لا تخيفه أصوات القنابل والرصاص، كما لا يخيفه جنود الاحتلال المعززين بالأسلحة، وكيف ذلك وقد أخذ أسامة عابدين (13) عاما على عاتقه توثيق ما يجري من أحداث في مدينة الخليل، ليصبح أصغر صحفي فلسطيني.
أسامة يرتدي قميصه الفسفوري الذي طبع عليه (press)، يضبط كاميراته، وينزل إلى الميدان في مدينة الخليل المشتعلة دائما بالأحداث السياسية من مواجهات ومسيرات، إضافة لانتهاكات واعتداءات قوات الاحتلال المستمرة.
يقول أسامة: "بدأت أمارس التصوير منذ عامين مستخدما هاتفي المحمول، ولما تطورت مهاراتي اشترت لي عائلتي كاميرا خاصة"، ويبين أسامة أن أكثر ما يحبه أن يطلق عليه الآخرين لقب "صحفي" وهو الحلم الذي يسعى لتحقيقه في المستقبل بدراسة الإعلام.
يركض هنا وهناك، يتسلق هذا السور أو ذاك، محاولا التقاط أفضل الصور، يعلق أسامة،" كل شيء جميل أحب تصويره، وكلما نظمت مسيرة أو فعالية أذهب إليها" مشيرا إلى أنه أصبح يزود بعض الوكالات الإخبارية الفلسطينية بالصور.
وأضاف أنه يرسل الصور كمبادرة منه دون مقابل، مكتفي بأن تشير الوكالة إلى اسمه" أشعر بفخر وبسعادة كبيرة عندما أرى أسمي موجود على صفحات كبرى ووكالات إخبارية".
المعيقات
وعن المعيقات التي تواجه، بين أسامة أن قوات الاحتلال لا تتوانى عن استهدافه والصحفيين بالرصاص الحي والمطاطي وبوابل من قنابل الغاز المسيلة للدموع،" لا أخاف منهم، أتراجع قليلا مع الصحفيين، ثم نعود ونتمركز لنلتقط الصور"، مضيفا أنه أصبح معروفا بين الصحفيين الذين باتوا يضمونه لصفوفهم ويساعدوه ويقدمون له النصائح.
أسامة لم يكتفي بالتقاط الصور وتزويد الوكالات الإخبارية وصفحات المواقع الاجتماعي بها، بل أسس صفحة خاصة باسمه ارتفع عدد متابعينها إلى أكثر من (2900) متابع، فيما تمتاز الصفحة بالتفاعل المستمر على ما يوضع عليها من منشورات وصور .
وبين أسامه أنه يتلقى دائما النصائح والإرشادات من قبل الصحفيين والهواة المصورين على الصور التي يلتقطها، مؤكدا على أنه يتفاعل معها باستمرار بهدف تطوير مهاراته وصقلها.
وأوضح أسامة أنه بات يحظى بلقب "المصور" في الميدان وهو اللقب الذي يناديه به من حوله، وقال "إن المدرسة أيضا تدعمه لتطوير هوايته حيث يطلب منه المدير التقاط الصور في المدرسة وللصفوف والطلبة".
وبالرغم من الدعم الذي يناله أسامة باستمرار، إلا أنه ما يزال يتعرض لبعض الانتقادات بكونه طفل صغير يتواجد في أكثر المناطق توترا وهو ما يعرض حياته للخطر.
[caption id="attachment_48625" align="alignleft" width="400"] عمره 13 عاما ويماس التصوي ر الصحفي منذ عامين[/caption] دعم عائليحريصة هي عائلة أسامة على نجلها الذي بات يتواجد في المواجهات والمسيرات، إلا أن والده فضل عابدين قال: "إنه يثق بنجله أسامه وهوايته، كما أنه يعلم أنه برافقة الصحفيين والناس الذي يهتمون به، مضيفا، "نحن نؤمن أن الأعمار بيد الله، ولكن والدته تكون قلقة عليه دائما، وتوصيه بالانتباه على نفسه والابتعاد عن ما يعرضه للخطر".
وبين عابدين أنه أصبح من الضرورة على نجله الخروج للميدان في ظل الأحداث التي مرت بها مدينة الخليل في الشهرين الماضيين، وهو ما دعمته العائلة حيث وفرت له كاميرات وعدد من العدسات لتسهيل عمله وتطوير مهاراته في التقاط الصور لتصل للعالم.
وعن رسالة التي يحاول إرسالها للعالم، ختم أسامة بالقول: "أريد من العالم أجمع أن يرى صوري التي توثق ما يرتكبه الاحتلال من انتهاكات وجرائم اتجاه الشعب الفلسطيني في مدينة الخليل وفي كل فلسطين".