الضفة – قُدس الإخبارية: كشفت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال - فلسطين، اليوم الخميس، عن استخدام جيش الاحتلال أساليب بشعة في تعذيب فتيين من طولكرم ونابلس خلال اعتقالهما والتحقيق معهما، خلال الشهر الأخير، مبينة، أنها تقدمت بشكوى لدى سلطات الاحتلال ضد تعذيب الفتيين.
وقالت الحركة في بيان لها، إن الفتى الأول (17 عامًا) من مخيم بلاطة في نابلس، أفاد بأن جنود الاحتلال اعتدوا عليه بالضرب المبرح لحظة اعتقاله بتاريخ 15/أيار، مستخدمين أيديهم وأرجلهم وأعقاب بنادقهم، لمدة 10 دقائق، قبل أن يكبلوا يديه بمرابط بلاستيكية ويشدوها بشكل قوي ويعصبوا عينيه.
وأضاف الفتى الذي لم يتم الكشف عن هويته، أن أحد الجنود ركله عدة مرات بحذائه العسكري على مختلف أنحاء جسده، ثم داس بكلتا قدميه على رجله اليمنى فجرحت ونزفت الدماء، قبل أن يقذفه جنديان بقوة على الأرضية الحديدية للدورية العسكرية، ويعتدي بقية الجنود عليه بالركل طوال الطريق دون إعلامه إلى أين يأخذونه.
وتابع، "طلبت من الجنود ماء للشرب فصفعني أحدهم على وجهي وقال لا يحق لك شرب الماء"، كما أشار إلى أن جنود الاحتلال أوقفوه وهو مكبل اليدين ومعصوب العينين بعد تفتيشه في ساحة إحدى المعسكرات تحت أشعة الشمس حوالي 4 ساعات، ولم يسمحوا له بالجلوس أو الراحة، وعندما أعاد طلب ماء للشرب صفعه أحد الجنود وطلب منه عدم التكلم.
وقال، "عندما كنت أحرك جسمي كان الجنود يعتدون علي بالضرب، كذلك لم يسمحوا لي بالذهاب إلى المرحاض ولم يقدموا لي أي طعام طوال هذه الفترة، وكانوا يشتمونني".
وأضاف بيان الحركة، أن الفتى الثاني (16 عامًا) من قرية فرعون في طولكرم، وقد أفاد بأنه تعرض للاعتقال من أمام مدرسته بعد امتحان اللغة العربية بتاريخ 24/أيار الماضي، حيث اقتحمت دورية عسكرية القرية وطاردته ثم اعتقله الجنود الذين كانوا يستقلونها.
وأوضح الفتى، أن الجنود كبلوا يديه للخلف بمربط بلاستيكي وشدوه بشكل قوي، قبل أن يوجه له أحدهم ضربة على خاصرته بكعب البندقية، الأمر الذي تسبب له بجرح نازف، مضيفًا، أن أربعة جنود ضربوه بأقدامهم وأيديهم على مختلف أنحاء جسده لحوالي 10 دقائق، ما تسبب له بإصابات في رأسه ويده اليمن.
وبين، أن الجنود دفعوه بقوة إلى داخل الجيب وأجلسوه على أرضيته الحديدية، واعتدى الجنود بداخل الجيب عليه كما فعلوا مع الفتى الأول، قبل أن يتم إنزاله من الجيب ويبقى معه جنديان يركلانه ويصفعانه لدقيقتين تقريبًا، بينما كان يصرخ من الألم.
وأضاف الفتة، أن الجنديان منعاه من الذهاب إلى المرحاض وشتماه وطلبا منه التزام الصمت، ثم نقل إلى إحدى المعسكرت وأجلسوه أرضًا وهو معصوب العينين ومكبل اليدين تحت أشعة الشمس نحو 5 ساعات، دون طعام أو شراب أو السماح له باستخدام المرحاض.
من جانبه، قال محامي الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال إياد مسك، إن ما تعرض له الطفلان يعدّ مؤشراً على استمرار سياسة الاحتلال بممارسة التعذيب وإساءة المعاملة بحق الأطفال الفلسطينيين المعتقلين.
وأكد مسك، أن الحركة ستستمر بتقديم الشكاوى للجهات المختصة ضمن القنوات المتاحة قانونياً من أجل محاولة محاسبة المعتدين على الأطفال، رغم قناعتها بتفشي سياسة الإفلات من العقاب في "إسرائيل"، فيما يتعلق بالاعتداء على الفلسطينيين.
يشار إلى أن الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال – فلسطين قدمت تسع شكاوى العام الماضي، نيابة عن الأطفال، إلى جهات إسرائيلية مختلفة لمحاسبة المسؤولين عن أفعالهم، ثمانية منها ما زالت سلطات الاحتلال تماطل بالتحقيق فيها، وواحدة تم إغلاقها دون محاسبة المعتدين.