غزة- متابعة قُدس الإخبارية: رسائل واضحة ومطالبٌ خرجت من اتجاهات عدة في اليوم العالمي للاختفاء القسري، كان أكثرها إنسانية ما توجه به أهالي الشباب الأربعة المختطفين، ثم القوى الوطنية والإسلامية بغزة، إضافة إلى كلمة المجتمع المدني من وجهة نظر "حقوقية وقانونية"، وآخرها فيصل المجلس التشريعي الفلسطيني على لسان النائب مشير المصري، خلال مؤتمر عقده "التجمع الشعبي للتضامن مع مختطفي معبر رفح" الأحد، لتوحيد كلمتهم بـ "أعيدوا المختطفين".
وكان أربعة شبان فلسطينيين من قطاع غزة، اختطِفُوا من قبل مسلحين مجهولين، بعد توقيف حافلة ترحيلات كانوا يستقلونها عقب مغادرة الجانب المصري من معبر رفح، عُرفوا بأسمائهم وهم،” ياسر زنون، وحسن الزبدة، وعبد الله أبو الجبين، وعبد الدايم أبو لبدة”، فيما ترفض السلطات المصرية حتى الآن التعليق على الحادثة.
"أهالي المختطفين يناشدون"
أهالي المختطفين أجمعوا على حقهم في معرفة مصير أبنائهم، وضرورة الكشف عن الفاعل وتوضيح ملابسات هذه " الجريمة"، متسائلٌ كل طرفٍ تحدث باسم عائلة المختطف عن الجهة الخاطفة لأربعةِ شباب فلسطينيين خرجوا بطريقة قانونية للعلم والعلاج.
"عائلة زنون وأبو لبدة وأبو الجبين والزبدة" سارعت كل منهم بتوضيح حياة كل مختطف في أسرته وبيته، فالمختطف أبو لبدة" هو وحيد أمه التي لا تتوقف عن البكاء عليه، بينما المختطف زنون يبكيه أطفاله ليل نهار توحشَا وشوقًا وخوفًا، وهذا ما أوضحته باقي العائلات من ظروفٍ مشابهة.
وأكد أهالي المختطفين أن قضيتهم عادلة وإنسانية وأن أبنائهم مسافرين بشكل شرعي وبموافقة من الجانب المصري، وكانوا تحت الحماية المصرية" فهم من يتحملون عواقب هذه الجريمة".
تتابعت مطالباتهم ومناشداتهم لكنها توحدت بالمطالبة بتوحيد جهود كل الجهات المعنية، مطالبين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بضرورة التحرك السريع والعاجل للكشف عن مصير أبنائهم وسلامة عودتهم سالمين إلى أهلهم إياه بإيعاز الأمر لجميع الجهات الأمنية المصرية للكشف عن الجهة الخاطفة وتقديمهم للمحاكمة العادلة، داعين الرئيس محمود عباس ورئيس حكومة الوفاق رامي الحمد لله وملك السعودية للتدخل والكشف عن مصير أبنائهم المختطفين.
" القوى والفصائل"
بدورها، قالت القوى الوطنية والإسلامية على لسان الناطق باسمها خالد البطش، إن إعادة الشبان الفلسطينيين الأربعة الذين اختطفوا في سيناء مسئولية مصر، وهي جريمة لا يمكن السكوت عليها، مستنكرًا عملية الاختطاف على أرض مصر "الشقيقة".
وطالب البطش السلطات المصرية من منطلق السيادة على أرضها والمسئولية عن ترابها، بالكشف عن هوية الخاطفين وتقديمهم للمحاكمة وإعادة المختطفين لأهلهم وذوييهم، مؤكدًا أن هذا مطلب وطني وشعبي.
من جهته قال النائب في المجلس التشريعي عن حركة حماس مشير المصري، إن ملابسات الجريمة واضحة من خلال محاصرة الحافلة وتأخير الحافلات الأمر الذي يضع علامات استفهام حول الخاطفين.
ولفت المصري، إلى أن الخاطفين كانوا على دراية بمعلومات أمنية حول الشبان وأسمائهم قبل عملية الاختطاف، الأمر الذي يجعل السلطات المصرية تحت طائلة المسؤولية من منطلق سيادة أراضيها وضمان عودة المختطفين.
وأوضح أن الاتصالات لم تنقطع مع الجانب المصري حول القضية، مطالبًا الجهات المصرية ترجمة الأقوال إلى أفعال وتقديم المعلومات الصحيحة عن مصير المختطفين، داعيًا الكل الفلسطيني لتحمل مسؤولياته وخاصةً السلطة الفلسطينية وسفارتها بمصر، للعمل الحثيث للكشف عن مصير المختطفين الأربعة على الأراضي المصرية.
" حقوقيًا "
الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان قالت اليوم الأحد إن عملية اختطاف الشبان الفلسطينيين الأربعة من باص الترحيلات في مصر قد تصل لاعتبارها اختفاءً قسريًا بالمعنى القانوني المتكامل، مشددة على مسئولية السلطات المصرية الكاملة عن ذلك.
جميل سرحان مدير برنامج الهيئة بغزة، طالب الحكومة المصرية بتشكيل لجان تحقيق على أكثر من مستوى بشأن العملية، ونشر نتائجها بشكل علني؛ للتأكد من دقتها وموضوعيتها، مشيرًا أن باصات الترحيلات هي مكان احتجاز مؤقت، ولا يمكن أن يعتبر وسيلة نقل، وينبغي أن يكون تحت إدارة الحكومة المصرية، ولجميع من به الحق في الحماية وفق المعايير الدولية.
السلطات المصرية مسئوليات ثلاث تتعلق بالمسافرين، وهي، توفير الحماية لهم، وتوفير كافة التسهيلات لحرية حركتهم، وعدم وضع أي عراقيل في طريقهم، مؤكدًا أن الاختطاف انتهاك جسيم لحقوق الإنسان، وجزء من حالة الحصار والانتهاكات التي تمارس بحق الشعب الفلسطيني، وحرمان من الحق بالتنقل، ويخالف كل المعايير والاتفاقيات الدولية، بحسب سرحان.
وأعلن أن الهيئة المستقلة ستتلقى شكاوى من العائلات بشأن اختفاء أبنائهم، وستتقدم بشكاوى للمقرر الخاص بشئون الاختفاء القسري في الأمم المتحدة، ومجموعة العمل الدولية بهذا الشأن، مؤكدًا أن الهيئة ستتخذ إجراءات مع مؤسسات حقوق الإنسان في مصر لتحصل على معلومات بشأن قضية المختطفين كحدٍ أدنى.
وأكد "إن قضية المختطفين موضوع نضالي فلسطيني يجب مجابهته كي لا يتكرر، مؤكدًا أن للجميع الحق في المرور عبر المعبر (معبر رفح) حتى من لديهم "ظروف أمنية"، بخلاف معبر بيت حانون/ إيرز الذي لا يمكن أن يمر عبره هذه الفئة".
وفيما يتعلق بدور منظمة التحرير، أكد سرحان أنها المسئولة أولًا عن متابعة هذا الملف بالكامل لدى السلطات المصرية أو غيرها، مناشدًا فصائل المنظمة القيام بجهد خاص في هذا الموضوع، إضافة إلى دور وزارة الخارجية والسفارات.
https://www.facebook.com/QudsN/posts/987798797963688
https://www.facebook.com/QudsN/photos/a.119620728114837.22171.119605611449682/987810647962503/?type=1
https://www.facebook.com/QudsN/posts/987795877963980
https://www.facebook.com/QudsN/posts/987824657961102