نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية في عددها الصادر اليوم الاثنين مقالة للمحلل السياسي "جدعون ليفي" قال فيها "إن السلطات الأمنية الإسرائيلية لم تقدم في كل سنوات اعتقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان المعتقل في سجونها أي دليل قانوني لإثبات ادعاءاتها في التهم التي توجهها لعدنان.
وأضاف ليفي "اليوم وبعد أن خاض عدنان الإضراب الأطول عن الطعام في تاريخ إسرائيل، يعود عدنان مجدداً للإضراب حارماً نفسه من الطعام للاحتجاج على اعتقاله الأخير دون توجيه أي تهمة أو عرضه للمحاكمة".
يعتبر هذا الإضراب الرابع لعدنان والاعتقال العاشر دون تهمة أو محاكمة بحيث أمضى ما مجموعه 6 سنوات في السجون الإسرائيلية كانت في معظمها تحت مسمّى الاعتقال الإداري. في أحد الإعتقالات فقط تمت محاكمته، بينما تم تحويله للإعتقال الإداري في الاعتقالات التسعة الأخرى لشهور أو سنوات حتى بدون أن يتم تبليغه بأي من التهم الموجهة إليه.
وأشار ليفي إلى أن خضر عدنان أصبح مشهوراً محلياً ودولياً عندما خاض الإضراب الأطول عن الطعام في تاريخ إسرائيل قبل 3 سنوات والذي امتد ل 66 يوماً رفضاً للإعتقال الإداري. تم نقله في مرحلة متقدمة من إضرابه إلى مستشفى زئيف في صفد، حيث أمضى تلك المدة مستلقياً بين الحياة والموت وبنفس الوقت مقيداً بقيد حديدي بيديه ورجليه إلى سرير المستشفى.
وتابع "في تلك الفترة تصاعدت أصوات الاحتجاجات داخل إسرائيل وخارجها ضد استمرار اعتقال عدنان الذي استمرت السلطات الأمنية في اتهامه –دون أي دليل واضح- بالنشاط في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية. ولاحقاً أُطلِق سراح عدنان في 17 أبريل من العام 2012 بعد ان استمر إضرابه لمدة 66 يوماً متتالية والذي اعتُبِر نصراً لعدنان.
وأجرت الصحيفة مقابلة مع عائلة عدنان خلال زيارة لمنزلهم الذي يضم أيضا منزل الشيخ عدنان، حيث يقول ليفني "إن والدته تمر في هذه الأيام في ظروف صحية صعبة للغاية حيث تمضي معظم وقتها على السرير أو على الكرسي المتحرك". وتقول العائلة إنّ خضر كان قد تلقى عدة استدعاءات لمقابلة مخابرات الإحتلال في معسكر سالم لكنه رفض الإستجابة لإستدعاءاتهم المتكررة.
تروي معالي شقيقة عدنان التي تقيم في كندا وهي الآن في زيارة مؤقتة للعائلة كيف تم اعتقال شقيقها خضر خلال زيارتها السابقة لعائلتها في تموز من العام الماضي، " قرر خضر الذهاب في الثامن من تموز العام الماضي برفقتها وطفلها الرضيع إلى نابلس لشراء الحلويات النابلسية لتناولها بعد الإفطار مساءً حيث صادف ذلك اليوم أحد أيام شهر رمضان المبارك-" ، تقول معالي إنّ خضر أخبرها بوجود عدد من الحواجز التي أقامها جيش الاحتلال على الطريق ومن المحتمل أنها كانت تستهدف اعتقاله، لذلك قاموا بسلوك طريق بديل لتجاوز تلك الحواجز. وفي طريق العودة من نابلس وقبل وصولهم لبلدتهم عرابة بقليل، ترجل عدد من جنود الاحتلال بسلاحهم فجاًة نحو الشارع متقدمين من كمين كانوا قد نصبوه وقاموا بإيقاف السيارة. اقتاد جنود الاحتلال خضر من السيارة وقاموا مباشرة بتقييد يديه وتعصيب عينيه، وتصف معالي الحدث قائلة "بعد ان تحقق الجنود من هوية خضر، قاموا بالتصفيق ومعانقة بعضهم البعض كما لو أنهم حصلوا على هدية ثمينة او جائزة قيمة".
تكمل معالي قائلة: " أمضى خضر معظم مدة اعتقاله الاخير في سجن هداريم، حيث بدأ بدراسة الماجستير في الدراسات الإسرائيلية في جامعة القدس عبر الأسير مروان البرغوثي الذي يقضي حكماً بالسجن مدته 5 مؤبدات ويقبع حالياً في سجن هداريم".
في تموز الماضي تلقى خضر قراراً بتحويله للاعتقال الإداري لستة شهور، وقبل أن تنتهي في يناير من العام الحالي تم تمديده ل 6 شهور جديدة خاض بعدها إضراباً تحذيرياً عن الطعام لمدة أسبوع فقررت المحكمة على أثر ذلك تخفيض المدة إلى 4 شهور جديدة. عندما شارفت هذه المدة على الإنتهاء تم تمديد اعتقاله ل 4 شهور جديدة مما حرم شقيقته معالي التي قدمت خصيصاً من كندا من رؤيته. وفي ذات اليوم الذي كان من المفترض ان يتم فيه الإفراج عنه أبلغته مصلحة السجون بانه تم تمديد اعتقاله مرة أخرى فأعلن خضر في ذات اليوم بدء إضرابه الرابع عن الطعام في سجون الاحتلال.
اليوم لا تعرف عائلة خضر عنه الكثير من المعلومات أو في أي سجن يتم احتجازه أو فيما إذا تم نقله إلى العزل الإنفرادي في ذات السجن حيث منعت مصلحة السجون محاميه من زيارته في بداية الأسبوع الماضي.
وتقول الصحيفة "إن الناطق باسم مصلحة السجون أكد لها أنّ المعتقل خضر عدنان "تم نقله لعزل سجن هداريم كإجراء عقابي له باعتباره خالف قوانين السجن وبناء على ذلك تمّ حكمه بالعزل الانفرادي".
تقول عائلة خضر عدنان "إنّ الإهتمام الأول لها اليوم هو صحة والدة خضر نوال موسى (75 عاماً)، وتضيف العائلة بأنها حاولت طلب زيارة لوالدته بحيث يتم نقلها بواسطة سيارة الإسعاف لزيارة خضر في السجن لكن ذلك تعذر بسبب الحاجة إلى الحصول على تصريح وموافقة طبية من قبل الاحتلال. لذلك يبقى هاجس العائلة الاكبر أنّ خضر قد لا يتمكن من رؤيتها مجدداً وفي حال حدث ذلك –لا قدّر الله- فمن المؤكد انّ خضر "سوف يستمر في إضرابه عن الطعام حتى ينتزع الحرية المباشرة أو ينال الشهادة" حسب ما ذكرت العائلة.