كان مشهدا غريبا أن تشيد القناة "الثانية" في التلفزيون الإسرائيلي بمذيعة مصرية تطالب الجيش صراحة بمساعدة جيش الاحتلال الإسرائيلي للقضاء على حركة المقاومة الإسلامية ( حماس)، لأنها كانت تساند الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين.
ولم يكن موقف تلك المذيعة والقناة التي تعمل فيها وصاحب تلك القناة هو الوحيد بعد أن شنت قنوات وصحف مصرية حملة كبرى للتحريض على حماس، واعتبرتها "محتلا داخليا لا يقل خطرا عن المحتل الأجنبي".
وأبدى مجموعة من الإعلاميين وكتاب المقالات شماتتهم في ما يجري من استهداف لحركة حماس، وأدانوا إطلاق المقاومة الفلسطينية صواريخ علي المدن الفلسطينية المحتلة، معتبرين ذلك "محاولة لإحراج مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي، وبلغ الأمر ذروته في قناة "سي بي سي" التي انفردت بوصف الأهداف التي تقصفها طائرات الاحتلال الإسرائيلي في غزة بـ"الإرهابية".
المصدر : الجزيرة نت
وفي مقال له بصحيفة الوطن قال الإعلامي المقرب من النظام عماد الدين أديب "آخر شيء تحتاجه مصر الآن هو أن تستدرج قواتها المسلحة إلى عمليات عسكرية خارج حدودها، مشددا على أن الإعلام المصري "لا يعادي المقاومة الفلسطينية لكنه يرفض التصرفات العشوائية لحماس".
وأضاف أديب "إذا كانت حماس تريد من مصر أن تلعب الدور ذاته الذي لعبته قيادة الدكتور مرسي أثناء عدوان 2012 فهي واهمة لأن العلاقة العظيمة بين حماس وجماعة الإخوان لم تعد موجودة الآن، وحماس لا تستحق الدعم المصري بعد كل الجرائم التي ارتكبتها من قتل الثوار في ميدان التحرير، واقتحام السجون، ولكن لا يجب أن نترك الشعب الفلسطيني في غزة ضحية للعدوان الإسرائيلي، وفريسة لسياسات حماس العدوانية تجاه جيرانها".
ويرى نقيب الإعلام الالكتروني أبو بكر خلاف أن "العجز المصري الرسمي يبحث عن مبرر لموقفه، فيأتي الإعلام التابع له ليلقي باللوم على حماس، ويبرر غلق المعابر والهجوم الإسرائيلي بأنه رد فعل لتصرفات حماس الحمقاء".
وأضاف "منذ سقوط الرئيس مرسي، والإعلام يربط الإخوان بحماس والإرهاب، وبالتالي لا يمكن أن تظهر مصر للعالم بأنها تدافع عن حماس، وهي التي تصفها بالإرهاب".
وأضاف أن النقابة لا تملك سوى تذكير هؤلاء الإعلاميين بالمهنية وميثاق الشرف الصحفي، كما تقوم بإصدار مجلة متخصصة لقياس الأداء الإعلامي، لكنها تدرك أن كل هذه التحركات لن تجدي في ظل إصرار البعض على تضليل المواطنين والتلاعب بعقولهم من أجل مصلحة الممول.