القدس المحتلة-خاص قدس الإخبارية: القدس هي القريبة البعيدة، عشقها الفلسطينيون وحرمهم منها الاحتلال، ورقة صغيرة بجبروت محتل تقرر لك أن تراها وتلامسها أو تحرم منها لسنوات.
ما أن تأتي موافقة على ورقة العبور للوطن، يمتلىء القلب بمشاعر ممزوجة بخلجات من الخوف من الحواجز العديدة وبطش جنود الاحتلال والفرح بمعانقة القدس وتقبيل الأقصى.
"نيفين" البالغة من العمر ثلاثون عاما من سلفيت لم ترى القدس ولا المسجد الأقصى سوى صورا متتالية وفيديوهات على التلفاز، أبى لها القدر وسمح لها المحتل بأن تكون من المحظوظين بالحصول على " تصريح" لتلامس معشوقتها القدس وتصلي في الأقصى.
تقول نيفين لشبكة قدس" حضرت نفسي كالأطفال وكأن لدي رحلة مدرسية، مشاعر من الفرح استوطنت قلبي ولم تغفى لي عين فانتظرت تلك الرحلة لسنوات وتحقق حلمي".
تتابع نيفين: "ما أن شق الصباح ارتديت ملابسي وتحضرت وكأني حاصلة على جائزة العمر؛ وكلما اقتربنا من الحاجز بدأت رهبة تخفق في قلبي وخوف من ذل المحتل باعادتي أو عدم ادخالي".
وتروي نيفين "بدأ قلبي بالخفقان وشعرت وكأنني أدخل الى سجن تلك الحواجز الحديدية وأزمة الحواجز، كل يتسارع للقاء محبوبته وبدأ خوفي يتلاشى حين اجتزنا الحاجز وشممت هواء مقدسيا ورأيت القدس للوهلة الأولى عن قرب".
نيفين ليست الوحيدة التي رأت الأقصى للمرة الأولى في حياتها ولامستها بعيدا عن الصور ورأتها بثا مباشرا، فالشابة منى أبو زيدية ثلاثون عاما من سلفيت كحلت عيناها للمرة الأولى بجمال القدس وروحانية الأقصى.
[caption id="attachment_70268" align="alignleft" width="400"] أول زيارة للأقصى.. أحاديث عن الشوق والألم[/caption]الشوق والغربة
تقول منى " يعجز اللسان عن الوصف ويعجز الشخص عن التعبير عن مشاعره، فرؤيتي لمقدسة كان الجميع يمدح جمالها وروحانيتها لأول مرة دفعني وشجعني لأبقى دائما في زيارتها".
وعن عدم زيارتهن للقدس طيلة الحياة قالت نيفين ومنى" التضييقات الاحتلالية من جهة كان لها اثرا كبيرا في عدم زيارتنا وعنجهيتهم في اصدار "التصاريح" وذل المواطنين هي أحد الأسباب التي منعتنا الزيارة"، وتضيف منى" كان الكل يمنعنا ويخوفنا من الأزمات التي تشهدها المدينة النقدسة ومن التنكيلات التي يمارسها المحتل والصعوبات التي ستواجهنا عند عبور الحواجز فهذه أسباب كفيلة منعنتنا أن نغامر ونزور القدس ولكن بعد زيترتي لها سأشجع كل شاب وفتاة وسيدة ورجل لزيارة أزقة القدس واشتمام رائحتها والنيل من قدسية الأقصى.
وعلى الرغم من الحصول على "التصريح" الا ان هناك خوفا من زوال الفرحة يسيطر على كل الشبان والشابات لدى زيارتهم الأولى للقدس، يقول الشاب عيسى خلاوي من اذنا في الخليل: "حتى وإن كان لدينا تصريح قد يتعجرف المحتل ويعيدنا عن الحواجز أو قد يذلنا بالحصول على تلك الورقة".
وعن الصعوبات التي يواجهها الشخص للقاء محبوبته الأولى القدس يبين عيسى أن "هناك صعوبات كثيرة يواجهها الشخص على الحاجز وأولها التفتيش المذل الذي يستغرق العديد من الدقائق وجعل الأهالي ينتظرون لساعات عديدة على الرغم من اصدارهم التصاريح ناهيك عن الأزمات والخنق الذي يحدث بسبب توافد الالاف من المواطنين للقاء القدس منهم للمرة الأول مثلي ومنهم لم يزرها من عدة سنوات.
[caption id="attachment_70269" align="alignleft" width="225"] الشبان غالبا ما يواجهون بالرفض في محاولات الحصول على تصاريح دخول للقدس والصلاة في الأقصى[/caption]تكرار الرفض
كثيرون هم من تمنو زيارة الأقصى ونالو شرف الزيارة هذا العام للمرة الأولى ومن بينهم الشاب محمد المصري 24 عاما، الذي قال إنه قدم للتصريح عدة مرات ولم ينجح بالحصول عليه، ورافقه حظه هذا العام ليترك عمله في الخليل للمرة الأولى ليزور الأقصى. يقول محمد "لم تسعني الفرحة ولم أصدق نفسي الا أن وطأت قدماي أرض الأقصى ولامستها بيدي فقد حققت حلمي منذ 24 عاما ورأيتها على الواقع وعندها فهمت لما يرغب المحتل بالاستيلاء عليها فراحتها وروحانيتها يغنيان الانسان عن الدنيا".
كلمات عديدة يرددها الشبان والشابات فيما يتعلق بتلك الورقة التي تقيدهم بالدخول للقدس أو لا، بين هذه الكلمات ان لم نحصل على ورقة العبور فسنغامر وندخلها للقدس عبر جبالها ودون ذل وهوان رغم صعوبة الأمر والمخاطرة في الحياة.
مخاطرة ومغامرة
الشاب فادي عبد الله 18 عاما من الخليل قال" كنت خائفا أن لا أحصل على تصريح لدخول القدس فقد حضرت نفسي لأنني سأزور عاصمة فلسطين المقدسة مدينة القدس المحتلة".
وتابع "هيئت نفسي في حال عدم ادخالي أو عدم حصولي على التصريح سأدخل القدس بأية طريقة وحتى لو كانت على حساب حياتي، فالقدس وطني وحلمي التي حلمت به ورغبت أت يتحقق وهاأنا أصلي بين باحات الأقصى وأتنقل بها دون خوف أو رهبة".
مشاعر كثيرة تختلط بين الفرح والراحة النفسية من ناحية ورهبة وخوف من ناحية أخرى كل هذا يخفق به القلب للحظة التي يعلن عنها عن زيارته للقدس للمرة الأولى.