القدس المحتلة – ترجمة قُدس الإخبارية: تستحوذ حركة المقاطعة العالمية (BDS) على اهتمام الصحافة الإسرائيلية والجهات الرسمية لدى الاحتلال، كما تجد اهتمامًا كبيرًا لدى الصحافة العالمية أيضًا، وتحديدًا بعد اتساع رقعة المشاركين في هذه الحركة بانضمام فنانين وكتاب عالميين أولاً ثم الاتحاد الوطني للطلاب البريطانيين للحركة.
رئيس دولة الاحتلال رؤوفين ريفلين حذر من المقاطعة الأكاديمية معتبرًا أنها تمثل خطرًا استراتيجيًا على "إسرائيل"، فيما عقد الكنيست جلسة طارئة لبحث خطر (BDS) تحولت إلى مشادة كلامية، قبل أن يتم التصويت على تشكيل لجنة خاصة لمتابعة نشاطات الحركة والتعامل معها.
ويقول الكاتب شير هيفر، إن الحركة التي تأسست عام 2005 ظلت لفترة طويلة بلا أهمية في نظر السلطات الإسرائيلية، لكنها نمت في جميع أنحاء العالم حتى بات معتادًا التساؤل حول آثار نشاطات هذه الحركة على الاقتصاد الإسرائيلي.
ويضيف في مقال نشره موقع "ميدل ايست اي" البريطاني، أن تقرير وزارة مالية الاحتلال الذي تم تسريبه إلى الصحافة الإثنين الماضي، كشف عن الأثر الكبير لـ (BDS) على الاقتصاد، وحذر من أن تبني الحكومات لـ (BDS) من شأنه أن يكون مدمرًا للاقتصاد الإسرائيلي، فيما نشر معهد "رند" للأبحاث تقريرًا قال فيه إن المقاومة اللاعنفية للاحتلال ستكلف الاقتصاد الإسرائيلية ما نسبته 2% من الناتج المحلي الإجمالي.
مطلع الأسبوع الجاري، أعلن رئيس شركة "أورانج" الفرنسية أنه يرغب في إنهاء وجود شركته في "إسرائيل"، ما تسبب بضجة في دولة الاحتلال لم تهدأ حتى بعد اعتذاره، كما استنكر الرئيس الفرنسي ووزير خارجيته حركة المقاطعة العالمية لـ "إسرائيل".
لكن اعتذار رئيس شركة أورانج لم يحدث في شركات أخرى، فبحسب الكاتب هيفر فإن شركات مثل "دويتشه بان"، "G4S"، "PGGM"، "يونيليفر"، "فيوليا" وغيرها الكثير أدركت بالفعل أن مشاركتها في الاقتصاد الإسرائيلي أو في المستوطنات الإسرائيلية تضر بها، وبدأت بالبحث عن وسيلة للخروج.
ويبين هيفر، أنه في الوقت الذي اختارت شركات إسرائيلية التزام الصمت، قررت الحكومة إطلاق النار في الظلام بتعيين وزير لمكافحة (BDS)، كما تم عقد قمة طارئة لمناقشة الحركة العالمية، قال خلالها الملياردير حاييم سابان رئيس الشركة الإسرائيلية التي تستخدم العلامة التجارية لـ"أورانج" إنه بعد الانتقام من الشركة ستفكر الشركات الأخرى كثيرًا قبل مواجهة "إسرائيل".
وتعني تصريحات سابان، بأنه لن يسمح للشركات الدولية بالانسحاب من العمل في "إسرائيل" دون حملة تشويه، وأن الرد الوحيد المعقول لهذا التهديد من قبل الشركات العالمية هو الحفاظ على المسافة التي تفصلها عن الاقتصاد الإسرائيلي.
ويعلق هيفر، بأن حالة من الذعر تسود في "إسرائيل" وتجعلها تتعامل مع المقاطعة وقرارات الشركات العالمية كأمر سياسي لا تجاري فقط، كما أنها تتخوف من أن يؤدي تجريم دعم المقاطعة داخل "إسرائيل" إلى نتائج عكسية تجعل (BDS) أقوى.
وزيرة القضاء ايليت شاكيد أعلنت عن نجاحات للاحتلال تمكنها من هزيمة (BDS)، حيث اقتنعت بعض الشركات بعدم المقاطعة، كما ترفض بعض الحكومات فكرة فرض عقوبات على "إسرائيل"، فيما يعلق هيفر بأن هذا الأمر لم يكن من الممكن تسميته بنجاح قبل عدة سنوات.
ويرى الكاتب، بأن (BDS) لا تهدف إلى تدمير "إسرائيل" التي ستعترف مستقبلاً بالحقوق التي تطالب بها الحركة، بل إنها تهدف لإجبار "الجمهور الإسرائيلي" على مناقشة إجراءات التمييز والعنصرية التي تنفذها بلادهم.