شبكة قدس الإخبارية

BBC داخل أنفاق غزة: كيف تستعد المقاومة للحرب القادمة؟

وضاح عيد

 نشرت قناة BBC البريطانية تقريرًا لأحد مراسليها متجولًا بالأنفاق الحدودية جنوبي قطاع غزة مع الاحتلال الإسرائيلي، تؤكد فيه جاهزية المقاتلين المسلحين لحرب قادمة مع الاحتلال الإسرائيلي.

تبدأ حفرة عميقة بها مدفع هاون عيار 120 مليمتر، وثلاثة مسلحين من حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، داخل بستان من أشجار الزيتون، تنفتح طبقات الأرض بسهولة، لتكشف عن مشهد يرعب الاحتلال.

ووصف مراسل BBC، المقامين قائًلا إنهم يرتدون زيًا عسكريًا ومسلحون بالكامل، يحملون بطاريات إضاءة في رؤوسهم، ويتحركون بسرعة في حركات مدربين عليها جيدًا، حيث يحملون ويفرغون القذائف من كومة قذائف هاون كانت خلفهم.

واعتبر التقرير أن التدريبات هي استعراض للجاهزية والقوة، استعدادا للحرب القادمة مع "إسرائيل"، الحرب التي يعتقد كلا الجانبين، أنها قد تحدث قريبا.

ويتابع المراسل في تقريره، أن حفرة الهاون المخفية تقع إلى جانب الحدود مع "إسرائيل" مباشرة، مضيفًا "لا أستطيع الجزم بذلك تماما، لأن المسلحين عصبوا عيني، وفتشوني بحثا عن أي أجهزة تتبع، كما منعوني من اصطحاب هاتفي النقال خلال تلك الرحلة".

كما عصب المسلحون عيني كوينتين سومرفيل، قبل اصطحابه إلى النفق وخلف موقع إطلاق النار تجد ساترا ترابيا صغيرا يؤدي إلى نفق تم حفره في الأرض، وهو أكبر وأعمق وقد يصل عمقه إلى عشرين مترا، وحوائط النفق مثبتة بالإسمنت، وله سقف مقوس مرتفع، يسمح لمقاتلي الحركة أن يقفوا فيه بكامل طولهم وأن يجروا خلاله، وهذا هو طريقهم للهروب، عبر الجري لمئات الأمتار، ومخرجه أو مخارجه غير معروفة، فيما تومض حوائط النفق المبنية بشكل جيد، بسبب انعكاسات الأضواء التي تولدها بطارية سيارة، وتمتد بطول النفق.

ونقل التقرير عن أحد مقاتلي الحركة واسمه المستعار أبو حمزة، وكان واقفا داخل النفق، قوله إنه "خلال الحرب الأخيرة لاحظنا أن كل شيء يتحرك على سطح الأرض يتم قصفه، سواء كان سيارات إسعاف، أو مدنيين أو مقاتلين يمشون في الشوارع".

وأضاف "لذلك فإن الأنفاق هي مكاننا الخفي، بعيدا عن أعين العدو الصهيوني. نحن نستخدمها لإطلاق قذائف الهاون والصواريخ المضادة للدبابات"، مؤكدًا "لقد استخدمنا هذا النفق خلال الحرب الأخيرة، وسوف نستخدمه خلال الحرب القامة".

واستعرض التقرير على الجانب الأخر، المجتمعات في المستوطنات الإسرائيلية على طول الحدود مع القطاع مدربة جيدا على الاستجابة لهجمات الهاون والصواريخ، لكنهم يخشون من أن حركتي الجهاد وحماس لم تحفرا أنفاقا داخل قطاع غزة فقط، بل ربما تكونا قد حفرتا تحت الجدار الفاصل نفسه، فيما اكتشف نحو 32 نفقا عابرا للحدود بين الجانبين، ويعتقد أن هناك مئات الأنفاق داخل القطاع.

وتعهد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو بتدمير الأنفاق عبر الحدود، ولكن رغم تراجع هذا التهديد، يبدو أنه لا يزال قائما.

وأوضح التقرير أن الحرب في غزة جرت جوا، بين المدفعية والطائرات الإسرائيلية وبين قذائف الهاون والصواريخ، التي يطلقها المسلحون من قطاع غزة، لكن كان هناك أيضا معركة تحت الأرض، واضطرت "إسرائيل" لدخولها دون استعداد، حيث استخدم المسلحون حرب الأنفاق إلى مدى لم يحدث من قبل.

وقال قائد منطقة جنوب غزة الكولونيل دادو إن "الهدف الرئيسي للأنفاق ليس صنع السلام، وإنما مهاجمة المدنيين، وأسر أو اختطاف الجنود، ونحن قلقون منها ونحاول ابتكار حلول لهذه المشكلة".

فيما لم يعط القائد الإسرائيلي تفاصيل حول خطط جيش الاحتلال للتعامل مع هذه القضية، لكن يعتقد أنها تستخدم أجهزة مسح متطورة، من أجل كشف الأنفاق ومن ثم تدميرها.

ونقل عن مسلحين من حركة الجهاد قولهم "إن حدوث حرب أخرى مع إسرائيل أمر حتمي، ويضيفون أنهم فقدوا 145 مقاتلا خلال الحرب الأخيرة، وأكثر من ذلك من المدنيين، حيث يتساءل التقرير "ماذا تحقق؟".

يجيب أبو إبراهيم قائد في سرايا القدس الجناح العسكري للحركة بالقول: "إنجازنا الأكبر هو أننا حافظنا على مواقعنا، وتحدينا المحتل"، مشيرًا "على خلاف بقية العالم، لا نزال قادرين على أن نقول لهم لا، لا للاحتلال، لا نزال قادرين على المقاومة".

ولا يزال الوضع هادئا نسبيا على طول الحدود مع غزة، حيث لا يزال اتفاق وقف إطلاق النار لستة أشهر قائما

لكن الكولونيل دادو قال إنه "بإمكاننا رؤيتهم على الجانب الأخر، يعيدون بناء الأنفاق ويعدون أنفسهم للمعركة القادمة، نحن نفعل الشيء ذاته، أتمنى أن تكون المعركة بعد وقت طويل من الآن، لكني لست متأكدا من ذلك"، فسأله المراسل "إذن عاجلا وليس آجلا؟"، فأجابني "للأسف".

http://youtu.be/9wYwe0XRWPc