القدس المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: "البنت عايشه حالة خوف رهيبة.. بدهم يخلوها تهلوس".. بهذه الكلمات لخص طارق المعاناة التي تعيشها ابن أخته مرح بكير (16 عاما) في مستشفى هداسا عين كارم، بعيدا عن عيون أهلها وأحضانهم.
وتحتجز سلطات الاحتلال مرح في غرفة بالمستشفى المذكور، حيث جددت الأحد الماضي اعتقالها لثمانية أيام، ويفترض أن تعقد لها جلسة محاكمة جديدة الإثنين المقبل، بتهمة محاولة طعن شرطي، رغم عدم وجود أي دليل ضدها باستثناء مزاعم مستوطن حرض شرطة الاحتلال ضدها فأطلقوا عليها نحو 10 رصاصات.
ويقول طارق لـ قُدس الإخبارية، إن شرطة الاحتلال حققت مع مرح في سريرها بالمستشفى، بغياب عائلتها ومحاميتها بعد إصابتها، متجاوزة بذلك القانون الذي ينص على ضرورة وجود ولي أمر القاصر أو محاميه خلال التحقيق معه، وكذلك تصوير جلسة التحقيق.
ويوضح، أن قوات الاحتلال وضعت شرطيتان لتولي مهمة مراقبة مرح بعد تحويل غرفتها لزنزانة، وقد عمدت الشرطيتان إلى استفزاز الطفلة وتخويفها من خلال شتمها وتهديدها وإهانتها، والتقاط صور "سيلفي" معها، كما وصلت إلى حد منع محاميتها من زيارتها، قبل تدخل الجهات المختصة وإنهاء المشكلة.
ونتيجة لمنعها من زيارة ابنتها، فقد علمت العائلة متأخرة بممارسات الشرطة، وتقدمت بشكوى أعقبها استبدال المصيبة بمصيبة أعظم، حيث عينت سلطات الاحتلال جنديين بدلا من الشرطيتان، يتوليان مهمة مراقبة مرح داخل الغرفة بسلاحهما، ما زاد من معاناة الطفلة وضاعف حالة القلق لديها.
ويبين طارق، أن الممرضين في المستشفى حقنوا مرح بإبر مهدئة لمساعدتها على النوم، بعد أن دخلت في حالة فوبيا كبيرة نتيجة الوضع الذي تمر فيه، خاصة بعد أن ضاعف وجود الجنود خوفها كفتاة قاصر تم إطلاق النار عليها دون سبب.
واتهمت شرطة الاحتلال مرح بمحاولة طعن شرطي، وذلك بعد مغادرتها مدرستها في حي الشيخ جراح بالقدس يوم الاثنين (12/تشرين أول)، لكن طالبات في مدرستها أكدن أنها لم تفعل أي شيء وأن إطلاق النار عليها تم بتحريض من مستوطن.
وتقول العائلة، إن ابنتها غادرت مدرستها عائدة إلى المنزل لكن عند تأخر الحافلة توجهت إلى القطار كما اعتادت أن تفعل، وعند وصولها للجانب الآخر شاهدت الحافلة تأتي فعادت إلى الموقف، ليتم إطلاق النار عليها بعد أن أشار مستوطن إلى شرطة الاحتلال بأنه يشك في نيتها طعن شرطي.
واستقر الوضع الصحي لمرح، لكن الجرح في يدها المصابة بعدة رصاصات مازال مفتوحا بانتظار زراعة "بلاتين" فيها، وقد كان من المفترض أن يجرى لمرح عملية جراحية قبل ثلاثة أيام، إلا أن العملية أجلت إلى أجل غير مسمى ولسبب غير واضح.
وتراقب العائلة بقلق شديد وعن بعد حالة ابنتها الصحية والنفسية، كما تعيش في الوقت ذاته قلقا آخر يتجدد بقوة مع كل جلسة محاكمة، وبين الجلسة والأخرى تحاول العائلة الامتناع حتى عن توقع ما يمكن أن تؤدي إليه هذه الجلسات في نهاية المطاف.