في ظلّ ظروفٍ محيطة مشتعلةٍ بكلّ شيءٍ إلّا بهمّهم، وفي ظل استمرار تعنّت مخابرات الاحتلال أمام مطالبهم، وبعد ٦٣ يوماً من الصمود والجوع وملاحم البطولة والكبرياء، علّق الأسرى الإداريون في سجون الاحتلال، مساء الثلاثاء المنصرم، إضرابهم المفتوح عن الطعام وفق اتفاق مع إدارة مصلحة السجون ومخابرات الاحتلال.
انتهى إضراب الإداريين لكنّ أثره على النواحي الوطنية والمجتمعية لم ينتهي، إضراب الإداريين حرّك الركود الوطنيّ الذي كان يسود البئر الفلسطينية، و نشر بين الفلسطينين الوعي بخطورة الإداري وتبعاته، وشعر الناس بأوجاعٍ لم تكن في حسبانهم بهذا الكم سابقاً.
كان الفلسطينيون طيلة الإضراب يشعرون بأنهم مقصرون في مناصرة المضربين، ربما هذا ما دفع بعض النشطاء منهم على مواقع التواصل الاجتماعي لتدشين حملةً الكترونية للوفاء للمضربين بحقهم علينا بالشكر لما قدموه من تضحياتٍ جِسام ودروسٍِ في الصبر عِظام.
#شكرا_أسرانا هو الوسم الذي غرّد عليه الشاكرون بدءاً من مساء الخميس.. تراوحت عباراتهم بين فخرٍ بالأسرى وإنجازهم، وبين إدانةٍ للجهات التي اعتبروها مساهمةً في خذلان الأسرى وإفشال فعاليات التضامن معهم، وبين توعد الاحتلال بمزيدٍ من عمليات أسر الجنود ليتحرر جميع من في سجون الاحتلال.
انتهى الإضراب بعد أن اتفقت قيادات المضربين مع مخابرات الاحتلال على بنودٍ لم تُنشر بعد، وتنتظر عودة الأسرى من المستشفيات ليعلنوها بأنفسهم، لكنّ جهاتٍ عدة سارعت بالتقرير بفشل الإضراب، وأنّ المضربين خُذلوا لذلك رضخوا، وأنهم خرجوا منه مهزومين لا منتصرين، فأراد الناشطون اعادة الأمور الى نصابها على النخو التالي: إن انتصروا فلهم جزيل الشكر، وإن لم ينتصروا حسب بنود الاتفاق فإن لنصرهم أوجه عدة أخرى، أهمها على ما قال الناشطون: قدرتهم على تفجير مشاعر وطنيةٍ كانت قد فترت جزئياً، تفتيح الوعي الفلسطينيّ على ملفاتٍ كانت مغيبةً عنهم، فضح الإضراب لكثيرٍ من تجار " الوطنية" على حد وصفهم، و استمرارهم لـ ٦٣ يوماً في ظلّ هذا الكم من الخذلان الشعبي لهم.