ترجمات عبرية-قدس الإخبارية: قال المراسل العسكري لموقع " والا" الإخباري الإسرائيلي "أمير بخبوط" في تقرير نشره ال المنشور اليوم " السبت: "إن أصواتا من حركة فتح باتت تسمع مؤخرا تدعو وتدعم العمليات المسلحة، وعدم الاكتفاء بإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة، الأمر الذي جعل من الضفة الغربية منصة لانطلاق العمليات النوعية كما حصل أول أمس حيث نفذ مسلحون عملية نوعية ونظيفة دون ان يلتفت إليهم أحد من مخابرات "إسرائيل".
"العملية نفذت على الرغم من النجاح الذي حققه الامن الاسرائيلي في عزل الضفة الغربية وإبعادها عن موجات العنف المتلاحقة التي ضربت مدينة القدس، كل هذا يحدث في ظل هشاشة الأوضاع في الضفة الغربية وقابليتها للاشتعال مع تراجع الاهتمام بالإجراءات التي اتخذها " الجيش لمواجهة هكذا عمليات"، بحسب بخبوط.
وأضاف بخبوط في تقريره "خطاب أبو مازن الذي ألقاه في الأمم المتحدة أول أمس لم يخرج عن المتوقع، بل وكان هناك اعتقاد شبه مؤكد لدى المؤسسة الأمنية الاسرائيلية بأن عباس الذي وصف التنسيق الأمني مع "إسرائيل" العام الماضي بالمقدس ووتعرض لأجل ذبك لانتقادات حادة من معظم الأوساط الفلسطينية لا يمكنه سوى تقديم التهديد فقط، ولم تكن اجهزتنا الأمنية تتوقع ولو للحظة واحدة أن يخرج عباس "أرنبه من قبعته"، ولن يكن هناك ادنى اعتقاد بان يؤدي خطابه الى إسقاط أعضاء الجمعية العمومية من فوق مقاعدهم، ولا أن يؤدي الى سقوط "اسرائيل" حتى وان كان ينوي تحديد جدول زمني لوقف التنسيق معها، فقد عملت اسرائيل عبر الية ضغوط مكثفة عبر الادارة الامريكية لإجباره على ترك هذه الافكار وبهذا تحول خطاب ابو مازن الى نص فارغ لا اهمية له من الناحية السياسية"، على حد تعبير الكاتب.
وتابع بخبوط "المستوى السياسي الاسرائيلي كان مرتاحا، خلافا للمستوى الامني الاسرائيلي الذي دخل حالة التأهب والتهيؤ وساد حالة من الخوف لدى رجال الاستخبارات من تفسير جهات مسلحة فلسطينية مطلوبة للاجهزة الامنية الفلسطينية خطاب ابو مازن كإطلاق " اللجام" او إشارة تلميح لإطلاق سلسلة عمليات قاتلة وهذه المخاوف وجدت ترجمتها في عملية بيت فوريك الأخيرة التي أدت الى مقتل مستوطن وزوجته حيث نجح "المسلحون الفلسطينيون في أن يضربوا وينجحوا في هذه المرحلة على الاقل في النجاة من ايدي الشاباك والجيش".
ويزعم بخبوط أنه وبتوصية مباشرة من المستوى العسكري والامني "شرع المستوى السياسي بتقديم التسهيلات المباشرة للسكان الفلسطينيين في الضفة مثل حرية الحركة في شوارع الضفة الغربية، ودخول الفلسطينيين البالغين الى مدن الداخل المحتل عام 48 دون تصاريح، وزيادة عدد العمال المسموح لهم العمل داخل المستوطنات، وزيادة عدد تصاريح التجار المسموح دخولهم الى الداخل، وتحريك مشاريع اقتصادية تهدف الى الحد من نسبة البطالة، وهذه الصيغة حققت المرجو منها نسبيا بالتوازي من تنفيذ عمليات عسكرية دقيقة ومحددة جدا وتنفيذ اعتقالات والحصول على معلومات استخبارية نوعية نجحت الطريقة في الحفاظ على مستوى " مقبول" من العنف ووضع امني معقول في الضفة الغربية".
وقال الكاتب "صحيح أن الأجهزة الامنية نجحت في إفشال محاولات "شبان القدس" نقل "عدوى اليأس" الى شبان الضفة الغربية، إلا أن هناك ظاهرة جديدة بدأت تطفو على السطح وتزداد قوة وتهدد حالة الاستقرار، تتمثل بدعوات تطلقها جهات "متطرفة " داخل حركة "فتح" منذ فترة تطالب بالعودة الى تنفيذ العمليات العسكرية وعدم الاكتفاء بالمظاهرات وعمليات الرشق بالحجارة والزجاجات الحارقة بل الانتقال الى عمليات عسكرية حقيقية".
ويضيف "هذا الطرح يعارضه كبار قادة السلطة وعلى رأسهم ابو مازن بشكل قاطع، لأنه يعني بالحتمية انهيار كل ما بنوه خلال السنوات العشرة الماضية، لكن يبدو أن ابو مازن يقصد في أحاديثه أمرا مختلفا عما يفهمه الشارع من هذه الخطابات لهذا فقد تغير الميدان وحتى في ظل غياب أوامر عليا أو تنظيم قوي وحتى وإن كانوا لا يسمون ذلك انتفاضة فقد باتت الأجواء أكثر عنفا وتفجرا.
ويوضح ان أكبر المخاوف الاسرائيلية تتمثل في إعطاء حركة فتح إشارات بوجود مكان ومتسع لأعمال مقاومة وعودة رجال التنظيم لحمل السلاح حينها تصبح طريق الصدام المباشر بين "إسرائيل" والسلطة قصيرة جدا وفي هذه الحالة سيتم وقف التنسيق الامني وسيشغل الغاضبون واليائسون الفلسطينيون الفراغ الناشئ وحينها ستشتعل شوارع الضفة الغربية لذلك ولهذه النتيجة يقف على رأس سلم اولويات الحكومة الاسرائيلية محاولة الحفاظ على استقرار السلطة الفلسطينية خلافا لكل التوقعات دربت قيادة المنطقة الوسطى قواتها على التعامل مع اقسى سيناريو يتمثل في انهيار التنسيق مع السلطة".