كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عما أسمته الكواليس التي دارت أثناء محادثات الحكومة "الإسرائيلية" مع الحكومة التركية خلال الأسابيع الماضية والتي أفضت إلى اعتذار رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو" من الحكومة التركية عن الشهداء الأتراك الذين سقطوا برصاص الجيش "الاسرائيلي" في سفينة المساعدات الإنسانية لقطاع غزة "مرمرة" عام 2010.
وذكت الصحيفة وعلى لسان وزير الخارجية التركي "داوود اوغلو" أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب آردوغان قد اشترط على نتنياهو عدة شروط حتى تتم الموافقة على الاعتذار "الإسرائيلي" عن ضحايا السفينة الأبرياء.
وأوضحت الصحيفة "أن هذه الشروط تمثلت في أولا الحصول على رضى الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة حماس عن الاعتذار، ورفع الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة، وتعويض أسر الضحايا والمتضررين من الهجوم الإسرائيلي على السفينة".
وأكد أوغلو على أن اعتذار "إسرائيل" لتركيا كان نتيجة لمفاوضات مطولة دامت لثلاث سنوات، أفضت بعد اتصالات مكثفة شارك فيها وزير الخارجية الاميركي الجديد "جون كيري" وبشكل رئيسي لتقريب وجهات النظر، حيث تحدثنا إليه بصراحة كبيرة، وقدمنا له ثلاثة من مطالبنا هي (الاعتذار، والتعويض، ورفع الحصار عن غزة)، وبعد حصولنا على كل مطالبنا قررنا الموافقة على قبول الاعتذار.
ووفقا لصحيفة "حرييت" التركية فإن هذه المحادثات التي شارك فيها عدد من المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين والأتراك نتج عنها صياغة للنسخة النهائية للاتفاق مع "إسرائيل"، حيث اتفق الأطراف على دعوة "آردوغان ونتنياهو وأوباما لمحادثات جانبية، تتم من خلال الاتصال الهاتفي، بعد رفض آردوغان اللقاء المباشر، حيث تم فحص كل كلمة من الاتفاق، لكن آردوغان اشترط قبل الشروع بالمحادثات أن يتم عرض الاتفاق على كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الحكومة في غزة اسماعيل هنية".
وأضافت الصحيفة أنه بعد محادثات أجراها آردوغان مع كل من عباس وهنية وحصوله على موافقتهما ومباركتهما للاتفاق، بدأت محادثات ثلاثية أدارها وزير الخارجية "داوود اوغلو" عبر الهاتف قبل يومين استمرت نصف ساعة تحدث فيها "آردوغان" مع كل من "نتنياهو وأوباما"، حيث اعلنت بعدها الحكومة التركية موافقتها على قبول الاعتذار.
وفيما يتعلق بمسألة التعويضات التي طالبت بها تركيا، تم الاتفاق على أن تقوم "إسرائيل" بنقل الأموال إلى صندوق الإنسانية في الامم المتحدة، شرط أن تقوم تركيا بوقف جميع الإجراءات القانونية ضد جنود الجيش الإسرائيلي.
أما بالنسبة لرفع الحصار عن غزة، فقد اتفق نتنياهو مع آردوغان على ضمان حرية تنقل الأفراد عبر المعابر، وتسهيل دخول البضائع التي يحتاجها المواطنون في القطاع دون رقابة او حظر، كما تم الاتفاق على ضرورة ضمان إدخال المواد اللازمة لإعادة إعمار غزة والمحروقات بجميع أنواعها.
هذا ووصفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية هذا الاتفاق بأنه أهم إنجازات زيارة الرئيس الأمريكي لإسرائيل وفلسطين، حيث اتصل نتنياهو "بآردوغان" بعد انتهائه من حفل وداع الرئيس الأمريكي "أوباما" في مطار "بنغوريون" وقدم له اعتذار "إسرائيل" عن كل قطرة دم سقطت خلال اقتحام قوات جيشه لسفينة "مرمرة" وتعهد بتطبيق بنود الاتفاق بحذافيرها خلال الأسابيع المقبلة.