شبكة قدس الإخبارية

عائلة الشهيد أبو دهيم تطالب بالاقتصاص من قاتليه

حلا خلايلة

القدس المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: لم يكن يعلم الشهيد عمران أبو دهيم عندما خرج كعادته في ساعات الصباح الباكر ليباشر بعمله في بلدة الطور أن جسده سيخترقه ثلاثون رصاصة تمزقه وتنهي حياته، أبو دهيم الذي فارق الحياة شهيدا بعدما اخترقت رصاصة غدر محتل رأسه، لتأتي ورائها 29 رصاصة تفتت جسده وتحرمه أبنائه الخمسة وزوجته.

ترجل إلى مركبته بعدما صلى الفجر وتوكل، القى تحية صباح على زوجته ولم يرغب بايقاظ أبنائه ولم يعلم أنها ستكون اللحظات الأخيرة لرؤيتهم، ذهب لعمله كمراقب وفاحص لسلامة مركبات الطلاب في جبل الزيتون، ليلاقيه حقد محتل وجبن رصاصة تخرج من رشاشات الاحتلال لتقضي عليه شهيدا.

الشهيد أبو دهيم 41 عاما من جبل المكبر ادعت قوات الاحتلال أنه نوى تنفيذ عملية دهس وأطلقت رصاصاتها عليه وغيبته عن الحياة، وينفي شهود العيان والأهل رواية الاحتلال التي تبين فيما بعد أنها كاذبة، ويقولو: "لقد طلبنا منه التوقف وعندما أراد الالتفاف تخوفنا منه وأطلق عليه النار".

غادة زوجة الشهيد عمران التي رملها الاحتلال في ريعان شبابها لم تكن تعلم أن زوجها الذي يوقظها يوميا قبل أن يغادر لم يعد موجودا، وأن مخططاتهم وأبنائهم دفنت مع زوجها في قبره.

تقول غادة لشبكة قدس الإخبارية" لقد كنا نخطط لرحلة ترفيهية الى تركيا، فقد حجز التذاكر وجهز كل المستلزمات لنا، وطلب من أبنائه الاجتهاد في الدراسة كمحفز للسفر".

وتكمل غادة 34 عاما " كان مسالما لم يؤذ شخصا يوما ما، ولم يكن مخالفا للقوانين، لحظة استماعي خبر الاستشهاد صدمت ولم اصدق لأنه كان يسوق بشكل هادىء ولم يتعرض لمخالفة يوما ما، ولم يكن بنيته شيئا لأنه كان قد حجز لنا للسفر.

محمد ابن العام ونصف الذي كان يرضع حليب أمه ويداعب والده بضحكاته لن يتوقف عن مناداة بابا فكل لحظة وكل ساعة لن يردد سوى بابا، سيقى يرددها ويرضع ألما بعدما حرمه الاحتلال والده.

عمران كان والدا مثاليا لأبنائه الخمسة أكبرهم رشا ابنة ال14 عاما وأصغرهم محمد ابن العام ونصف.

تقول رشا:" كنت في مدرستي أقدم الامتحانات وبعد إنهائي اليوم الدراسي اتصلت بوالدي ولم يرد علي، فقمت بفتح موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك من أجل أن ألهي نفسي إلى أن يرد والدي".

كانت تلك اللحظة هي مأساتي والصادمة لي تقول رشا: "لم أصدق عيناي في البداية عندما رأيت أن هناك شهيدا وأنا أقلب الصفحات رأيت اسم والدي يتنقل بين الصفحات وسيارته مدمره".

تروي رشا: "كان والدي ووالدتي مهتمين في تعليمنا ويريدونا أن نصل لأعلى المراتب، فوالدي لديه بكالوريوس هندسة ميكانيكا كان يرغب منا أن نكون أطباء وسأحقق حلمه وسألبيه حتى بعدما فارقنا الحياة".

رغد ابنة ال 9 أعوام وحلا ابنة ال6 أعوام تقولان والدي شهيدا في الجنة سنفتقده ونفتقد لحظاتنا معه ولكن ستبقى والدتي هي الأضعف في هذه الحالة.

حمزة ابن ال11 عاما كان مدلل الشهيد عمران ورفيقه رغم فارق السنة كان يلعب معه كرة القدم كان يدرسه وكان يرافقه معه لكل مكان، فعمران كان يرى في حمزة شابا يعلمه الحياة، فلم يعد لحمزة الان رفيقا سوى غن يرثيه ويقول له هنيئا لك الجنة يا والدي.

ترك استشهاد عمران أثرا كبيرا على عائلته وأبنائه وزوجته وأشقائه وشقيقاته؛ فلم تفارقهم الدموع، تقول أم شوكت شقيقة الشهيد" عمران كان الأصغر بيننا ومدلل العائلة، هو الأحن والأطيب لم يفارقنا في عيد ولا في أفراحنا وكان دائم السؤال عنا؛ الى ان جاء ظلم رصاصات الاحتلال وغدر به ليموت شهيد الظلم ويتركنا وحيدين بعيدا عن رقته وحسنه معنا".

والدة الشهيد هيفاء 75 عاما منذ أن استشهد وهي لم تردد سوى" نياله نال الشهادة ومات شهيدا" وتتابع كان حسن الخلق وطيب ولم يقطع صلاته يوما؛ وكل جمعة كان يذهب للأقصى ليصلي، لم يأذ بشرا ولا حجرا. مطالبة بالاقتصاص من الجناة وماكمتهم.