كيف تلفظ هذه البلاد الحبّ وتصدّه؟
الرجل الفلسطيني في خيالي هو الرجل الوحيد الجدير بالحبّ والوجد... يا الله لو بقيت الأمور على حالها، وعشقتُ الملثّم.
سأراك يا حبيبي مرّة كل شهرٍ ربما، سينقر على شباكي حجرٌ صغير، سأعلم أنّه منك، فلا أحد ماهرٌ في إلقاء الحجارة على هذا العلو مثلك، ثم سأفتح الستائر لأجدك ووجهك ملتفّ بكوفية، حينها سأنزل بسرعةٍ وأقترب منك، وبقدر ما أشتاق وجهك وأن أمرر يدي على خدّيك، فإنّ عينيك كافيتان لأحبك أكثر.
ستختفي بسرعة بين الأشجار قبل أن يراك أحدُ الوشاة في حيّنا ويتعقبك الطغاة.
سأشتاق رسائلك القليلة، ولكنّي سأشمَ رائحتك في كلّ منشور ثوري أقرأه، أعلم أنّك صغته وأتمنى أنّ يدك لمسته وكنتَ من وزّعه، وسألاقيك يوماً في الجبل البعيد، كي أخبركَ أين وصلتُ في التحضيرات للعملية الفدائية القادمة، وتخبرني بالتعليمات الجديدة، ونصعد الجبل سوياً لتزودني... لنقل بالسلاح؛ أخبئه بين ملابسي، فأتعثر بحجرٍ وأقع، تنتشلني من الأرض، وتغضب: "هيا أسرعي!"، ثم تبتسم وتمسك بيدي وتتشابك أصابعنا: "هذا حتى لا تقعي مرةً ثانية".
ماذا أيضاً :) ؟
سنتبادل الكتبَ يا عزيزي، سنخوض نقاشاتٍ حادة، ستعلو أصواتنا تارةً ونضحك سوياً تارة، سأصمتُ أحياناً وأنت تتكلم لأراقب شفاهك تتحرك، وهي تنطق بالحكمة.
سأثق دائماً بك، لأنّ من يحبّ الأرض، ويفديها، لن يعجز عن عشق امرأة، ولأنّك مرهف الحسّ لم تقبل بالظلم، ولم تكن بليداً متكئاً على مخدة في منزلك تشاهد الأخبار، اخترتَ التخفي في الجبال، والتعرّق تحت الكوفية.
ملامحك القاسية وراءها رجلٌ عظيم حنون مفكّر صلبٌ يُجيد الفعلَ.
لا أعرف ماذا أيضاً كان سيكون بيننا :)
ولكن لا أجد اكثر من هذه الأغنية لآخذ نفسي للبحث عنك.
"وأهواكِ حيّاً وأهواكِ ميتاً، وإن جعتُ أقتات زعتر وأمسح وجهي بشعرك الملتاع، يحمرّ وجهي المغبّر ... أحسّ بأنّا حبيبان ماتا من الوجد، سمرا وأسمر، تصيرينني، وأصيركِ".
أعلم أنّ رجلاً مثلك لا يملك وقتاً للحب، ولكنّي أملك وقتاً كثيراً لأحلم.
ويكفيني منك ألّا تغادرنا، وتولدَ فينا كلّ يوم.