للمرة الثالثة على التوالي خلال هذا العام، جددت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أمر الاعتقال الإداري للأسير أيمن اطبيش المضرب عن الطعام منذ 68 يوماً.
ليست هذه المرّة الأولى التي يخوض فيها الأسير طبيش من قرية خرسا قرب مدينة دورا قضاء الخليل، والبالغ من العمر 34 عاماً، إضراباً مفتوحا عن الطعام، فهذا هو إضرابه الخامس احتجاجاً على سياسة الإعتقال الإداريّ التي أمضى بسببها أكثر من 12 عاماً في سجون الاحتلال خمسةٌ منها كانت متواصلة.
يعيش طبيش في إضرابه الخامس في مستشفى سجن الرملة أوضاعا صحية صعبة فهو يعاني من انخفاض في دقات القلب التي تصل إلى 42 وارتفاع ضغط الدم وانخفاض في نسبة الأملاح وانخفاض في الوزن وصل إلى أكثر من عشرين كيلو ومن دوخة وخدران بالأطراف وآلام بالمفاصل وأوجاع في المعدة وضيق في التنفس.
ذاق اطبيش من مرارة الاعتقال الإداريّ ما يدفعه الى التصميم على الاستمرار في إضرابه هذا حتى تنتهي هذه السياسة المنفذة بحقه، ويرفض تناول الفيتامينات والمدعمات، في ظلّ تشديد الحراسة على الغرفة المحتجز بها و رفض سلطات الاحتلال طلبه بإرسال رسالة إلى ذويه مع الصليب الأحمر الدولي.
كان الاعتقال الأول للأسير طبيش عام 1999 وهو عضو منتخب في الهيئة القيادية العليا لأسرى حركة الجهاد الإسلامي، وقد خاض في العام الماضي إضراباً دام 105 أيام رضخ الاحتلال بعدها لمطلبه عن طريق اتفاق مكتوب بينه وبين النيابة العسكرية يقضي بعدم تجديد اعتقاله الإداري مقابل فك إضرابه، إلا أن سلطات الاحتلال تنصلت من الاتفاق المكتوب وعادت وأصدرت أمراً إدارياً جديداً بحقه.
في الإضراب الماضي الذي خاضه أيمن، شاركه أخوه محمد المعتقل أيضاً إضرابه عن الطعام مؤازرةً له، ووقتها بعث له ايمن برسالةً قال فيها: " يا حبة عيني وفلذة كبدي يا صوت الوفاء والصدق إن كسر القيد عظامنا ونهش الجوع أجسادنا فلن نخضع إلا لإرادتنا وإن الصمت على قتلنا مشاركة فيه."
وها هو أيمن يقاسي الى جانب المئات من شبابنا مرارة الاعتقال الإداريّ، ونشارك نحن بصمتنا في جريمة قتلهم جميعاً.