الخليل – خاص قُدس الإخبارية: أن تحاول الخروج عن المألوف، فهذا يتطلب الجرأة والقدرة على المواجهة، ففي مدينة الخليل التي تعرف بأنها من المدن المحافظة، استطاعت نادية سيد أحمد الخروج عن المألوف (47 عاما) بعد أن اتخذت قرارها بالعمل كسائقة تاكسي، لتكن بذلك أول سائقة في المدينة.
نادية وهي أم لخمسة أبناء من بلدة دورا غرب الخليل، بدأت عملها كسائقة مركبة عمومي قبل عدة أيام، تقول لـ قدس الاخبارية، "قبل عامين كنت أملك سيارة خاصة، كنت أقودها وأعمل عليها، واتخذت قراري بأن أشتري تاكسي وأعمل عليه، لأن الظروف المعيشية صعبة قليلا".
وتعتبر نادية رخصة القيادة سلاحًا لها نظرًا لأنها لم تكمل تعليمها، وقد قررت أن تعمل بها لتكسب منها لقمة العيش، فهي كما قالت "وظيفة لا عيب ولا حرام فيها"، وتلك الفكرة لا تتوقف مجرد اعتبارها مصدر رزق، بل تسعى نادية إلى تطوير الفكرة وتمنيتها بحيث تصبح رائجة في فلسطين.
فمنذ 24 عاما كانت ناية تملك رخصة القيادة "الخصوصي"، في حين أن رخصة قيادة المركبات العامة كانت تمتلكها منذ 8 سنوات، لكن فكرة العمل كسائقة لم تكن وليدة اللحظة، بل راودتها تلك الفكرة قبل عامين، إذ كانت تفكر بإنشاء مكتب تاكسي، لكن الحالة المادية حالت دون ذلك، إلا أنها ما زالت تطمح لافتتاح مكتب خاص بها.
كان على نادية أن تفكر مطولا قبل أن تتخذ قرارها، فمن ناحية العادات والتقاليد التي تقيّدها، ومن ناحية أخرى ردة فعل المواطنين إذا ما كانوا سيتقبلون الفكرة أم لا؟ إلا أنها اتخذت قرارها بأن تعمل كسائقة تاكسي للنساء فقط.
تقول نادية، "هناك رجال لم يتقبلوا ذلك باعتبار أن العادات والتقاليد لا تسمح لنا بذلك، في حين أن معظم النساء أيّدن الفكرة وذلك لأنهن في بعض الأحيان يحتجن إلى الخصوصية، لذلك بدأت بتوزيع رقمي الخاص على الصالونات والصالات".
وتضيف نادية، "عائلتي كانت داعمة لي وأيدت قراري، لكن أحد أخوتي لم يتقبل تلك الفكرة فهو يعمل سائق على مركبة عمومي، ولا بدّ أن كلام الناس هو ما يزعجه.
وترى نادية أن وظيفة السائقة كأي مهنة أخرى، فهي لا تختلف عن المرأة التي تعمل كطبيبة أو مهندسة أو موظفة في إحدى الوزارات، أو بائعة في المحلات التجارية، قائلة، "يحق للمرأة أن تعمل كما يعمل الرجل، المرأة لها حقوق متساوية كالرجل، فبداية أي شيء صعبة لكن نحن نعيش في زمن متحضر، كل شي مبتكر علينا أن نظهره ونطوره".