القدس المحتلة - خاص قُدس الإخبارية: في مدينة القدس إرادة وإصرار، صمود وتحدي وثبات على الأرض التي يحاول الاحتلال أن يطرد أهلها بكافة السبل، لكن رغم ذلك نجد أن الأطفال قبل الكبار يدافعون عنها ويصرون على حقهم في الحياة.
قد تختلف الأساليب التي يتبعها الفلسطيني في مدينة القدس المحتلة للوقوف بوجه الاحتلال لكنها جميعها تهدف إلى الصمود والثبات، ورياضة الباركور أسلوب حديث يتبعه مجموعة من الشباب في مدينة القدس لتحدي الاحتلال والتأكيد على أن لهم حقوق لا يستطيع أحد أن يسلبها. أول فريق في القدس.
سامي البطش (21 عاما) من البلدة القديمة مدرب فريق الباركور في القدس وأحد مؤسسيه يقول لـشبكة قدس:"في عام 2008 تعرفت على رياضة الباركور خلال مشاهدتي لفيلم أجنبي، ما سبق ذلك كنت ألعب الجمباز".
تعرف البطش على الشابين محمد البكري وقتيبة أبو سنينة وبدأوا يتدربون على رياضة الباركور، رغم أن صعوبات جمة واجهتهم أثناء تلك الفترة، فمن ناحية هذه الرياضة ليست معروفة كثيرا في فلسطين بشكل عام ونتيجة لعدم وجود نواد ومدربين متخصصين كانوا يمارسونها بشكل خاطئ أدت إلى إصابتهم بعدة كسور.
يتابع البطش بدأنا نطور من قدراتنا رويدا رويدا، وأسسنا أول فريق لكن سرعان ما تفكك، إذ أن عدم وجود ناد مخصص لهم أو مكان مجهز بالكامل دفع بأعضاء الفريق إلى الانسحاب والتوجه إلى النوادي الإسرائيلية المجهزة، وممارسة أنشطة رياضية أخرى غير الباركور.
صعوبات واعتقالات
ويضيف من بين الصعوبات الأخرى التي واجهت الفريق إضافة إلى غياب الدعم المادي، اعتقال أعضاء الفريق إذ تم اعتقال محمد البكري وحكم عليه الاحتلال بالسجن لمدة ستة أشهر وأعاد الاحتلال اعتقاله في شهر سبتمبر من العام الماضي، ووجه له تهم عديدة.
واعتقل كذلك الاحتلال قتيبة أبو سنينة وحكم عليه بالحبس المنزلي لمدة خمسة عشر شهرا، وتم اعتقال البطش لمدة عشرة أيام، وتم توقيفه عدة مرات بحجة كتابة شعارات على جدران المدينة.
ويعرّف سامي البطش رياضة الباركور هي مجموعة من الحركات التي ينتقل من خلالها لاعب الباركور من نقطة إلى أخرى بأسرع وقت ممكن وبأقل طاقة ممكنة، ويتخطى من خلالها اللاعب الحواجز والجدران.
أعاد البكري والبطش وأبو سنينة تأسيس فريق جديد بمساعدة محمد الفاتح المنسق الاعلامي للفريق، تعرفوا على الفاتح قبل عامين صوّر العديد من الأفلام عن الفريق ونشاطاته.
يقدر أعضاء الفريق الحالي 20 عضوا، وتجاوز عدد المتدربين الذين انضموا للدورات التي عقدها الفريق المئة متدرب، ويؤكد البطش على أهمية تأسيس فريق وعقد الدورات إذ أن الوضع الاقتصادي المتردي في مدينة القدس أحد الأسباب، والأهم من ذلك أن الاحتلال يسعى جاهدا أن يشغل الشباب بكل العادات السلبية كالتدخين والمخدرات.
ويتابع أن أحد أهداف الفريق الرئيسية هو تحسين وضع الشباب في المدينة، ونجحنا في تحقيق ذلك إذ أن 50 متدربا كانوا مدخنين وبعد انضمامهم إلى رياضة الباركور أصبحوا غير مدخنين، موضحا أن إسرائيل هدفها إلهاء الشباب وإبعادهم عن الواقع.
معركة وجود
ونظرا لعدم وجود أماكن مخصصة للتدريب، اتخذ الفريق من أسطح "دكاكين" البلدة القديمة مكانا للتدريب كونه المكان الأنسب لهم بسبب كثرة الحواجز والقباب، لكنهم رغم ذلك ما زال الاحتلال يحطم حلمهم بالنجاح ويسلبهم حريتهم التي تقلصت إلى مساحة صغيرة، فأصبح يلاحقهم ويعترض طريقهم.
ويقول:" المكان الذي نتدرب فيه أغلبه يهود وهناك كنيس لهم، وجودنا بحد ذاته هو تحدي فهي معركة وجود، لأنه إذا انسحبنا من المكان ستصبح المنطقة خالية من الفلسطينيين، فوجودنا هناك هو سبب توافد المواطنين للمكان".
وأوضح أن الاحتلال يستمر في مضايقتهم إذ تم تفتيشهم عدة مرات وتوقيفهم وطردهم من المكان، كما كانوا يجدون الفرشات التي يجلبونها للتدريب مسروقة من قبل المستوطنين. وكان لهم عروض عديدة في باحات المسجد الأقصى.
وعن مشاركات الفريق في المسابقات والعروض، يبين البطش أنه كان لهم عدة عروض ومهرجانات على المستوى المحلي، وهم يطمحون أن يكون لهم مشاركات على المستوى العربي إذ يتواصلون مع الفرق الأخرى في سوريا ومصر ودول المغرب العربي وذلك بهدف تبادل لاعبين وإجراء مسابقات وعروض.
يطمح الفريق بأن يصل إلى مستوى العالمي، إذ هو من الفرق الثلاثة الموجدة في فلسطين، فهناك باركور غزة، وباكور القدس، وفريق ثالث صغير في مدينة نابلس.