نشر موقع "والا" العبري تقريرا أعده المحلل العسكري "أمير بوخوب" قدم فيه عرضا لما أسما تصورات جيش الاحتلال الإسرائيلي لشكل المواجهة المقبلة مع المقاومة في قطاع غزة.
ويعتقد قادة جيش الاحتلال بأن هذه الحرب ستبدأ من النقطة التي انتهت فيها الحرب الأخيرة صيف العام الماضي.
وجاء على لسان ضباط في فرقة غزة أن "حركة حماس استفادت من أخطاء الحرب السابقة واستخلصت العبر وقد تفاجئ الجميع بضربة عبر 30 مسلحا من جناحها العسكري يقتحمون إحدى المستوطنات المحاذية للقطاع ويسعون لقتل المستوطنين وخطف وقتل الجنود في زيادة مضاعفة لأعداد مسلحيها الذين دخلوا خلف خطوط الجيش خلال الحرب الأخيرة".
ونجحت كتائب القسام في تنفيذ سلسلة عمليات نوعية في الحرب الأخيرة الصيف الماضي بالتسلل خلف خطوط جيش الاحتلال ونفذت عمليات نوعية ما أدى لمقتل وإصابة عشرات الضباط والجنود.
وبينت الكتائب أنها حصرت هذه العمليات التي نفذت عبر أنفاق حفرت مسبقا لمهاجمة المواقع العسكرية الإسرائيلية فقط، على الرغم من أن عناصرها كان بإمكانهم مهاجمة المستوطنين الإسرائيليين في تلك المستوطنات القريبة من القطاع.
ووصف الكاتب تهديدات حماس بتوجيه ضربات خلف الخطوط بأنها جادة وقابلة للتنفيذ، منوها إلى أن تجربة الحرب الأخيرة تثبت نجاحهم في بعض العمليات من هذا القبيل.
وأشار معد التقرير إلى أن رسالة آيزنكوت لقيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال خلال زياراته المتكررة كانت واضحة ، وهي أن عليهم البحث عن الطريقة الأنجع لتنفيذ المهام التي سيكلفون بها وعدم الانشغال بنوايا حماس من عدمها.
وأضاف بوخبوط أن "حماس تعلم جيداً أن الحرب القادمة مسألة وقت وقد قام جناحها العسكري بما يلزم من التحقيقات المعمقة ومواطن الفشل في الحرب الأخيرة".
وتابع "على الجميع أن يعلم بأن مقاتلي الحركة يحفرون أنفاقاً كبيرة في هذه الأيام ولن يتفاجئ أحد إذا ما نفذ المقاتلون هجوًما عبر أحد الأنفاق بواسطة دراجات دفع رباعي".
قدرات صاروخية
كما أن الحركة قامت بتطوير قدراتها الصاروخية مؤخرا، وما يدل على ذلك كثرة التجارب الصاروخية التي تنفذها مؤخرا، مؤكدا أن حماس نجحت في تسجيل
العديد من النقاط الجوهرية خلال المواجهة.
وأضاف "نجح قادتها في تحليل الواقع وقراءة نهاية المعركة جيداً حيث رأوا في مواقع الجيش والمستوطنات القريبة من الحدود الخاصرة الضعيفة للجيش واستهدفوها بشكل مركز".
وتابع بوخبوط "أما النقطة الثانية فقد تمثلت في إثبات قدرة صمود عالية على مدار أكثر من 50 يوما من القتال بخلاف التقديرات الاستخبارية التي توقعت عدم وجود نية لحماس للمواجية وأنها غير جاىزة لها".
ليس بالإمكان قراءة نوايا حماس
وتحدث بوخبوط عن استعدادات جيش الاحتلال لقيام الحركة بمفاجئات غير متوقعة خلال أي مواجية مستقبلية، مشيرا إلى أن التقديرات تشير إلى عدم وجود مصلحة لحماس حاليا في البدء بمواجية أخرى.
واستدرك "لكن وبالنظر إلى طبيعة العلاقات المعقدة داخل الحركة وكذلك طبيعة العلاقات مع الفصائل الأخرى فليس من السهل قراءة نوايا الحركة المستقبلية".
وقال إن "تعليمات وزير الجيش يعلون تقضي بمنع اندلاع المواجهة القادمة عبر تثبيت انجازات الحرب السابقة من قبيل زيادة إدخال البضائع عبر المعابر والتخفيف قدر الإمكان على سكان القطاع، حيث يرى يعلون أن اندلاع مواجهة جديدة الآن يعني تكميل المواجهة السابقة بالفشل!!".
في حين، لفت التقرير إلى أن واقع الإعمار في غزة يمر ببطء شديد بعد تخلي الدول المانحة عن الدعم المالي الذي وعدت به.
ورسم بوخبوط وعلى لسان قادة فرقة غزة سيناريو تطمح له حماس بداية أي مواجهة قادمة وهو إمطار مستوطنات الغلاف بوابل كثيف من نيران الصواريخ وقذائف الهاون ما يضطر الجيش لإخلاء تلك البلدات وبالتالي تسجيل نصر معنوي كبير.
وأشار إلى وجود خطط جاهزة للتعامل مع إخلاء سكان الغلاف في المواجية القادمة تبعاً للتطوارت الميدانية وبشكل يتيح للجيش حرية العمل داخل القطاع دون ضغط المستوطنين.