شبكة قدس الإخبارية

الأسيرة فتحية خنفر في غرفة الموت البطيء

أحمد يوسف

جنين – خاص قُدس الإخبارية: أكدت الأسيرة فتحية خنفر (60 عاما) من جنين، أن سلطات الاحتلال تعتقلها في ظروف سيئة جدا من النواحي النفسية والإنسانية والصحية، وتحتجزها في زنزانة تخلو من كافة مقومات الحياة الإنسانية وتمنعها من الحديث إلى أحد.

وتقضي الأسيرة فتحية حكما بالسجن لـ 11 شهرًا، بتهمة محاولة تهريب شريحة لنجلها رامي المعتقل منذ 10 سنوات، ويقضي حكمًا بالسجن لـ 15 عاما.

وأوضح محامي نادي الأسير فواز شلودي بعد زيارته لها، أن الأسيرة خنفر ومنذ تسليم نفسها للاعتقال بتاريخ 26/تموز الماضي، تم وضعها في غرفة العزل بسجن "نفي ترتسا"، وهي غرفة مخصصة للأسرى المعاقبين ولا تحتوي على أي شيء من متطلبات الحياة.

وبدأت قضية السيدة فتحية عندما توجهت لزيارة نجلها بتاريخ 3/شباط/2013، حيث تم اعتقالها بذريعة محاولتها إدخال شريحة، وبعد 18 يوم تم الإفراج عنها مقابل غرامة قيمتها 30 ألف شيكل، مع فرض الإقامة الجبرية عليها في رهط، وإلزامها بالتوقيع في قسم الشرطة هناك مرتين كل أسبوع، مع إلزام العائلة بإحضار كفيلين من فلسطينيي 48.

وقال سليمان خنفر نجل الأسيرة لـ قُدس الإخبارية، إن محكمة الاحتلال المركزية في بئر السبع المحتلة، سمحت للأسيرة بالانتقال إلى بلدتها سيلة الظهر قضاء جنين، بتاريخ 13/تشرين أول من العام ذاته، مقابل كفالة مدفوعة بقيمة 25 ألف شيكل.

وأضاف سليمان، أن المحكمة وبعد 24 جلسة قضت بسجن والدته لـ 11 شهرًا، مبينا، أن محامي نادي الأسير وافق على الحكم دون الطعن فيه، وأكد للعائلة أنه لن يستطيع فعل أي شيء، ما دفع العائلة لسحب القضية وتوكيلها لمحام آخر.

وأوضح، أن المحامي طعن في الحكم مطالبًا بأخذ وضعها الصحي بعين الاعتبار، حيث تعاني من التهاب في الرئة وضعف في عضلة القلب، والتهاب في القصبات الهوائية، يسبب لها تهيجات في حال استنشاقها أي رائحة.

لكن محكمة الاحتلال العليا في القدس أكدت الحكم ذاته، وطلبت من الأسيرة تسليم نفسها بتاريخ 5/تموز الماضي، لكن المحامي الشلودي طلب تأجيل التسليم كون هذا التاريخ يوافق الأيام الأخيرة من شهر رمضان، ووضع الأسيرة الصحي لا يسمح بذلك، وقد وافقت المحكمة على تأجيل التسليم 21 يوما.

وبين سليمان، أن الاحتلال تعامل مع الأسيرة خنفر كأسيرة جنائية لا أمنية، ووضعها فور اعتقالها في سجن "أيالون" مع معتقلات جنائيات، قبل أن يتم التعامل مع الملف كقضية أمنية وتنقل الأسيرة إلى "نفي ترتسا".

ومنذ اعتقالها لم يسمح لأي من أفراد عائلة الأسيرة بزيارتها، وقد كانت زيارة المحامي الشلودي لها هي الأولى، حيث قال المحامي إنه فوجئ بضعف بنية الأسيرة ومشيها ببطئ شديد، كما أنها بكت طوال فترة الزيارة.

ونقل الشلودي عن الأسيرة، أن غرفتها صغيرة جدا وحرارتها مرتفعة، ولا يوجد فيها أجهزة كهربائية وتهويتها سيئة لوجود نافذة صغيرة فقط، أما النافذة في الباب تبقيها السجانات مغلقة أغلب الوقت، كما أن الفرشة التي تستخدمها للنوم سيئة جدا.

وأضافت الأسيرة، أن الغرفة بلا مغسلة تغسل فيها وجهها، وأنها تضطر لاستخدام "دش الحمام" ما يسبب بتبلل ملابسها ودخول المياه للغرفة، ما أجبرها على الامتناع عن استخدام "الدش" والاستحمام بزجاجة وجدتها في الغرفة.

وبينت، أن الغرفة تخلو أيضا من كرسي وطاولة، ومن مواد التنظيف، حيث يقدم الاحتلال لها كميات قليلة جدا من مواد التنظيف لتنظيف الغرفة والحمام، مؤكدة، أنها ومنذ اعتقالها لم تلتق بأي أسيرة وأنها معزولة في هذه الغرفة.

وأشار المحامي فواز الشلودي إلى أنه طلب مقابلة مديرة الشجن لشرح معاناة الأسيرة وظروف الغرفة السيئة، إلا أن الضابطة امتنعت عن مقابلته بذريعة أنها في اجتماع، وطلبت تقديم كتاب لها وشرح كافة التفاصيل فيه.