شبكة قدس - وكالات
وصل حجم المساعدات الأميركية لإسرائيل على مدى 63 عاما إلى 234 مليار دولار، في حين تتوقع اسرائيل أن ينجح اللوبي الصهيوني "إيباك" في الولايات المتحدة بمنع اجراء تقليص في المساعدات الأميركية لإسرائيل هذا العام، ضمن تقليصات المساعدات الأميركية الخارجية للعام الحالي.
ووفق تقرير نشرته صحيفة "ذي ماركر" الاقتصادية التابعة لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية فإنه منذ العام 1949 وحتى نهاية العام الماضي 2012، بلغ حجم المساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة الأميركية لإسرائيل، بلغت من الناحية الرقمية 113 مليار دولار، ولكنها بقيمة فعلية اليوم 234 مليار دولار، ما يشكل بالمعدل 4 % من الناتج العام في إسرائيل، ويضاف الى هذا أكثر من 19 مليار دولار ضمانات مالية أميركية كي تنجح إسرائيل في تحصيل قروض في العالم.
وكانت بدايات الدعم الأميركي لإسرائيل، منذ العام 1949 الى العام 1958 في الأساس لشراء مواد غذائية واستيعاب المهاجرين من ابناء الديانة اليهودية في العالم الى فلسطين، وابتداء من العام 1959 بدأ الدعم العسكري الفعلي، وتزايد الدعم بقوة في سنوات السبعين، وبشكل خاص منذ حزب اكتوبر 1973 ولاحقا، وليتثبت بشكل قوي ابتداء من العام 1978 بموازاة المفاوضات مع مصر وتوقيع اتفاقية كامب ديفيد، إذ بدأت اسرائيل بتلقي 3 مليارات دولار سنويا، من بينها 2.2 مليار كدعم عسكري، و800 مليون دولار دعم اقتصادي.
واستمر هذا الدعم مع زيادات استثنائية، تقريبا في كل عام، منها ما تخصص في دعم مشاريع تطوير اسلحة ومعدات عسكرية اسرائيلية، إلا أنه في العام 1998، طلب من كان في حينه ايضا، رئيسا للوزراء، بتقليص الدعم الاقتصادي لإسرائيل، وتحويل الأموال لزيادة الدعم العسكري، وكانت في تلك السنين تشهد إسرائيل انتعاشا اقتصاديا بوتائر عالية جدا، في اعقاب سنوات الانفراج التي شهدتها المنطقة، بالتوازي مع اتفاقيات أوسلو والمفاوضات مع العالم العربي وفتح ممثليات إسرائيلية في عدد كبير من الدول العربية والاسلامية.
ومع انتهاء اتفاق الدعم السنوي لإسرائيل بقيمة 3 مليارات دولار في العام 2008، الذي ترافق مع اتفاقية كامب ديفيد مع مصر، ابرم رئيس الوزراء في حينه اتفاقا مع الإدارة الأميركية برئاسة جورج بوش، على تمديد الاتفاق لعشر سنوات اضافية قابلة للتمديد، وبموجبه تحصل إسرائيل سنويا على دعم عسكري بقيمة 3 مليارات دولار، ولأول مرّة نص الاتفاق على أن يكون جزء من الدعم سيولة نقدية، وعليه باتت اسرائيل تحصل على نحو 2.3 دعم عسكري لشراء معدات واسلحة، و700 مليون دولار يتم تحويلها لوزارة الحرب.
ولكن في السنوات الاربع الأخير ارتفع الدعم من ناحية فعلية الى أكثر من 3 مليارات دولار، مع الاستثناءات التي زادتها ادارة باراك أوباما، لتمويل مشاريع تطوير منظومات صاروخية اسرائيلية، تصفها حكومة الاحتلال بأنها "دفاعية"، مثل ما يسمى بـ "القبة الحديدة".
ويتضح من التقرير الذي نشر أمس، أن الولايات المتحدة استمرت على مدى السنين تقديم دعم خاص لاستيعاب المهاجرين اليهود الى فلسطين، خاصة في سنوات التسعين، واستمر الأول بدرجة أقل في سنوات الألفين، بما في ذلك العام الماضي.
ويقول تقرير الكونغرس الأميركي، إذ إسرائيل هي أكثر دولة تحصل على دعم أميركي منذ الحرب العالمية الثانية، وتقول صحيفة "ذي ماركر"، إنه على الرغم من الانطباع الناشئ بأن الدعم يأتي بسبب ضغوط اللوبي المناصر لإسرائيل في الولايات المتحدة، إلا أن الأمر يعكس مصالح استراتيجية مشتركة أميركية إسرائيلية، تدفع الولايات المتحدة للحفاظ على علاقة خاصة مع إسرائيل.
