القدس المحتلة-خاص قدس الإخبارية: ما زالت الأجواء المتوترة تخيّم على المسجد الأقصى ومحيطه منذ ما يسمى بذكرى "خراب الهيكل" المزعوم في الأسبوع الماضي، حيث شددت شرطة الاحتلال الإسرائيلي صباح الأحد من إجراءاتها بحق الوافدين إلى الأقصى، ومنعت الرجال والنساء من هم دون الـ50عامًا من دخول المسجد، واعتدت على المرابطين عند بابي حطة والسلسلة.
وذكرت مصادر محلية أن أعدادا كبيرة من المصلين والمرابطين يتواجدون منذ ساعات الصباح داخل باحات الأقصى والجامع القبلي وفي محيطه، ما أرغم قوات الاحتلال على توجيه المقتحمين الى اتخاذ مسار الهروب من باب المغاربة والخروج مباشرة من باب السلسلة.
كما اقتحم رئيس جهاز مخابرات الاحتلال "الشاباك" "يورام كوهين"، اليوم الأحد، المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة بحراسات معززة ومشددة من عناصر الوحدات الخاصة.
وكانت جماعات تابعة لـ"منظمات الهيكل" المزعوم دعت الى اقتحامات جماعية صباح اليوم، من ضمنها اقتحامات بلباس عسكري، وفرضت قوات الاحتلال منذ ساعات الصباح طوقا عسكريا على كافة مداخل المسجد الأقصى، وأغلقت جميع أبواب المسجد وأبقت على أبواب السلسلة والمجلس وحطة مفتوحة فقط مع تواجد حواجز عسكرية عليها.
أجواء مشحونة
[caption id="attachment_72308" align="alignleft" width="400"] الاحتلال يمنع الرجال والنساء من هم دون الـ50عامًا من دخول المسجد الأقصى[/caption]من جهته قال مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني "إن شرطة الاحتلال أغلقت جميع أبواب المسجد الأقصى في وجه المصلين والمرابطين، عدا ثلاثة أبواب هي "حطة، السلسلة والمجلس، بالإضافة إلى أن شرطة الاحتلال منعت النساء والرجال من هم دون الـ50عامًا من دخول الأقصى، فيما استطاع عدد من الشبان الاعتكاف في المسجد ليلة أمس، والمبيت في منطقة الجامع القبلي المسقوف".
وأكد الكسواني في حديث لـ"شبكة قدس" على أن قوات الاحتلال اعتدت على المصلين والمرابطين عند بابي حطة والسلسلة ودفعتهم بالقوة، مبينًا أن الوضع في الأقصى في غاية التوتر الشديد، وخاصة عند منطقة الجامع القبلي.
وأوضح أن هناك حشودًا من قوات "التدخل السريع" تتمركز عند جسر باب المغاربة من الخارج، لافتًا إلى أن شرطة الاحتلال فتحت باب المغاربة وسمحت باقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى، حيث تتعالى هتافات التكبير من قبل المصلين تنديدًا بتلك الاقتحامات.
وأشار إلى أن هناك دعوات من قبل جماعات "الهيكل المزعوم" لاقتحام جماعي للمسجد الأقصى تحت عنوان "العودة إلى جبل الهيكل"، كما دعت عدة جماعات يهودية لاقتحام جماعي للجنود بلباسهم العسكري، والقيام بجولة مركزة في المسجد بإرشاد من الصحفي الإسرائيلي "أرنون سيجل".
وأشار الكسواني إلى أن الأوضاع في المسجد الأقصى مشحونة ومرشحة للاشتعال في أي لحظة، في ظل تأهب قوات الاحتلال عند أبوابه ومنع دخول المصلين، والاعتداء عليهم ودفعهم بالقوة.
وأفاد أن قوات الاحتلال نصبت عددًا من الحواجز العسكرية في بعض أزقة البلدة القديمة بالقدس ومحيطها، لافتًا إلى أن الاحتلال صعد الوضع في الأقصى خلال الأيام الأخيرة، واليوم يشدد إجراءاته من أجل تأمين اقتحامات المستوطنين.
كسر إرادة المرابطين
[caption id="attachment_72307" align="alignleft" width="400"] رئيس جهاز "الشاباك يقتحم الأقصى".[/caption]من جانبه قال رئيس الهيئة الإسلامية العليا في مدينة القدس المحتلة الشيخ عكرمة صبري: "إن الهجمة الإسرائيلية التي نفذت الأحد على المسجد الأقصى غير مسبوقة، وهي الأكثر وحشية لغاية الآن وتهدف إلى كسر إرادة شعبنا الفلسطيني في المدينة المقدسة".
وأوضح صبري في حديث خاص لـ"شبكة قدس"، أنَّ حوالي 30 مستوطنًا محروسين بعشرات الجنود والقوات الخاصة، حاولوا دخول الأقصى المسجد الأقصى صبيحة الأحد لممارسة الطقوس التلمودية، وسرعان ما انسحبوا على وقع تكبيرات المرابطين والمرابطات داخل باحات الأقصى، الذين شدو الرحال إليه منذ فجر الأحد.
وأكدّ تعرض قوات الاحتلال الإسرائيلي للمرابطين، ما أدى إلى إصابة عدد منهم من بينهم نساء، بعد بالضرب والدفع، محملا قيادة الاحتلال الإسرائيلي كامل المسؤولية عن التوتر الموجود داخل الأقصى، داعيًا الحكومات العربية إلى ضرورة التحرك الفوري والعاجل، لوقف انتهاكات الاحتلال بحق المدينة.
وشدَّد صبري على أن "الغطرسة الإسرائيلية لن تنجح بكسر إرادتنا لأن شعبنا متمسك بكل عقيدة وإيمان بالأقصى والقدس وفلسطين، ولن يتنازل عن وطنه مهما قدّم من تضحيات"، مشيرًا إلى نجاح المرابطين في التصدي للمستوطنين الذين اقتحموا باحات المسجد الأقصى المبارك.
وأضاف أنَّ "مواصلة الاحتلال الإسرائيلي استباحة الأقصى جريمة نكراء، ومسؤولية حماية الأقصى والدفاع عنه تقع على عاتق كافة أبناء الشعب الفلسطيني، وعليه فإننا نناشد أهلنا في مختلف أنحاء فلسطين المحتلة، من البحر إلى النهر، بالتواجد في الحرم القدسي والنفير إليه، وأؤكد ضرورة التحام كل المجتمع الفلسطيني من أجل نصرة القدس والأقصى".
ولفت إلى أنَّ "انشغال العالم العربي بالاقتتال الداخلي لا تعفيهم من مسؤوليتهم تجاه القدس والأقصى وفلسطين باعتبارها قضية العرب والمسلمين كافة"، وأعرب عن "حاجة القدس الماسة لوقفة عربية وإسلامية جدية وفاعلة وقادرة على ردع ومحاسبة إسرائيل على عدوانها المتواصل ضد المدينة المقدسة".
وشدد على أن الفلسطينيين متمسكون بحقهم الشرعي في المسجد الأقصى، ولا تنازل عن ذرة تراب منه، مؤكدًا أن "البطش الإسرائيلي ضد المواطنين الفلسطينيين المرابطين في الأقصى، لن يكسب اليهود أي حق فيه وسيبقى المرابطون مدافعين عنه".
وقال: "نحن المسلمون متمسكون بالحق الشرعي وبالقرار الإلهي بحق المسجد، وبالتالي لا تنازل عن ذرة تراب من الأقصى"، ورفض دعوات الكنيست "الإسرائيلي" وقيادات الاحتلال، المطالبة بإغلاق الأقصى أمام المسلمين في الأعياد اليهودية، قائلًا إنَّ "هذه الدعوات مرفوضة جملة وتفصيلا؛ لأننا لا نقر بأي حق لليهود في المسجد الأقصى".