لأن عائلة العيساوي مستهدفة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ احتلالها بلدة العيسوية عام 1967م، ليس جديداً على ليلى العيساوي والتي تفضل ان نناديها بـ “أم رأفت" الاعتقال في عائلتها المكونة من 7 أفراد والأب والام.
يوم الأربعاء في 29 من إبريل، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ابنه "أم رأفت" المحامية شيرين العيساوي من بيتها، والتي من عرضت على محكمة الاحتلال في السابع من هذا الشهر، حيث مدد اعتقالها وتأجلت محكمتها.
[caption id="attachment_41811" align="aligncenter" width="618"] شيرين وشقيقها سامر[/caption]شيرين، هي شقيقة صاحب أطول اضراب عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي سامر العيساوي، وقد وجهة لها محكمة الاحتلال تهمة "تمرير معلومات من الأسرى في سجون الاحتلال إلى جهات معادية" ، كما وجهت لها تهمة " نقل أموال للأسرى من هذه الجهات".
أم رأفت قالت إن هذه الاتهامات باطلة، فشيرين لم تمارس عملها كمحامية منذ أكثر من 3 سنوات.
ظروف اعتقال سيئة، ونقصان وزن
وكانت الناشطة مريم البرغوثي والتي اعتقلت في مسيرة في بلدتها النبي صالح غرب رام الله، قالت إنها التقت في شيرين العيساوي في سجن المسكوبية.
وأضافت مريم " أن شيرين نزل وزنها إلى ما يقارب 39 كيلوغرام، وهي تنفي التهم التي وجهت لها، وتؤكد أن قوات الاحتلال تتعمد مضايقة النشطاء والمحامين المدافعين عن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال".
وقال مريم " إن شيرين تعاني من آلام الظهر والمفاصل نتيجة تكبيلها، والتحقيق الطويل معها، كما يتم اجلاس الأسيرات على كرسي من حديد صغير، أثناء التنقلات الى المحاكم".
وعن لحظة اعتقال شيرين، تقول "أم رأفت" أنه وفي حوالي الساعة 4 عصراً من يوم 6 مارس، اقتحمت قوة من جيش وشرطة الاحتلال بلدة العيسوية، وحاصروا منزلهم، وكانت طائرة هليكوبتر تحوم فوق البلدة أيضاً".
وفور دخول المنزل، أبرزت شرطة الاحتلال أمراً بتفتيشه من سلطات الاحتلال، وطالب "أم رأفت" نجلها سامر ألا يخرج من غرفته، حيث يفتش عناصر شرطة الاحتلال منزل بطريقة عنيفة.
وأكدت أنهم عاثوا فساداً في غرفة شيرين، واستلوا على كل حاجاتها الشخصية وهاتفها وجهاز الكمبيوتر والكتب والأوراق في الغرفة.
وكانت قد اعتقلت قوات الاحتلال شيرين بنفس اليوم بمكان خارج القدس المحتلة، واعتقل شقيقها شادي أيضاً لكن أفرج عنه لاحقا.
والدة شيرين "أم رأفت" تقول إن لديها أمل ضئيل في " العدالة" لدى الاحتلال، فـ 99% من القضايا التي ترفع ضد الفلسطينيين يتم ادانتهم بها، وهو كلام موافق لما نشرت صحيفة هآرتس العبرية يوماً ونقلاً عن جهات حكومية إسرائيلية بأن 100% من القضايا ضد الفلسطينيين يتم ادانتهم بها.
الاعتقالات مراراً وتكراراً
هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها اعتقال أحد في عائلة أم رأفت العيساوي، وتروي أن أول اعتقال تعرضت له ذاتها لستة أشهر في سجن إسرائيلي عام 1967م دون تهمة.
وخلال الانتفاضة الأولى، تعرض طفليها الأكبر رأفت 14 عام، والثاني مدحت 13 عام للاعتقال عام 1987م، حيث سبب الاعتقال ضياع الامتحانات المدرسية عليهما.
مضيفة، منذ ذلك الوقت تعرض أبنائي للاعتقال مراراً وتكراراً.
وفي عام 1994م، وخلال مسيرة في البلدة تنديداً بمجزرة المسجد الإبراهيمي، أطلق جندي من جيش الاحتلال النار على طفلها فادي وقتله، حيث كان في عمر السادسة عشر.
وفي مقال للمحامية شيرين العيساوي ذكرت أن إخوانها " فراس، وشادي وسامر قضوا ما يقارب 25 عاماً مجتمعة في سجون الاحتلال" لنشاطاتهم السياسية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.
التخويف المستمر للعائلة
لم يقتصر الأمر على الاعتقالات المتكرر لأبناء العائلة، لكنه تتعرض أيضاً الى عمليات تخويف وتهديد مستمر من قبل سلطات الاحتلال، حيث تعرض سامر المفرج حديثاً عنه من سجون الاحتلال لحالات من التهديد بإعادة الاعتقال او الطرد من القدس المحتلة في حال مارس أي نشاطات ضد الاحتلال الإسرائيلي.
كما تتعرض العائلة لمضايقات من سلطات المياه والكهرباء الإسرائيلية وعرقلة تقديم الخدمات للعائلة.
وفي عام 2013، هدمت قوات الاحتلال منزلاً للنجل الأكبر للعائلة رأفت بحجة " عدم الترخيص".
ريما عواد، حقوقية مقدسية، أشارت إلى أن قوات الاحتلال تلاحق وتهدد المقدسيين الذين يمارسون أنشطة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وأن هناك نمط وسياسة تعامل مع هؤلاء النشطاء تقضي بترهيبهم وتخويفهم من عواقب مواجهة سياسات الاحتلال.
على الرغم من تاريخ العائلة مع الاحتلال، إلا أن أم رأفت لا تشعر بالأسف على مواجهته.
وتقول "هذه ليست حياتي فقط أنا"، قالت. "هذا شكل الحياة لجميع الأمهات الفلسطينيات. هناك عائلات في غزة مع ثلاثة أو أربعة شهداء ... والاحتلال الإسرائيلي قتل بعض العائلات بأكملها هناك ".
نقلاً عن موقع" الانتفاضة الإلكترونية"