شبكة قدس الإخبارية

القسام تنشر تفاصيل عملية "كمين عسقلان" شمال غزة

هيئة التحرير

كشفت كتئب القسام الذراع العسكري لحركة حماس تفاصيل جديدة لعملية الكمين المحكم قرب موقع "عسقلان" التدريبي شمال قطاع غزة والذي أعلنت الكتائب حينها أنها تمكنت من قتل عدد من جنود الاحتلال من مسافة صفر.

وقالت الكتائب في تقرير نشرته اليوم على موقعها الإلكتروني إنه وبعد انتهاء العملية عثر عناصرها على سلاح وبقايا عتاد عسكري لأحد الجنود الذين قتلوا في الكمين.

[caption id="attachment_54530" align="alignleft" width="500"]سلاح وعتاد عسكري لجنود الاحتلال وجدت بمكان العملية سلاح وعتاد عسكري لجنود الاحتلال وجدت بمكان العملية[/caption]

بداية القصة

تقول الكتائب في تقريرها "كانتْ الساعةُ تشيرُ إلى الواحدةِ ليلاً في إحدى اللّيالي الباردة، عندَما بدأَ مجاهدُو القسامِ يحفرون حفرةً تُسمّى "الكمين" وبدأوا العملَ بِكُل عزيمةٍ وإصرارٍ، وعيونُهم ترنُو إلى يومٍ يحينُ فيه اللقاءُ ليشتبكُوا معْ جنودِ الاحتلالِ منْ مسافةِ صفر التي أصبَحت لهَا قيمةً كبيرةً في عهدِ القسامِ".

وبدأت الحربُ واشتعلتْ وحمي الوطيس، وهددَّ الاحتلالُ على لسان يعالون بحربٍ بريةٍ شديدةٍ تحرق الأخضرَ واليابس، فكان الردُ صاعقاً من أبي عبيدة الناطق باسم القسام بقوله "أتتوعدنا بما ننتظرُ يا ابن اليهودية".

وكانت الحربُ البريةُ فرصةً لرجال القسام من وحدة "النخبة" لأن يثخنوا في أعداءِ الله ويقتلوا المزيد، وهذا ما لم يفهمه الاحتلال وجنده إلا بعد أن دخلوا غزة لأمتارٍ محدودة فذاقوا الويلات والعذابات وخرجوا يجرون أذيالَ الخيبة والهزيمة.

خمسة مقاتلين

وتضيف الكتائب "على مقربةٍ من موقع عسقلان التدريبي شمال قطاع غزة، رابطَ مجاهدو القسام الخمسة وهم الشهيد القسامي علاء طنطيشي وعمّار حمدونة وحمزة ماضي وطارق العجرمي وإسماعيل خلّة في كمينٍ أعدوه مسبقاً، وكان هدف الكمين تدمير وقتل أكبر عدد من قوات العدو وتوجيه ضربة في مكان لا يتوقعه وإعاقة تقدمه نحو هدفه".

كان الخمسةِ ينتظرون قدوم جنود الاحتلال بشوقٍ كبير إلى مكان الكمين والوقوع فيه، وجاء يوم الجمعة 20 رمضان الموافق 18/7/2014م في أول ساعاتٍ لدخول جيش الاحتلال للعملية البرية في معركة العصف المأكول".

[caption id="attachment_54531" align="alignleft" width="400"]أبو حمزة مسئول العمليات في المنطقة وهو يصف كمين أبو حمزة مسئول العمليات في المنطقة وهو يصف كمين "ثغر عسقلان"[/caption]

كمينٌ مركب

وقال أبو حمزة مسئول العمليات في المنطقة وهو يصف كمين "ثغر عسقلان" :الهجوم عبارة عن كمين مركب مكون من نقطتي كمين يتكون من خمسة مجاهدين: الكمين الغربي وفيه مجاهدان اثنان عند بوابة موقع عسقلان الشمالية، والكمين الشرقي وفيه ثلاثة مجاهدين عند مفترق أبو خوصة".

وبين أن الكمين مجهّز باتصال آمن، ودشمة وعبوة أرضية مزروعة على مفترق طرق، و3 عبوات مضادة للأفراد "تلفزيونية" وأخرى مضادة للدروع "شواظ"، بالإضافة إلى سلاح الدروع RPG مزوّد بـ 4 قذائف إحداها تاندوم.

تفاصيل العملية

في السابع عشر من شهر يوليو 2014م، وفي ليلة الخميس بالتحديد فتح الاحتلال بوابات "زكيم ونتيف هعتسرا" وبدأ جنود الاحتلال بالتقدم نحو قطاع غزة، وبدأت الحربُ البرية".

ويتابع أبو حمزة حديثه: "بدأ العدو بالتقدم على حدود كتيبتنا في اتجاهين، من بوابة نتيف عتسرا ومن بوابة زيكيم، وعند الساعة 2:30 صباحاً وصلت قوات العدو الراجلة والمتقدمة من الاتجاه الغربي لموقع الكمين الأول، وبدأ المجاهدون بفتح النار والاشتباك مع العدو وذلك بتفجير عبوة أفراد في قوة راجلةٍ متقدمةٍ ثم الاشتباك مع جنود وآليات العدو من مسافة صفر".

وخلال دقائق تقدمت دبابة باتجاه منطقة الحدث وقد تمكن مجاهدو القسامِ في الكمين من تفجير عبوة جانبية في هذه الدبابة، وبعدها قام العدو بقصف منطقة الكمين بالطائرات الحربية إف 16. ويضيف مسئول العمليات: "تحركت قوة في الاتجاه الشرقي للالتفاف على المجاهدين في الكمين مما أوقع القوة في الكمين الثاني، فاشتبك معهم المجاهدون وفجروا عبوة شواظ في ناقلة جند، واشتبكوا معهم بقذائف الآربي جي والأسلحة الرشاشة من مسافة صفر".

سحب القتلى والجرحى

وانسحبت قوات العدو من المنطقة بشكل كامل "جنود وآليات" وذلك بعد سحب جنودهم القتلى والجرحى ونزول طائرةٍ مروحيةٍ لنقل جرحاهم وقتلاهم، ثم انهالوا على المنطقة بالقصف المكثف بالطائرات الحربية F16 وبالقذائف المدفعية بشكلٍ مُركز.

وختم المجاهد أبو حمزة روايته لتفاصيل العملية بقوله: "انتهى الاشتباك في تمام الساعة 4:10 فجراً باستشهاد المجاهدين، وإيقاع القتلى والجرحى في صفوف العدو، وبعدها تقدمت جرافات العدو لتهدم كل ما هو فوق الأرض من شجر وحجر ومباني في تلك المنطقة وتمحوا ذاكرة هذا الحدث الذي قهرت فيه قوات العدو؛ فدمرت ما يزيد على 60 بيتاً من بيوت تلك المنطقة ودمروا الكثير من المزارع والمعالم في تلك المنطقة".