يخرج أوباما بالتأكيد مجددا على ما أسماه "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، والتزام الولايات المتحدة بأمن "إسرائيل"
وفي ذات الإطار كشفت صحيفة "معاريف"، أن الأوساط الأمنية والسياسية في دولة الاحتلال، أوصت بترخيص مدينة فلسطينية جديدة، مشابهة لمدينة "روابي" شمال رام الله، لتخفيف الاحتقان الفلسطيني، في سياق ما يسمى "بالسلام الاقتصادي".
ويعلق الشيخ خضر عدنان على هذه المبادرات، بأن منظومة المجتمع الدولي تواصل وقوفها إلى جانب الاحتلال وتسعى لحمايته والدفاع عنه، وتنظر للفلسطينيين كإرهابيين لا كمقاومين، رغم أن أوروبا مارست المقاومة عندما تعرضت للاحتلال.
وأضاف عدنان لـ قُدس الإخبارية، "الشباب الفلسطيني الذي يقدم دمه يوميًا، لم يقدمه من أجل دفع المفاوضات لعقدين اخرين، ولكن في سبيل التحرر والاستقلال".
ويؤكد تيسير خالد، أن محاولات احتواء الانتفاضة لن تنجح، ولم يعد من الممكن منع الشبان، من الوصول لنقاط الاشتباك مع الاحتلال، مبينا، أن القوى السياسية مهمتها الآن تأطير الرأي العام الفلسطيني نحو المشاركة بقوة وفعالية في المواجهات.
فيما رأى الباحث حسام عرفات، أن السبيل لحماية الانتفاضة من محاولات وأدها يتمثل بتعزيز الوحدة الميدانية بين عناصر المقاومة، وعدم الانجرار نحو المزيد من الانقسام.
وأضاف، "لا يمكن انكار أن المواجهة بشكلها الحاد تتركز في الخليل وبيت لحم، وهذا لا يمنع انتقالها بشكل تدريجي إلى مناطق أخرى، كما شاهدنا في الأيام الماضية في نابلس وقلقلية".
وتأتي هذه التأكيدات لتثبت تخوف الاحتلال من انفجار كبير ستشهده الأيام المقبلة، وفقا لما نشرت وسائل إعلام الاحتلال نقلا عن أجهزة الاستخبارات، وذلك رغم أساليب القمع المتعددة التي يستخدمها الاحتلال مؤخرا.