الخليل-خاص قدس الإخباري- ليث الطميزي: ظهرت مؤخراً وبشكل غريب رسائل مسمومة عديدة، استهدفت شخصيات فلسطينية ومدراء مدارس وجامعات، حيث يرسل ظرف بريدي يحمل فايروساً ساماً إلى عدة شخصيات، كان أكثرها في مدينة الخليل.
وقد بدأ الأمر قبل نحو ثلاثة أسابيع، حيث تلقى رئيس بلدية الخليل داود الزعتري رسائل بريدية سامّة من مجموعات يهودية متطرفة تحتوي تهديداً له وللرئيس الفلسطيني محمود عباس بالقتل، نقل على إثرها عدد من موظفي البلدية للمستشفى لتلقي العلاج بعد تأثرهم بالفايروس السام.
وخلال اليومين الماضيين، أصيب أحد مدراء المدارس بالخليل وعدد من المدرسين وموظفي المدرسة بنفس الحالة، كما وأصيب اثنان من موظفي البريد بنفس حالة التسمم بعد محاولتها تفحص أحد المظاريف البريدية الذي أثار شكوكهما، حيث تبين أنه يحتوي على مادة سامة، وتم نقلهم جميعا للمستشفيات لتلقي العلاج. من جهته، قال مدير مكتب البريد الفلسطيني في مدينة الخليل علي الرجوب لـ شبكة قدس، أن رسائلاً تحتوي فايروسات سامّة تصل إلى مكتب البريد، كتبت غالبيتها باللغة البرتغالية والإيطالية ولغات أوروبية أخرى، كان من ضمنها رسائل موجهة لجامعة بوليتكنك فلسطين وجامعة الخليل، حيث يتم فحص الرسائل الواردة باستمرار وتحويلها للأجهزة الأمنية والبحث الجنائي.
وأوضح الناطق الإعلامي بإسم الشرطة الفلسطينية المقدم لؤي ارزيقات لـ شبكة قدس، أن ظروفاً بريدية سامّة عديدة وصلت مكاتب البريد في عدة مراكز منها رام الله، بيت لحم، طولكرم، والخليل، حيث تم تحويلها لمختبرات قسم هندسة المتفجرات لفحصها.
وأضاف ارزيقات في حديثه مع مراسل شبكة قدس، أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية تستنفر لمتابعة هذه القضية، ويتم فحص الرسائل البريدية في مراكز البريد الفلسطيني المتعددة للتأكد من خلوها من الفايروسات السامّة، حيث يتم أخذ أي مغلف مشبوه إلى المختبرات لفحصه.
كما ناشد المقدم ارزيقات الأهالي بضرورة التأكد من أي ظرف بريدي يصلهم، وإبلاغ الأجهزة الأمنية عن أي بريد مشبوه للتأكد منه.
من جانبه، حذّر العقيد محمد تيم مدير شرطة مدينة الخليل، المواطنين الفلسطينيين من فتح أي مغلفات بريدية مجهولة وغير معروفة المصدر، مع التأكيد على ضرورة إبلاغ الجهات المختصة للتعامل مع الحوادث من هذا النوع بشكل فوري.
وأكّد تيم، على مباشرة شرطة المباحث العامة بإجراءات التحقيق في هذه الحوادث للوقوف على ملابساتها.
هذا وأعلن محافظ الخليل كامل حميد بأن نتائج الفحوصات التي أجريت على الطرود البريدية الغامضة التي وصلت لبعض المؤسسات في المحافظة كانت سلبية ولا تشكل خطرا على صحة الأشخاص الذين تأثروا بها.
وفي السياق ذاته، لم تستبعد مصادر فلسطينية وقوف جماعات تابعة للمستوطنين وراء هذه الحوادث، لافتةً إلى أن مدينة الخليل تعتبر هدفا للمستوطنين الذين يسعون للسيطرة على المدينة وتهجير سكانها.