عرضت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الثلاثاء، عددا من الإخفاقات، التي اعتبرت، من وجهة النظر الإسرائيلية، أن القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية ارتكبتها، وأدت إلى انجرار "إسرائيل" إلى حرب استنزاف وإفراغ البلدات الإسرائيلية المحيطة بقطاع غزة من السكان، وذلك بعد انقضاء 50 يوما على الحرب العدوانية على قطاع غزة.
وقالت الصحيفة: "إن المشاعر في الجيش تجاه وزير الأمن، موشيه يعلون، الذي لأول مرة يقود حربا بهذا القدر من الأهمية، هي مشاعر صعبة، بدأت هذه "المشاعر الصعبة" بقوله "إن التعامل مع الأنفاق في غزة سيستغرق "يومين – ثلاثة" لكن ذلك لا يزال مستمرا".
كذلك انتقدت الصحيفة "هرب يعلون" وامتناعه عن زيارة كيبوتس ناحال عوز، القريب من الحدود مع القطاع، بطلب من الشاباك لأن ذلك قد يشكل خطرا على حياته، وقالت الصحيفة إنه "تعين على يعلون أن يشكل قدوة وأن لا ينصاع إلى تعليمات حراسه والوصول إلى الكيبوتس".
ورأت الصحيفة أن الأخطر من كل ذلك هو أن يعلون، سوية مع رئيس حكومة الاحتلال "بنيامين نتنياهو"، وافقا على المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار، عندما طرحت في المرة الأولى وقبل تدمير جزء من الأنفاق.
وأضافت الصحيفة أنه عندما قرر نتنياهو ويعلون شن العملية البرية "كانت هذه عملية محدودة وغير كافية" وأن كلاهما يتحملان المسؤولية العليا لاستمرار لفترة طويلة جدا ومن دون حسم ومن دون أفق لإنهائها.
وانتقدت الصحيفة أداء رئيس أركان جيش الاحتلال، "بيني غانتس"، الذي دعا سكان الجنوب للعودة إلى بلداتهم بعد إعلان التهدئة الأولى.
والانتقادات الأكثر عمقا تجاه غانتس تشمل عدم وضعه خطة متعددة السنوات من أجل بلورة مستقبل الجيش، وقالت الصحيفة "إن رئيس أركان غيره كان "سيقلب الطاولة" من أجل الحصول على ميزانيات لتنفيذ ذلك، لأنه نتيجة لذلك لم يتطور سلاح البرية، كما أن تدريب الألوية تراجع إلى النصف".
وقالت الصحيفة: إنه "طوال الحرب لم تكن هناك عمليات عسكرية "لامعة" بحيث تكون لها انعكاسات نفسية على الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء". وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال حرب لبنان الثانية نفذ الجيش 23 عملية عسكرية خاصة بينما في الحرب على غزة نفذ الجيش 5 عمليات كهذه.
وقالت الصحيفة إن "العدو عرف قراءة الجيش الإسرائيلي والاستعداد له بما يتلاءم مع ذلك، وعملية الكوماندو البحري، مثلا، التي نفذت في أيام القتال الأولى، أحبطتها حماس وهي في بدايتها".
كذلك أشارت الصحيفة إلى التقديرات الخاطئة لدى شعبة الاستخبارات العسكرية، التي تحدثت أن حماس لا تريد الدخول في حرب مع إسرائيل، كما أن الشعبة زودت معلومات جزئية فقط.
ودعت الصحيفة إلى استخلاص العبر من هذه الحرب، وأبرزها، إلى جانب استيعاب بطاريات "القبة الحديدية" جديدة وبطاريات "العصا السحرية"، طالبت الصحيفة بالاهتمام بتوفير حماية للدبابات والآليات المدرعة بتزويدها بمنظومة "معطف الريح" المضاد للقذائف ضد الدبابات، وذلك على ضوء رفض جنود الاحتياط الدخول إلى القطاع بمدرعات لا توجد فيها حماية كهذه.
وأدى ذلك، وفقا للصحيفة، إلى حدوث "أزمة ثقة شديدة" بين قوات الاحتياط والجيش "الذي لم يهتم بتزويد آليات ملائمة"، وحذرت من أن عدم التزود بآليات كهذه من شأنه أن يتسبب "بتمرد" من جهة ذوي الجنود النظاميين، الذين دفعوا الثمن بإصابة صواريخ مضادة للدبابات للمدرعة في الشجاعية.