منذ اختفاء جنود جيش الاحتلال الثلاثة في الخليل، وبموازاة العملية العسكرية التي قام بها جيش الاحتلال في الضفة الغربية ونكّل بها بالمدن والقرى والبيوت التي يقتحمها، شنت مخابرات الاحتلال حملة إعلامية على حركة حماس مستخدمةً صفحات "فيسبوكية" وحسابات "وهمية عربية" للنيل من الحركة وتحميلها مسؤولية ما يجري من تخريب لبيوت الفلسطينيين في الضفة.
الحملة الإعلامية لمخابرات الاحتلال كشفت أكثر عن هدف العملية العسكرية في الضفة الغربية، والتي تركزت في بداياتها بشمالها، بعكس المكان المعلن عن اختفاء جنود جيش الاحتلال الثلاثة فيه بجنوبها، حيث أراد الاحتلال أن يوصل رسالة " دمار وتخريب وتعطيل لمصالح الناس" مقابل كل عمل مقاوم في الضفة، وأن يحمل الفصائل الفلسطينية المقاومة مسؤولية النتائج.
استغلت مخابرات الاحتلال الانتشار الواسع لموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" في المناطق الفلسطينية، فعمدت إلى إنشاء صفحات باللغة العربية تحمل عناوين عامة وبإعلانات ممولة سخية، وحاولت إظهارها كأنها فلسطينية، مثل " التغيير في طريقه الى الضفة، Bring Back Our Freedom".
حيث عمدت في الصفحة الأولى إلى نشر صور لبيوت مدمرة ومهدمة، كتب عليها عبارات مثل " حماس دمرت حياتنا".
فيما نشرت صوة لحاجز عسكري إسرائيلي مكتظ بالسيارات والمارة كتبت عليه" حركة حماس هي السبب الوحيد في اقامة الحواجز الجديدة ".
وحاولت الصفحة من ويقف خلفها تقديم نفسه على أنه "فلسطيني يأس من تصرفات حماس، ويخاف من سيطرتها على الضفة"، لكنه وقع بأخطاء كشفت أمره سريعاً عندما نشر صورة لباب كتب عليه "عناصر حماس، ابقوا ابواب بيوتكم مفتوحة، جيش الدفاع الإسرائيلي في طريقه للقبض عليكم!"، إذ نسي ناشر التصميم أن الفلسطيني ترسخ في ذهنه أن هذا الجيش هو " جيش الاحتلال الإسرائيلي " الذي ارتكب بحقه المجازر لا " جيش الدفاع" مهما كان انتماءه السياسي.
وعندما فشلت المحاولة الأولى، عمدت مخابرات الاحتلال إلى إنشاء صفحة ممولة ثانية بعنوان انجليزي " أعيدوا لنا حريتنا"، وقد هدفت الصفحة إلى دعوة الفلسطينيين لكتابة شعارات على أبواب منازلهم بأن هذا المنزل " لا يوجد به أحد من حماس، ويدعو جيش الاحتلال إلى عدم اقتحامه وتفتيشه".
محاولة جديدة لصناعة شرخ بين الفلسطينيين أنفسهم، وبين الفلسطينيين وفصائلهم، ويبدو أن صاحب الفكرة لم يفطن أن هناك بيوت فلسطينية تحوي في جنباتها أبناءً من كل الفصائل الفلسطينية خرجوا من رحم أم واحدة.
نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي أكدوا أن الصفحة الثانية فشلت أيضاً في أهدافها، وأن غباء من قام بها وصل إلى حد وضع " اللافتة المطلوبة" على باب حديدي في أحد معسكرات جيش الاحتلال، وذكر أن الصورة جاءته من "أبو إبراهيم" من الخليل.
من يراقب التعليقات التي كتبت في هذه الصفحات من قبل فلسطينيين محذرين من أهدافها، ومن يقف خلفها، ومن يراقب انتماءاتهم الحزبية والفكرية، يجد أن حالة الوحدة خلف مقاومة الاحتلال من الصعب لصفحات "فيسبوكية" مخابراتية كسرها، وأن فطنة الشباب الفلسطيني لمثل هذه الحركات عالية.