شبكة قدس الإخبارية

جيش الاحتلال يطلب مساعدة الله لمحاربة المقاومة في غزة

هيئة التحرير

أوردت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أنّه في بداية هذه الحرب، أعلن "أوفير وينتر"، قائد كتيبة "غفعاتي" وهو أحد أهّم ضباط جيش الاحتلال الإسرائيلي على جبهة غزة، قال للجنود التابعين له في إيفاد رسمي وجّهه لقادة الكتائب والسريات في 9 تموز (يوليو)، "إنّ التاريخ اختارنا لنكون رأس الحربة في القتال ضدّ العدو الغزاويّ الإرهابيّ، الذي يعتدي على قوات دفاع إله إسرائيل، ويسبّها ويلعنها، وخلُص فريدمان إلى القول: كم هذا مُرعب.

وجاء في الرسالة أيضا، كما أفاد الموقع نفسه، لقد خططنا وأعددنا لهذه اللحظة ونأخذ المهمة على عاتقنا بالتزام وتواضع كامل، ولأننا مستعدون للمجازفة وتعريض حياتنا للخطر لحماية عائلاتنا وشعبنا ووطن، بعد ذلك ذكر وينتر صلاة (شيما)- وهي صلاة يهودية يُقسم فيها المصلي يمين الولاء للإله الواحد، ويدعو لـإله إسرائيل بجعل طريقنا ناجحًا بينما نقف ونحارب من أجل شعبك، شعب إسرائيل، ضد العدو الذي يلعن اسمك. ووصف ميكي غيتزين، المدير التنفيذي لمنظمة (يسرائيل حوفشسيت)، وهي منظمة تدعو للحرية الدينية، الرسالة بأنها مثيرة للغضب، وفقا لما ذكره موقع "والا" العبري.

هذا يحوّل الصراع من صراع ضدّ الإرهاب إلى حرب دينية ضدّ كل من يسكن غزة، قال غيتزين، وأضاف أنّ هناك ظاهرة دخول لغة دينية إلى الجيش وهي آخذة بالاتساع ووصفها بأنها خطيرة للغاية. وخلُص إلى القول: "أتوقّع من قيادة الجيش الإسرائيليّ أنْ تتذكر أن الجيش الإسرائيليّ هو جيش الشعب وليس ميليشيا دينيّة"، على حدّ تعبيره.

وفي سياق متصل قال الصحافيّ اليهوديّ الأمريكيّ، توماس فريدمان، إنّه "منذ مطلع الألفية الثانية، اعتمدت إيران وعميلاها وهما حزب الله، ومؤخرًا حركة حماس، إستراتيجيّة ثلاثيّة الأركان حيال "إسرائيل"، وتابع قائلاً "إنّ الركن الأوّل يقوم على حرب غير متوازية القوة، تُستخدم فيها بشكل أساسيّ الصواريخ الرخيصة بهدف شلّ القرى والمدن الإسرائيلية، وزعم أنّ نظام القبة الحديدية الإسرائيلّي نجح في إبطال مفعول هذا السلاح، وبالتالي، لم تتسبب صواريخ حماس بأيّ ضرر يذكر"، على حدّ تعبيره.

أمّا الركن الثاني، وقد ظهر للمرة الأولى في حرب 2006 بين "إسرائيل" وحزب الله، فيقوم على اختباء مقاتلي حماس ومُطلقي الصواريخ بين سكّان المناطق المكتظة في غزة، لإقحام "إسرائيل" في حرب لن تتمكّن فيها من هزم حركة حماس أوْ إحباط عزيمتها، إلا إذا واجهت خطر اتهامها باقتراف جرائم حرب.

ولفت أيضًا إلى أنّه في الواقع، لن ينفي أحد صراحةً الأمر، ولكن يكفي أنْ تدرس تفاصيل هذه الحرب، الحرب الأخيرة على غزّة، لتفهم أنّ إستراتيجيّة الردع التي تعتمدها "إسرائيل" تقوم على عدم السماح لحماس أو حزب الله بالتفوق علينا، مُضيفًا أنّ كلّ ما حصل بغيضًا جدّاً، ونحن لسنا في اسكندينافيا، على حدّ وصفه.

وبحسب فريدمان، يقوم الركن الثالث في إستراتيجيّة إيران، حزب الله وحماس على ضرورة أن تُبقي إسرائيل فلسطينيي الضفة الغربيّة تحت الاحتلال إلى الأبد، لأنّ دوام الاحتلال الاستيطانيّ ضروريّ لنزع شرعية إسرائيل وعزلها عن الساحة الدوليّة، لا سيّما بالنسبة إلى جيل الشباب في الغرب، ولتحريض المسلمين ضدّ إسرائيل، والحقيقة أنّ حماس حققت نجاحًا باهرًاً على هذا الصعيد.

وأردف قائلاً: لقد شاهدنا ذلك بوضوح في قرار «إدارة الطيران الفدراليّة» بوقف الرحلات إلى إسرائيل لفترة وجيزة، بعد وقوع صاروخ واحد فقط من صواريخ حماس على مسافة كيلومتر ونصف من المطار، إنّها بالتحديد الرسالة التي أرادت حماس إيصالها: إنْ كنّا قادرين بصاروخ واحد يُطلق من غزّة على إقفال مطاركم، وهو شريان الحياة الذي يصلكم بالعالَم، فتصوّروا ما الذي سيحصل لو انسحبتم من الضفة الغربية المجاورة، من الآن فصاعِداً، سيُستعمل حظر «إدارة الطيران الفيدرالية» كحجّة رئيسيّة كي لا تتخلى إسرائيل يومًا عن الضفة الغربية.

وثمّة ركن آخر، أضاف الصحافي اليهوديّ الأمريكيّ، هو أنفاق حماس وما كشفته من أمور، وأضاف: لقد زرت أحد هذه الأنفاق خلف حدود غزة، على مقربة من مستوطنة عين هشلوشا، فشاهدتُ

على امتداد عدّة كيلومترات تقريبًا، جدرانًا وسقفًا من الخرسانة الجاهزة، وكان المكان مزوّدًا بالتيار الكهربائيّ وبسكك حديديّة، لكنّ أكثر ما لفتني هو البراعة في إنجاز هذا العمل، والطريقة الممتازة لتصميم قطع الخرسانة ورصفها.