شبكة قدس الإخبارية

عام على مذبحة أطفال بكر.. منتصر وسيد لم ينسيا بعد

هيئة التحرير

غزة – ترجمة قُدس الإخبارية: خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الصيف الماضي، لجأ مجموعة من الأطفال الفلسطينيين إلى الشاطئ هربًا من غارات الاحتلال على المنازل والمستشفيات إلى الشاطئ، معتقدين أنه آمنًا كونه منطقة مفتوحة ولا تستخدمه المقاومة الفلسطينية.

وصل سبعة أطفال إلى الشاطئ بأمان وبدأوا بلعب كرة القدم، وبعد دقائق استشهد أربعة منهم وأصيب ثلاثة آخرون بجروح، بعد استهدافهم بقذائف أطلقت من سفينة حربية إسرائيلية، لتعرف هذه الجريمة بمجزرة عائلة بكر.

ويقول سيد بكر (13 عامًا)، إن طائرات أف 16 ضربت حيهم بعدد من الصواريخ، فقرر مع عدد من أطفال عائلته الذهاب إلى الشاطئ بدلاً من الذهاب إلى المنزل.

في ذلك اليوم؛ كان والد سيد ورامز بكر (45 عامًا) مشغول مع جيرانه الذين استهدفت منازلهم واستشهد عدد منهم وأصيب عدد آخر، وقد كان يظن بأن أطفاله آمنين لأنهم يلعبون كرة القدم على الشاطئ.

وينقل موقع "ميدل ايست مونتور" البريطاني، أن والد رامز فوجئ عند سماعه خبرًا عن استهداف الاحتلال لشاطئ غزة، مضيفًا، أنه انهار على الفور عندما تذكر أن أبناءه يلعبون هناك، لكنه هرع إلى الشاطئ مع شقيقه واثنين من أبناء عمومته.

ويوضح أبو رامز، أنه كان يستمع في الطريق إلى محطات الإذاعة المحلية، وعلم بأن مجموعة من الأطفال من عائلة بكر استهدفوا فاستشهد عدد منهم وجرح آخرين، مضيفًا، "طلبنا من السيارة التوجه بسرعة لمستشفى الشفاء، فقد علمنا أن الخسائر قد وصلت إلى المستشفى".

ويتابع، "ما رأيته في المستشفى كان كارثة، لقد وجدت العشرات من الأقارب ورأيت جثث أربعة أطفال أمام باب المشرحة، كان ذلك صدمة حقيقية".

أصيب سيد وتعافى لاحقًا، إلا أن مشكلة بقيت لديه تتمثل في الذهاب إلى الشاطئ رغم أنه على عتبة منزله، أما المشكلة الأكثر صعوبة كانت بالنسبة لشقيقه منتصر، حيث فقد أحد أطرافه مثل العديد من الأطفال الجرحى الآخرين، وقد سبب ذلك صدمة نفسية له منذ ذلك اليوم.

وتشير نشرة "يونيسيف" حول العدوان الأخير، إلى أن المدنيين والأطفال الفلسطينيين بشكل خاص تحملوا العبء الأكبر من القتال في غزة، فخلال شهري العدوان استشهد 2260 فلسطينيًا بينهم 551 طفلاً، فيما أصيب 1100 آخرين كان منهم 3370، فيما ذكرت منظمة الصحة العالمية أن ألفًا من الأطفال سيعانون من العجز مدى الحياة.

ورغم الدعم النفسي الذي قُدم لمنتصر وسيد، إلا أن منتصر مازال غير قادر على الحديث، فيما شقيقه سيد مازال غير قادر على العودة إلى المدرسة، وقد قال الطبيب النفسي العامل في برنامج غزة للصحة النفسية سامي عويضه، إنه من الصعب جدًا إنهاء التداعيات النفسية السلبية لهجمات الاحتلال على الأطفال في قطاع غزة.

وأضاف عويضة، أن أكثر ما يطلبه أهل غزة هو الأمان، وطالما لا توجد ضمانات بأن مثل هذه الهجمات ضد الفلسطينيين ستتوقف، فإن المعاناة النفسية للفلسطينيين في غزة ستتواصل، وتابع، "لا يوجد معنى حقيقي لأي علاج دون وجود مثل هذه الضمانات".

ويقول معد التقرير، إن سيد وقبل أن يغادر مع شقيقه الصامت ووالده قال، "لو لم تكن هناك حروب لما فقدت أخوتي وأبناء عمومتي، وكنا لعبنا كرة القدم على الشاطئ مرات عديدة، لكن مازال لدي أمل في أن أكون قادرًا على القيام بذلك مرة أخرى".

تجدر الإشارة إلى أن المذبحة ارتكبت في تاسع أيام العدوان مطلع تموز الماضي، وقد استشهد إثرها كل من، عاهد عاطف بكر (10 أعوام)،  زكريا عاهد بكر (10 أعوام)، محمد رامز بكر (11 عامًا)، إسماعيل محمد بكر (9 أعوام)، إلا أن الاحتلال أغلق ملف التحقيق المزعوم في المجزرة دون محاسبة أي من عناصره.