سمح الرقيب العسكري الإسرائيلي بتسليط الضوء على عملية "ناحل عوز" التي نفذها عناصر من كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس وقتل فيها باعتراف الاحتلال 6 جنود في جيش الاحتلال قبل أيام، وبثت كتائب القسام تسجيلا مصورا أثار غضبا وحرجا كبيرا لجيش وحكومة الاحتلال أمامجمهورهم.
صحيفة "هآرتس" العبرية تناولت العملية بتفاصيلها في تقرير لها على موقعها الإلكتروني مساء اليوم وسلطت فيه الضوء على الفيديو الذي نشرته كتائب القسام حول عملية التسلل، مشيرة إلى أن نشر الفيديو أثار عدة تساؤلات حول أداء القوة التي هوجمت والقرارات التي اتخذت لنشر القوة الدفاعية في ذلك الموقع.
وقالت الصحيفة: "إن حركة حماس استغلت حفرها للأنفاق من أجل القيام بتنفيذ عمليات داخل خطوط الجيش، حتى تكون علامة فارقة لأعمالها وإنجازاتها في تصديها للعدوان الإسرائيلي في قطاع غزة"، مشيرة إلى أن بث الفيديو عبر وسائل الإعلام الذي يوضح الهجوم العسكري الذي قتل فيه 6 جنود في الثامن والعشرين من الشهر الجاري عدة مرات من أجل إثبات ما وصفته نصر مؤكد في هذه العملية لحركة حماس، وفشل المنظومة الأمنية الإسرائيلية على الحدود مع قطاع غزة".
وتضيف الصحيفة بأن حركة حماس قد التزمت بهذه الطريقة، مشيرة إلى "أن عملية "ناحل عوز" هي خطأ تكتيكي شديد لا يعبر عن صورة المعركة كلها"، على حد تعبير الصحيفة.
وتابعت الصحيفة أنه "وبعد مضي أكثر من 3 أسابيع ما زالت "إسرائيل" معرضة لهجمات مماثلة داخل المواقع العسكرية المتاخمة على حدود قطاع غزة"، مؤكدة على أن الجيش قد فشل في عملياته ضد الأنفاق الهجومية، مقابل نجاح حركة حماس أكثر من خمس مرات باقتحام عدة مواقع عن طريق تلك الأنفاق التي تمر تحت السياح الحدودي.
وأوضحت الصحيفة بأن النفق الذي استخدمه عناصر حركة حماس القريب من معبر كارني إلى الجنوب من "كيبوتس ناحل عوز"، قد عثر عليه قبل ذلك ببضعة أيام بناء على معلومات استخبارية، إلا أنه قد تبين بعد ذلك أن النفق له أكثر من مسار، حيث خرج المقاومون من مسار آخر.
ووفقاً لما جاء في الصحيفة فإن هذه العملية أحدثت فروقا واضحة المعالم بين قدرات جيش الاحتلال في مجال الدفاع والمعلومات الاستخبارية حول الأنفاق، مقابل نضوج حركة حماس وقدرتها على تكبيد "إسرائيل" خسائر كبيرة حتى مرحلة متقدمة من المعركة.
وبحسب الصحيفة فإن قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال قد أعتادت خلال المعارك الماضية على أن تطأ في مواقع بارزة، وأن احتمال تعرض القوات للإصابة فيها ضئيلة، لكن في هذه العملية باتت حركة حماس أكثر نضوجا في البحث عن أهداف إسرائيلية عسكرية من أجل ضربها سواء عن طريق عمليات الاقتحام أو إطلاق صواريخ على مركبات عسكرية.
وحول التفاصيل بشأن عملية "ناحل عوز" قالت الصحيفة "إن جنود معهد ضباط الصف قد كانوا بداخل برج "فيلبوكس" الاسمنتي، وكان المقتحمون يراقبون الموقع العسكرية بكل سهولة، كما أن الساحة الأمامية للموقع كانت معرضة لإطلاق نار مباشر على أي جسم مشبوه من قبل المجموعة المسلحة التابعة لحركة حماس".
وتشير الصحيفة إلى أن المجموعة المسلحة التابعة لحركة حماس والتي ظهرت في الفيديو تتمتع بانضباط عملياتي كبير، موضحة أن الفيديو لا يحتوي على صور فظيعة فحسب بل يكشف أيضاً تفاصيل مقلقة تتعلق بالرتابة العملياتية التي كانت موجودة في الفيلبوكس.
ووفقاً للصحيفة فإن موقع "ناحل عوز" ينقسم إلى طابقين، الطابق العلوي والمخصص للقتال والطابق السفلي والمخصص للسكن وأمامه ساحة كبيرة للراحة، ويحق للجنود في الطابق السفلي أن يأخذوا قسطاً من الراحة في الطابق الأرضي عندما يكون الذين في الطابق العلوي في الحراسة.
إلا أن الفيديو الذي نشر مؤخراً عن طريق المقاومة يظهر أن الباب الرئيس للموقع كان مفتوحاً - أو فتحه المقاومون بسهولة نسبية على نحو غير موثق – كما نجح المقاومون في الوصول إلى الساحة الأمامية للموقع دون أن يتم كشفهم، الأمر الذي فاجأ الجنود الإسرائيليين، كما ساعدهم ذلك في قتل عدد كبير من الجنود من مسافة قصيرة جداً.
كما جاء في تفاصيل الحادثة بأن أحد المقاومين قد أصيب بجراح برصاص أحد الجنديين اللذين كانا في الطابق العلوي للموقع، وبذلك تمكنا من إحباط محاولة اختطاف جثة أحد الجنود الإسرائيليين خلال هذه العملية.
كما يظهر الفيديو بوضوح أنه لم يتم فرض أي انضباط عملياتي كامل على الموقع من قبل الجنود، ما يثير تساؤل حول ما إذا كان الجنود في حينها في يقظة تامة أم أنهم كانوا على عكس ذلك، مشيرة إلى أن الطبقة الاسمنتية السميكة المحاطة بالطابق العلوي كانت سبباً رئيساً في صعوبة أن يسمع الموجودين داخلها ما يحدث في الطابق الأرض أو حتى في الساحة الأمامية.
وتبين من الفيديو أن المجموعة المسلحة الفلسطينية التابعة لحركة حماس قد خططوا لمسار التقدم من فوهة النفق إلى البرج بحيث لا يتم اكتشافهم، وتشير الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي قد قرر التحقيق في هذه العملية بعد إعلان وقف إطلاق النار، لكن يبدو الآن أن التأليف بين اليقظة الفاسدة ومشكلات الانضباط العملياتية أفضى الى النتيجة القاسية.
كما تطرقت الصحيفة إلى كيفية تعاطي جيش الاحتلال مع العملية إعلامياً، حيث قدم معلومات جزئية وخاطئة في بادئ الأمر للجمهور الإسرائيلي، حيث وقعت العملية بعد ظهر يوم الاثنين، إلا أن الجيش سمح بنشر تفاصيل جزئية في ساعات المساء دون إبداء أي تفاصيل أخرى عن عدد المصابين.