غزة-خاص قُدس الإخبارية: منذ التاسع عشر من شهر أغسطس الجاري، اعتلت الأصوات متسائلة،" من خطف أربعة شبان فلسطينيين في رفح؟، ولماذا؟، مطالبين الجهات المسؤولة بالعمل على إعادة المختطفين إلى ذوييهم وتوضيح تفاصيل عملية اختطافهم.
وأُختطف أربعة شبان فلسطينيين من قبل مسلحين مجهولين، بعد توقيف حافلة كانوا يستقلونها عقب مغادرة الجانب المصري من معبر رفح، عُرفوا بأسمائهم وهم،" ياسر زنون، وحسن الزبدة، وعبد الله أبو الجبين، وعبد الدايم أبو لبدة"
"شبكة قُدس الإخبارية" تواصلت مع عائلات الشبان الأربعة، لمعرفة تفاصيل حياة الشبان الأربعة وأسباب سفرهم، ومناشدتهم للجهات المعنية بالعمل على توضيح الغموض الذي يسكن قضيتهم، بحسب تعبيرهم.
عائلة زنون برفح جنوب قطاع غزة، قالت إن ابنها " ياسر فتحي زنون" -27 عامًا-كان مسافرًا لتلقي العلاج في تركيا، وهو الذي ينتظر السفر منذ أكثر من عام، حتى تحصل على التحويلة المرضية وأُدرج ضمن كشوفات السفر عبر معبر رفح.
وأوضحت لـ قُدس الإخبارية، أن المختطف زنون يعاني مشاكل سمعية وأعراض خطرة في الجهاز العصبي عقب تعرضه للإصابة عرضًا في الحرب السابقة والتي أثرت سوءًا على صحته، كما أنه يعمل في قطاع التجارة في غزة، ويمتلك ملفًا تجاريًا، كان سيستخدمه في سفره عقب انهاء مرحلة علاجه، مؤكدة نفيها كل ما يشاع حول أسباب سفر أخرى للمختطف زنون.
وحول تلقي خبر الاختطاف، أشارت العائلة أنهم لم يتلقوا خبر اختطاف ابنهم بطريقة رسمية، وأن كل ما سمعوه حتى الآن، مصدره وسائل الاعلام المحلية والصفحات الإخبارية على الانترنت، لكن بالمقابل هناك أنباء تحصلت عليها العائلة من مصادر شخصية ومسافرين بالحافلة التي أختطف منها ابنهم ورفاقه المختطفون.
المعلومات التي حصلوا عليها تتعلق بمكان الحادث وآليته، إضافة على عدد المختطفين ومظهرهم ولبساهم، حيث أكدوا أنهم كانوا 5-6 أشخاص ملثمين بزيٍ أسود كامل، وأن العملية تمت على بعد مئات الأمتار فقط، وهو ما يعني أقل من 10 دقائق بعد تحرك الحافلة من المعبر".
كما أكد الشهود والمسافرين، أن الحافلة تعرضت لهجوم، حيث أطلق مسلحون ملثمون النار عشوائيًا على الحافلة مما أحدث أضرارًا مادية قبل أن تتوقف الحافلة ويقتحمها المثلمون لاختطاف الشباب الأربعة
أما عن الاتهامات الموجهة للمختطفين، فان العائلة تنفي علاقة ابنها بأي جهة عسكرية داخلية، إضافة إلى نفيها تلقي أي اتصالات من جهات محلية تتعلق بالأمر، كما تنفي اتهام أي جهة تقف حول حادثة الاختطاف وتطالب الجهات المصرية – حبًا – بالعمل على كشف الفاعل وإعادة المخطوفين.
" أبناؤنا خرجوا للدراسة"
عائلة أبو الجبين شمال قطاع غزة، أكدت أن ابنها المختطف " عبد الله سعيد أبو الجبين" – 22 عامًا-قد قرر السفر لإكمال تعليمه في الخارج وهذه الفرصة التي ينتظرها منذ فترة كبيرة، وعب في محاولة اقناع والده وأقرانه بالسفر حتى انتظر الفرصة، وجاءت لحظة السفر.
كما هو مؤكد، فأمر الاختطاف كان مستبعدًا ولم يخطر على بال أحد كون الشاب قد أوضح الأسباب من وراء سفره، فايز أبو الجبين "عم المختطف"، يوضح لـ قدس الإخبارية، أنهم سمعوا بنبأ اختطاف ابنهم من صفحات الانترنت التي باتت الأسرع في تناقل الأخبار قبل الحصول عليها بطريقة إبلاغ رسمية، مضيفًا " تابعنا الخبر في البداية دون معرفة الأسماء، لكن ما أن ظهرت أسماء المختطفين حتى أصبنا بالصدمة لمشاهدة اسم عبد الله من ضمنهم، وأن الجهة الخاطفة مجهولة"
العائلة كذلك نفت معرفتها تفاصيل حول انتماء ابنها لجناح عسكري بغزة من عدمه، مؤكدة أنها لا تعلم تفاصيل عمل ابنها او انتمائه لكتائب القسام الجناح العسكري لحماس، لكنها في المقابل تقدر أي خطوة ستتخذها المقاومة في هذا الصدد للعمل على إعادة المختطفين كما وعدت في كلمتها مؤخرًا
بدورها، ناشدت العائلة كل جهة من الممكن أن تخدم في هذا الموضوع، بداية من الحكومة الفلسطينية والجهة المصرية والسفارات ومكاتب وزارة الخارجية، وحتى المؤسسات الحقوقية والدولية، مضيفًا " هذه مناشدة أهل قلقين ويريدون معرفة مصير أبناءهم"
كما سابقتها، فعائلة " أبو لبدة " في مخيم البريج وسط قطاع غزة، أكدت ان ابنها المختطف كان يهدف من سفرته إلى استكمال " الدراسات العليا" في تركيا، وينتظر منذ فترة أن تأتي فرصته بالسفر عبر معبر رفح إلى هناك.
العائلة لم تتهم أي طرف باختطاف الشباب، لكنها لم تخلِ مسئولية السلطات المصرية بضرورة معرفة المختطفين وتأكيد مصيرهم كونهم مختطفين على أراضيها وهي مسئولة عن أمنهم وإعادتهم، مناشدين كافة الجهات المعنية بالعمل على ذلك.
من جهة أخرى، رفضت عائلة المختطف " حسن خميس الزبدة" التعاطي مع الإعلام بصورة كاملة، مؤكدة أنها لن تثبت بمعلومات شخصية حول المختطف حتى يُعلم مصيرهم.
"تضامن وشبهات تورط"
نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي دشنوا "هاشتاجين منفصلين" " #خطفوا_الشباب، #أعيدوا_المختطفين" عقب اختطاف أربعة شبان فلسطينيين، كما طالب المغردون الجهات الخاطفة للشبان الأربعة بتوضيح حادثة الخطف وتفاصيلها، داعين الحكومتين المصرية والفلسطينية للعمل على إعادة المختطفين.
اتهامات شعبية وشبه رسمية توجهت لجهات أمنية مصرية بالوقوف خلف حادثة الاختطاف أكدتها معطيات عدة، رغم نفي أهالي المختطفين لتأكيد الجهة الخاطفة، خمسة نقاط اعتبرها المغردون دليلًا على تورطها، وهي أن إدارة معبر رفح قررت تحريك الباص رغم دخول وقت منع التجول في سيناء وعادة يتم بيات المسافرين في الصالة المصرية إذا ما دخل وقت الحظر، كما أنه ولأول مرة يتحرك باص الترحيلات دون موظف السفارة الفلسطينية.
وأن حاجز العناصر الملثمة لا يبتعد سوى قرابة الـ 300 متر عن معبر رفح، وهي منطقة سيطرة للجيش المصري، كما أن العناصر الملثمة نادت على الشباب الأربعة بالاسم وقامت باختطافهم متسائلين " من الذي يعرف كشف المرحلين إلا إدارة المعبر المصرية؟!"، إضافة إلى أن لهجة الخاطفين الملثمين لم تكن بدوية سيناوية بل كانت مصرية بحتة وهو ما ينفي أن تكون ولاية سيناء أو داعش هي ما قامت بفعل الخطف، بحسب نشطاء.
"الفصائل الفلسطينية وعملية الاختطاف"
من جهتها، قالت الفصائل الفلسطينية في غزة أن عملية اختطاف الشباب الأربعة من حافلة ترحيلات برفح هي أمر خطير، يجب العمل على اعادتهم إلى أهلهم وذوويهم.
حركة حماس بدورها قالت، إن اختطاف أربعة من المواطنين في سيناء حدث خطير لا يمكن تجاوزه، مؤكدة أنها وفور وقوع الحادث أجرت الاتصالات مع الجهات الأمنية المصرية ليتحمّلوا مسؤولياتهم في إعادة هؤلاء الشباب سالمين إلى بلادهم، لاسيما وأنهم عبروا المعبر بموافقة الجهات الأمنية التي كانت بوسعها ردُّهم وعدم تمكينهم من العبور.
وتعتبر الحركة أن خطورة الحادث تأتي كونه ولأول مرة يكسر كل الأعراف الدبلوماسية والأمنية للدولة المصرية، بحيث يبدو أنه انقلاب أمني وخروج على التقاليد، الأمر الذي يستدعي سرعة ضبط هذه العناصر وإعادة المختطفين، حتى لا يؤثر ذلك على العلاقات الفلسطينية المصرية في الوقت الذي يسعى فيه الطرفان إلى توطيد هذه العلاقة.
وأضافت، "أننا وحرصًا منا على استمرار العلاقات الإيجابية سنستمر في الاتصالات ومتابعة التطورات مع الجهات الرسمية المصرية لتدارك الأمر وإعادة المخطوفين، علماً بأن الحركة أبلغت هذه الجهات الأمنية بالمعلومات المتوفرة لديها حول عملية الاختطاف".
من جهتها اعتبرت حركة الأحرار الفلسطينية اختطاف 4 من الشباب من الحافلة المرحلة من معبر رفح إلى مطار القاهرة سابقة خطيرة لا يمكن الصمت عليها لما لها من أبعاد خطيرة ومختلفة على كافة الأصعدة.
وطالبت الحركة السلطات المصرية بالإسراع في إطلاق سراح الشباب المختطفين فهم من يتحمل المسئولية عن حياة كافة المسافرين من معبر رفح باعتبار أن سفر الفلسطيني يكون برفقة عدد من الجيش المصري وخاصة المرحلين إلى المطارات المصرية
حركتا الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية أكدتا أن المختطفين هم أبناء الشعب الفلسطيني، وتم اختطفاهم على أرضٍ مصرية، وهم الآن تحت مسئولية السلطات المصرية، وإذا تخلت مصر عن مسئولياتها فيصبح الأمر مسئولية كل فلسطيني لتحريرهم بكافة الطرق"