شبكة قدس الإخبارية

الشقيقان سباعنة .. اعتقال بلا تهمة

ايمان السيلاوي

عندما نكتب عن الأسرى، فإننا نتأثر ونتعلم من صبرهم الممتد بلا حدود، لكن عندما يحدّثنا أحد أفراد أسرة الأسرى فإننا نتعلم الصبر والإرادة أكثر فأكثر.

الأسير ثامر عبد الغني سباعنة متزوج وله طفلان "وطن وعزالدين" معتقل في سجن الجلمة ومازال في التحقيق دون تقديم اي لائحة اتهام ويتم التأجيل للمحاكمات دون معرفة السبب، شقيقه محمد رسام الكاريكاتير معتقل أيضاً في سجون الاحتلال وقد سبق ثامر في الاعتقال ويتم التأجيل له دون أي لائحة اتهام أو قضية حيث تم اعتقاله أثناء عودته من السفر من خلال جسر الأردن.

زرنا منزل الأسير ثامر سباعنة أستاذ مادة العلوم في إحدى مدارس قباطيا بجنين، الكاتب والباحث الغني عن التعريف والذي أمضى سنوات العمل الى جانب الدفاع عن الاسرى والأسيرات، وكتب كل شاردة وواردة عنهم لإيصالها للمجتمع الفلسطيني خاصة والعربي عامة.

بدأت مع السيدة الرائعة أم وطن - زوجة الاسير ثامر - فعرضت لنا بداية مشوار ثامر وما عاناه من اعتقال لدى الاحتلال عام 1998م حيث اعتقل ثامر مدة 40 يوماً قضاها في التحقيق، واعتقال تلاهُ عام 2000 وكان لمدة سنة ولم يزل آنذاك طالباً في الجامعة، وفي عام 2006 كان الاعتقال الثالث لزوجها، وكانت ام وطن تحمل في وطن، الذي أنجبته ولم يزل والده في السجن .. وكانت فترة الاعتقال تلك سنتين .. والاعتقال الاخير بتاريخ 6-3-2013. ولم يحاكم حتى الان.

أثناء حديث ام وطن بدأت عيناها تتلألآن..وقالت : لحظات يومية اعتدنا عليها منه وقت الظهيرة بعد عودته من المدرسة فيناديها أولاً وكعادته : وين وطن وعزوز؟؟ رجعوا؟؟ وفي هذه اللحظة من الزمن توقفت أم وطن عن الحديث، لكن عينيها اللآتي كانتا تتلألآن .. انغمرت بالدمع الذي أفاض كالنهر الشلال .. المتدفق المليء بالحنان والشوق لزوجها الأسير .. ولم أقاطعها .. فعادت للحديث وهي تبكي وتقول : نفتقدهُ كثيراً .. إنه اعتاد مداعبة ابنائه وقت الظهيرة ويسالني إن كنت بحاجة للمساعدة في البيت وكان يرافقني للمطبخ لإعداد السفرة ويسأل أبناءه: مين الي بحب ماما ويساعدها ؟؟.... وفي هذه اللحظة التي تتحدث فيها ام وطن، علا صوت الصغير عز فقال : انا بحب أبوي هسّه .. فإبتسمت ام وطن وقالت : كان يجلس معنا ويقفز عز على ظهره ويداعب وطن من جهة أخرى ويتحدث معي في نفس الوقت .

تتابعُ أم وطن: "لقد كان ثامر يفضل الحديث معنا على النوم فترة الظهيرة رغم ارهاقه بعد العودة من العمل لأنه كان يُقدّر غيابه عنا اثناء عمله في المحل وانشغاله في مقالاته وكتاباته".

ودخلنا مكتبة ثامر: إنها غرفة تعج فيها الكتب والمراجع، حيث كان للمكتبة نصيب من وقته كما لعلمِهِ ودينِهِ، وعادت ام وطن بالبكاء وهي تتحدث : عندما استيقظ الأولاد في الصباح ، سألوني : وين بابا؟؟ فأجبتُ: اعتقلوهُ.. فسألني وطن : مين؟؟ فقالت : اليهود يا اولادي.

وهنا قاطعتها لأسأل سؤالاً : لماذا وطن هذا السؤال ؟؟ فقالت : لقد شهد وطن اعتقال والده من قبل السلطة الوطنية، ولم ينس ما حدث لأنه استيقظ عليهم منتصف الليل وبكى كثيراً وطن وكان ينادي بأعلى صوته : بابا ... وهذا ما جعل وطن يسال : مين ؟؟