اتهم حقوقي فلسطيني، الاحتلال الإسرائيلي بالاستمرار في سياسة إعدام الفلسطينيين أينما وجدوا، وأشار إلى أن سلطات الاحتلال ترفض في أعقاب كل عملية إعدام إجراء تحقيقات واتخاذ إجراءات لمحاسبة المسؤولين، وأنها على العكس من ذلك تقدم مكافآت وإطراءات لكل مرتكب جريمة، الأمر الذي اتضح في أعقاب تصريحات وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، "يتسحاك أهرونوفيتش" بعد إعدام الشهيد إبراهيم العكاري حينما قال: "هذا عمل صائب ومهني ولم أكن أريد غير هذه النتيجة".
و ذكر الخبير في شؤون الأسرى ومدير مركز الأسرى للدراسات رأفت حمدونة في بيان له اليوم أن "إعدام الشهيد خير الدين رؤوف حمدان، من بلدة كفر كنا الجليلة أمس السبت (8/11)، والذي قتلته وحدة (اليسام) الإسرائيلية، عندما حاول منع رجال الشرطة من اعتقال قريبه وبدم بارد وبالتعمد، هي جريمة جديدة تأتي في سياق عمليات القتل والتصفيات الجسدية المتواصلة بعد منح الضوء الأخضر من جهات رسمية إسرائيلية".
وأشار حمدونة إلى أن كل الشواهد تؤكد على عملية إعدام للشهيد حمدان الذي لم يشكل أي خطر على الشرطة عندما أطلق عليه النار دون تحذير، كما أن الشرطة لم تكتف بقتله، بل جرته بشكل غير مقبول وغير إنساني وهو مصاب وينزف دمًا حتى استشهد.
وبين حمدونة أن "إسرائيل ارتكبت عددا من عمليات الإعدام المتتالية في شهور قليلة كإعدام الشهيد إبراهيم العكاري في 5 تشرين ثاني (نوفمبر) الجاري بعد شل حركته وقتله وهو مصاب ومشلول الحركة، ولم يشكل خطرا على أحد، وكذلك إعدام الأسير الشهيد معتز حجازي 32 عاما برصاص قوات الاحتلال الخاصة بعد اقتحام منزله في حي الثوري ببلدة سلوان في 30 تشرين أول (أكتوبر) الماضي بعد أن أطلقت النيران من رشاشاتها أثناء محاصرته على سطح منزله، وبعد تأكد القوات بإصابته وعدم قدرته على الحركة اقتحمت المنزل وسطح البناية وألقت عليه "الألواح الشمسية لتسخين المياه"، وتركته ينزف دون تقديم العلاج اللازم له.
وأضاف: "في 19 كانون أول (ديسمبر) من العام الماضي قامت قوات الاحتلال بإعدام الشاب نافع جميل السعدي (21 عامًا) بدمٍ بارد بعد اعتقاله مع ابن عمه وهما ينزفان دمًا جراء إصابتهما برصاص القوات الخاصة في جنين ، وإعدام الشاب صالح ياسين (24 عاماً) بنيران قوات الاحتلال في مدينة قلقيليلة في ذات الليلة ، وقامت في 17 أيلول (سبتمبر) من العام الماضي باعتقال إسلام حسام سعيد الطوباسي 22 عاما حياً، ثم تم استشهاده بظروف غامضة بعد إصابته جراء اقتحام وحدات خاصة إسرائيلية بمداهمة منزله وتفجير أبوابه بمخيم جنين شمال الضفة الغربية".
وذكر حمدونة أن الاحتلال ارتكب جريمة إعدام أخرى في مخيم قلنديا حينما قامت القوات الخاصة الإسرائيلية بلباسها المدني بإطلاق 3 رصاصات على رأس وصدر جحجوح بشكل مباشر، كما أطلقت 4 رصاصات على ذات المنطقة للشهيد العبد، وأطلقت 3 رصاصات على صدر ورأس جهاد أصلان في 26 آب (أغسطس) من العام الماضي.
وأضاف حمدونة: "إن القوات الخاصة والجيش كرر مراراً وتكراراً إعدامات مشابهة أثناء الاعتقال وفى داخل السجون كما حدث مع الأشقر والشوا والسمودي ، وفي 12 نيسان 1984 مع منفذي حافلة 300 بنية مبادلة أسرى وقد قامت القوات الخاصة بقتل جمال قبلان (18 عاماً)، من قرية عبسان، ومحمد أبو بركة (18 عاما)، من بني سهيلة، وتم اعتقال الاثنين الآخرين أحياء ومن ثم تم إعدامهما بدمٍ بارد، وهما صبحي أبو جامع (18 عاما)، ومجدي أبو جامع (18 عاما)، من بني سهيلة .
وطالب حمدونة المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية بالضغط على الاحتلال لوقف تلك السياسات غير الإنسانية والخارجة عن القانون الدولي في دولة تدعى زوراً الديمقراطية وحقوق الإنسان.