توقعت مصادر فلكية علمية، سقوط السفينة الفضائية الروسية التائهة، يوم الجمعة المقبل (8 أيار/مايو)، بعدما كانت تقديرات وكالات الفضاء والجهات الفلكية تشير إلى أن موعد السقوط سيكون يوم السبت في الساعة السابعة صباحا بتوقيت "غيرنتش" بخطأ مقداره 50 ساعة زائد أو ناقص. وأوضح المهندس محمد عودة، مدير مركز "الفلك الدولي" في أبوظبي، أنه مع "اقتراب من موعد السقوط تتحسن الحسابات وتزداد دقتها"، مشيرا إلى أنه "بحسب آخر الحسابات التي أجراها برنامج متابعة سقوط الأقمار الصناعية التابع لمركز الفلك الدولي، فإن موعد السقوط المتوقع الآن هو يوم الجمعة في الساعة 11:56 صباحا بتوقيت غرينتش زائد ناقص 14 ساعة". وشدد عودة، في تصريحات له على أنه "ما زال الوقت مبكرا لمعرفة موعد ومكان السقوط بشكل دقيق، فعادة لا يمكن معرفة ذلك إلا قبل حوالي ساعتين من موعد السقوط، وحتى عند ذلك الوقت فإنه لا يمكن لأحد أن يعرف على وجه الدقة موعد السقوط ومكانه، بل تعطى فترة من الزمن مقدارها 4 ساعات يكون السقوط متوقع أن يحدث خلالها". وأضاف يقول إنه "بالنسبة لمكان السقوط تكون هناك عدة أماكن مرشحة على شكل خط يلف الكرة الأرضية بأسرها". أما عن مدى خطورة هذا الاصطدام على الناس والمنشآت العامة، أوضح المهندس عودة أن "السفينة الفضائية لن تسقط كقطعة واحدة على الأرض، فعند دخولها للغلاف الجوي الأرضي فإن الحرارة الشديدة بسبب الاحتكاك ستعمل على تفكيك السفينة وحرق أجزاء كبيرة منها، وعلى الرغم من أن هذه السفينة كبيرة الحجم، إلا أنها مصممة لكي تحترق في الغلاف الجوي عند عودتها إلى الأرض". إلا أنه استدرك بالقول "ولكن هذا لا ينفي تماما وصول أي أجزاء قاومت الاحتراق، فقد تصل أجزاء بحجم كرة القدم إلى الأرض وهذه قد تشكل خطورة إذا ما اصطدمت بشخص أو مبنى، وعلى الرغم من أن هذا الاحتمال ضئيل جدا، إلا أنه حدث فعلا في الماضي وفي أكثر من مناسبة". وكشف عودة أن برنامج متابعة سقوط الأقمار الصناعية التابع لمركز "الفلك الدولي" سيقوم بمتابعة هذا السقوط "وستعلن التحديثات أولا بأول على حساب مركز الفلك الدولي على تويتر وعلى موقع البرنامج على الإنترنت .. وسيتم تحذير المناطق التي من الممكن أن تسقط السفينة الفضائية فوقها". يشار إلى أن السفينة الروسية المرتقب سقوطها تسمى (Progress M-27M) أطلقت يوم الثلاثاء 28 نيسان (أبريل) الماضي، من قبل وكالة الفضاء الروسية من منصة الإطلاق الواقعة في كازخستان، وذلك على متن صاروخ روسي اسمه (Soyuz 2-1A)، وكانت متجهة إلى محطة الفضاء الدولية حاملة معها 2.5 طن من المؤن والماء والوقود لرواد المحطة، إلا أن خللا أصاب السفينة وفقد الاتصال معها، وحاولت الوكالة إعادة السيطرة عليها لتكمل طريقها نحو المحطة، ولكن أعلن لاحقا أن هذه المحاولات باءت بالفشل، وأن هذه المحطة في طريقها للسقوط نحو الأرض بعد عدة أيام. وأشارت النتائج الأولية أن الخلل قد بدأ فور انفصال السفينة الفضائية عن المرحلة الثالثة من الصاروخ، حيث بدأت حينها السفينة بالدوران حول نفسها بشكل غير طبيعي، وتشير الأرصاد الأرضية التي أجريت أن السفينة تدور حول نفسها مرة واحدة كل 5 ثوان فقط! ويبلغ طول السفينة 7 أمتار، وكان يبلغ وزنها عند الاطلاق 7 أطنان، وسرعتها الآن 26 ألف كيلومتر في الساعة.
قدس برس