شبكة قدس الإخبارية

بيريز يكشف عن مفاوضات سرية أجراها مع الرئيس أبو مازن

هيئة التحرير

قال رئيس دولة الاحتلال "شيمعون بيريز"، في مقابلة صحافية أجراها عشية ما يسمى "عيد الاستقلال" مع القناة الثانية العبرية: "إن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو، منع قبل ثلاث سنوات التوقيع على اتفاق توصل اليه مع الرئيس الفلسطيني ابو مازن بعد مفاوضات سرية استغرقت تسعة أِشهر، بتنسيق مع نتانياهو".

وقال بيريز إنه أجرى المفاوضات مع أبو مازن في لندن والأردن "وكانت لقاءات مكثفة تم خلالها تحقيق تقدم ملموس". وأضاف انه "كان من المفروض في حينه ان يسافر الى عمان لتلخيص المفاوضات وتحقيق انطلاقة، وكان ابو مازن ينتظره في القصر الملكي كي يتم التوقيع على الاتفاق، ولكن قبل ساعة من سفر بيريز الى عمان اتصل به رئيس الحكومة نتانياهو وطلب منه تأجيل ذلك الى عدة أيام".

وفي رده على سؤال حول ما إذا كان يعتبر ذلك التأجيل مصيريا، قال بيريز: "لا يمكن معرفة كيف كانت ستتطور الأمور، ربما كان يجب عمل شيء لم يتم عمله، وربما فكر نتانياهو أن هناك فرصة أخرى. أما أنا فاعتقدت انه يجب وضع نقطة وانهاء الموضوع. لقد قلت له كل ذلك. وانا لا انتقد نتانياهو، فهو رئيس الحكومة ويملك حق التصرف حسب رأيه، كما املك حق الادلاء برأيي".

أزمة المفاوضات

وتحدث بيريز في اللقاء عن أزمة المفاوضات الحالية، وقال انه "لا يعتبر المفاوضات انتهت بشكل تام، ولكنه بالنسبة لاسرائيل لا يمكن حمل بندقيتين، بندقية واحدة لمكافحة الارهاب وبندقية ثانية للمحاربة باسم الارهاب". وأضاف: "لا يمكن الحديث عن السلام بينما تتواجد في الجانب الثاني صواريخ حماس في غزة، وبشكل أساسي لا يمكن التحدث مع حماس الا اذا وافقت على شروط الرباعي الدولي، لقد آن الأوان كي يفعلوا ذلك، لا يوجد أي مبرر لحيازة الصواريخ ضدنا ونحن خارج قطاع غزة".

ورفض بيريز الرد على تساؤل حول ما اذا كانت اسرائيل قد ساهمت ايضا بفشل المفاوضات بسبب ما راكمته من مصاعب كالبناء في المستوطنات ومطالبة الفلسطينيين الاعتراف باسرائيل كدولة قومية لليهود، وقال: "ليس هذا هو الوقت لمناقشة ذلك، وانما يجب التفكير الان كيف يتم التغلب على المصاعب، حكومة اسرائيل هي التي تحدد السياسة ورئيس الحكومة يقول بشكل واضح إن حكومته ستكبح بناء مستوطنات جديدة".

وأضاف "أحد الامور التي أدت الى فشل المفاوضات كان علانيتها، يجب إجراء المفاوضات السياسية في اكثر ما يمكن من السرية كما فعلنا مع المصريين والأردنيين، هنا حدث كل شيء عبر العناوين، والمشكلة هي ان القادة يعتقدون أنه حين لا يجري الحديث عن ذلك في الصحف فان المفاوضات ليست قائمة، وعندما يتم الانشغال في الجدال العلني يتوجه كل طرف الى شعبه بدل التوجه الى الطرف الآخر".

مشكلة صلاحيات!

وادعى بيريز انه حاول خلال مسيرته بذل أكثر ما يمكن من أجل تحقيق السلام مع الفلسطينيين، واعتبر تفويت اتفاق لندن الذي عرقله يتسحاق شمير في حينه "أكبر تضييع للفرصة"، لكنه يقول انه "لا يمكنه تجاهل وجود آراء اخرى لدى الشعب وانه ليس دكتاتورا". وأضاف: "لو توفرت لدي كل الصلاحيات لكنت قد فعلت ذلك، ولكننا في حينه لم نكن دولة ديموقراطية".

ورأى بيريز انه "يمكن تحقيق السلام" في حياته، ولا يشكك بأن "السلام سيتحقق لأن الرؤية تحققت بشكل جزئي". وقال: "اتذكر الأيام التي قالوا فيها انه لا توجد أي فرصة لتحقيق السلام مع مصر والأردن، وقد تحقق السلام معهما، وكان لي دور في ذلك. لم يتحقق كل شيء كما اردت، ولكن بالتأكيد ليس كما توقع غيري. وبالذات عندما فكر آخرون بأنه يجب تحقيق السلام مع سورية، قلت أنا انه يجب ان يتم قبل ذلك تحقيق السلام مع الأردن".