كثفت أجهزة الاحتلال الأمنية من عملياتها الحثيثة بحثًا عن ثلاثة مستوطنين اختفت آثارهم منذ ثلاثة أيام قرب مستوطنة "كفار عتصيون" جنوب غرب بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة.
وشن الاحتلال حملة اعتقالات واسعة النطاق الليلة الماضية في كافة أنحاء مناطق الضفة، اعتقل خلالها أكثر من 80 من قيادات حركتي حماس والجهاد الإسلامي وأعضاء من المجلس التشريعي ووزراء سابقون، ومن أبرز المعتقلين الشيخ حسن يوسف القيادي والمتحدث باسم حركة حماس في الضفة الغربية.
في حين وسع الاحتلال دائرة البحث عن المستوطنين، والتي طالت مدن الخليل ورام الله وطوباس، كما أعلن الجيش فرض الإغلاق الكامل على المناطق الجنوبية في الضفة وبيت لحم، وذلك في أعقاب الإعلان عن فرض الطوق الأمني على مدينة الخليل بعد منتصف الليل.
وعلى الرغم من ذلك، إلا أن تقارير إعلامية إسرائيلية قالت "إن قوات الأمن الإسرائيلية لم تتمكن أبدا في الماضي من العثور على مخطوفين إسرائيليين في الضفة خلال بحثها عنهم من بيت إلى آخر".
وكان المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ألكس فيشمان، قد أكد على أن الجيش يحشد قوات برية في الضفة، مستبعداً أن تكون تلك الحشود من أجل إنقاذ المخطوفين، وذلك لأنه لم يتم العثور أبدا على مخطوفين أثناء عمليات البحث من بيت إلى آخر، وهكذا فإن هذه العمليات هي في أفضل الأحوال تظاهرة قوة مقابل الفلسطينيين وتمرير رسالة مهدئة إلى الجمهور في "إسرائيل"
وفرض جيش الاحتلال طوقا شاملا على الضفة الغربية، وأعلن منطقة الخليل "منطقة عسكرية مغلقة، وأغلق المعابر بين دولة الاحتلال وقطاع غزة.
وبدأ سريان الطوق الأمني على الضفة وإغلاق معابر بيت حانون وكرم أبو سالم في القطاع منذ منتصف الليلة الماضية (الأحد).
من جهة ثانية، دعا مجلس المستوطنين إلى عدم السماح بدخول الفلسطينيين العاملين في المستوطنات، اليوم الأحد.
وقال المجلس إن خطوته العقابية هذه تهدف إلى الضغط على المدنيين الفلسطينيين لمعارضة عملية أسر المستوطنين الثلاثة، وبهدف الضغط للتبليغ عن المختطفين.
وقال المجلس إن المستوطنات التالية لن تسمح بدخول المستوطنين: هار حفرون، غوش عتيسيون، ماطيه بنيامين، شومون، إفرات، بيت آريه، كارنيه شومرون، كريات أربع، حفرون، بيت ايل، كدوميم، عمانوئيل وإلقاناه.
إلى ذلك، قرر وزير الأمن، موشيه يعالون، فرض الطوق الشامل على الضفة الغربية في ختام اجتماع المجلس الوزاري الأمني المصغر بعد منتصف الليل.
وذكر موقع "واينت" أن يعلون قرر فرض الطوق الشامل على الضفة بدءًا من ليل الأحد، على الرغم من أن الموقع ذاته نقل عن مصدر أمني قوله إنه لا حاجة للطوق الشامل وإنما لطوق موضعي في المناطق التي يجري فيها البحث عن المختطفين.
على صلة، أبلغت سلطة السجون الصليب الأحمر عن إلغاء زيارات أهالي الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية المختلفة، في أعقاب العملية.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن مصادر أمنية إسرائيلية اعتقادها بأن عملية الاختطاف تم التخطيط لها بدقة، وأن الشبان الثلاثة على قيد الحياة ومحتجزون في منطقة الضفة الغربية المحتلة.
وأشارت المصادر الأمنية إلى أن أكثر من شخص شارك في عملية الاختطاف التي استلزمت جمع معلومات استخبارية مسبقة ومعرفة طبيعة الأرض بشكل جيد.
ورفعت الشرطة درجة استعدادها وعززت قواتها في كافة أنحاء الكيان الإسرائيلي، لا سيما في الضفة خشية "قيام عناصر يمينية متطرفة بأعمال مخلة بالنظام او عمليات تدفيع الثمن ردًا على عملية اختطاف الشبان الثلاثة". بحسب الإذاعة.
وأكدت أنها " لن تسمح بالقيام بأي أعمال استفزازية من قبل أي طرف كان، وأنها ستتعامل بحزم وصرامة مع أي محاولة للقيام بمثل هذه الأعمال"، فيما قرر مفتش الشرطة العام الجنرال يوحنان دانينو اختصار جولته خارج الكيان والعودة اليوم.
وكانت مصادر إعلامية إسرائيلية قالت إن الشرطة تلقت بلاغًا باحتمال وقوع عملية اختطاف في مساء الخميس الماضي، غير أن هذه المعلومات لم تنقل إلى جيش الاحتلال وبالتالي لم تبدأ أعمال التمشيط بحثًا عن المخطوفين إلا في الساعة السادسة من صباح الجمعة.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر مسؤولة وصفها هذا الأمر بخلل خطير.
يشار إلى أن قوّات الاحتلال شنّت فجر اليوم حملة اعتقالات كبيرة، طالت العشرات من قادة وأنصار حركتي حماس والجهاد الاسلامي ونشطاء في مجال الأسرى ونوابا في المجلس التشريعي، وطلبة جامعيين، وأسرى محررين في أنحاء متفرقة من الضّفة الغربية.