بعد الضجة الإعلامية التي رافقت ظهور هاتف سامسونغ الجديد “Galaxy S5“ قد يعتقد البعض أنه أعظم ما أخرجته التكنولوجيا من هواتف ذكية على الإطلاق لكنه ليس كذلك تماماً، وعلى الرغم من المبيعات المرتفعة التي حققها الهاتف إلّا أنه حلّق وحيداً هذا العام دون أي منافسة من غريمه التقليدي Apple ما قد يجعل تلك الأرباح تتزايد بجانب الشهرة الواسعة التي تحققها الشركة كل دقيقة.
لا ننفي أن لدى الشركة ما تقدمه من إبهار تقني على كافة التجهيزات الالكترونية من تكنولوجيا منزلية وغيرها إلّا أنها فشلت هذه المرة في تقديم الأفضل على الساحة، ناهيك عن التشابه الكبير لمختلف هواتفها الذي لم يتلاشى حتى في نسخة S5 الجديدة، سنستعرض هنا العديد من الأسباب التي قد تجعلك تعيد التفكير فيما إذا كانت سامسونغ تستحق تقاضي أكثر من 900 دولار أمريكي لبيعك مجموعة من الخدمات المتكررة والبعض من المزايا المفقودة، ويمكنك الحكم على ذلك الاسم الذي أعمى عقول الكثيرين من هواة التكنولوجيا الحديثة:
عدم دعم أحدث تقنيات العرض الموجودة في الهواتف المنافسة
قبل أن تعلن سامسونغ عن حزمة هواتفها الجديدة ظهرت تقنيتا عرض 2K/4K على العديد من الشاشات الرقمية، مما وضع جماهير سامسونغ في دائرة الترقُّب لامتلاك تلك الدقة على شاشات أجهزة غالاكسي عالية المستوى كـ S5 و Note 3 لكن وبشكل مفاجئ لم تظهر أي من تلك التقنيات على أي مما قدمته الشركة في أحدث الإصدارات الحالية، حيث أنها بقيت على دقة 1080 Full HD مطابقة لمحتوى S4 بجانب لمسة Super AMOLED الخاصة بسامسونغ و التي حملها الهاتف السابق أيضاً لعائلة S.
حاولت الشركة جاهدةً تقديم الجديد على إطار شاشة العرض لمنتجها الجديد، ولكنها استخدمت أبسط الأفكار التقليدية بإضافة شاشة 5.1 انش بدلاً من 4.99 في العدد السابق ضمن محاولة لإيجاد فارق وإن كانت غير مجدية، فلا تعد الشاشات الضخمة من مميزات الهاتف اليومي في رأيي خصوصاً بوجود نسخة Note 3 و Galaxy Mega الذي تخطت شاشته 6.1 انش اللذان اختصّا بالشاشات الكبيرة والأعمال المكتبية لكن ماذا عن هاتف الاستخدام اليومي الذي خُلِق S بسببه؟ محاولة فاشلة أولى في صناعة شاشة جديدة تواكب سوني Z2 على أقل تعبير حيث أن الشاشة الضخمة لا تكفي دوماً.
*****************************
فشل توافقي ملحوظ في تكوينات معالج S5 الجديد
مع معالج Snapdragon 801 لربما نعود إلى الحلقة الأضعف مجدداً بشكل غريب، على الرغم من أن المعالج الجديد التابع لـQUALCOMM قد سد الفجوة التي ظهرت بين نسختي Snapdragon 800 – 805، ولكن هكذا ستكون الشركة قد أوقعت نفسها بفخّين أولهما أن ذلك الإصدار لم يسبق إصدار هاتف LG الذكي المعروف باسم G2 والذي تم طرحه بعد شهور قليلة من إطلاق غالاكسي S4 أي منذ قرابة العام و هذا ما يضع سامسونغ بمأزق أمام معضلة التطوير الغير كافي.
أما النقطة الثانية فهي تتمحور حول استخدام الشركة لعدد هائل من النوى التي توازي معالج حاسب شخصي Core i7 أمر يُظهر مدى البعد عن الحاجة لاستخدام ثمانية نوى في معالج الهاتف الذي لا يساوي حتى ربع سرعة المعالج الحاسوبي، و بتصريح من الشركة المصنعة لمعالجات الهواتف الذكية فقد أوضحت عدم الحاجة لاستخدام أكثر من أربعة نوى لمعالج هاتفي حتى الآن بما أنها كافية لاستغلال جميع أجزاء المعالج من إجرائيات متعددة، علماً أن سامسونغ لا تمتلك أقوى المعالجات كما ظهر أيضاً، مما يبدي بعض التحركات التي قد توصف بالغباء من المصنّع أو أنها استغباء للزبائن و المستخدمين في العالم لجر أرباح أكبر.
*****************************
إضافة بعض الأدوات التقنية المشكوك بآلية عملها ونسبة صحتها
بعد ما قدمته سامسونغ من أخطاء وضعف في الإبداع الذي تمثل في الشاشة والمعالج الداخلي، فقد اضطرت الشركة للعمل على تزويد الهاتف بالمزيد من الإضافات التي تغطي ما اقترفته من فشل سابق لتجد حساس الاستجابة لبصمة اليد و آلية حساب معدّل ضربات القلب اللذان يعدان الأبرز ضمن تلك القائمة.
ليكون النقد عادلاً فإن الشركة قد أفلحت بإضافة تقنية البصمة بشكل مثالي رغم أنها كانت محاولة لتقليد ما ظهر في IPhone 5s العام الماضي، و لكننا نعود إلى سؤال محيّر بخصوص آلية عمل مقياس معدل ضربات القلب فهل تكفي عدسة كاميرا طبيعية لدراسة معدل النبضات القلبية دون أي ارتباط منطقي؟
قد تكون مجموعة غالاكسي أعلم بأمور التكنولوجيا من باقي المستخدمين، لكنه من المؤسف أن العقل البشري ربما لا يصدق أن حسّاس بذلك الحجم يكاد لا يُرى أن يتمكن من دراسة معدل دقيق لسير عمل القلب بينما تشاهد أضخم الأدوات في مخابر التحاليل القلبية! وإن فعلت الشركة واستطاعت تقديم ذلك العمل المثالي فإننا نرى العديد من التطبيقات الالكترونية القادرة على فعل ما يقارب هذه الخدمة عن طريق ضوء الفلاش والكاميرا كتلك التطبيقات التي تصوِّر أعضاءك بالأشعة السينية وتدرس حالتك النفسية بشكل مزري.
لم تسلم خدمة البصمات من النقد أيضاً فإنها لا تبدو مريحة الاستخدام أو سهلة التعامل، إضافةً إلى أنها ليست بسرعة النسخة التي أصدرتها Apple منذ أشهر طويلة، مما يجعلنا نعيد التفكير حتى في هذه الخدمة المبتكرة.
*****************************
السعر الباهظ للغاية بالمقارنة مع الهواتف المنافسة في السوق العالمية
بما أن S5 ليس ببعيد عن مواصفات الأجهزة الأقدم مثل HTC One, LG G2, SONY Z1 حتى غالاكسي S4 فيعتبر الهاتف الجديد من سامسونغ ذو سعر خيالي بالمقارنة بما كان يقدمه سابقاً من مزايا و خدمات إلى جانب الأسعار المنافسة التي طرحت على الهواتف ذات التقنيات المقاربة، فقد تستطيع توفير أكثر من 350 دولار أمريكي عند شرائك أحد المنتجات المنافسة بالمقارنة مع السعر الخيالي لـ S5 فقط للحصول على نسخة أحدث من ذات الخدمات القديمة.
يقف الاسم العظيم للعملاق سامسونغ بوجه باقي الشركات رغم المنافسة الشديدة التي بدأت تتباين مؤخراً فقد يفضّل البعض صرف المزيد في شراء S5 عن توفير الكثير عند شراء أي نسخة حديثة من صنع شركة أخرى، إضافةً إلى ذلك فقد حاولت سلالة S تعزيز قوتها التجارية بطرح هاتفها المصغّر تحت اسم Galaxy S5s بمعالج Snapdragon 800 وشاشة أصغر بسعر يقارب 550 دولار لكن هل هو الأفضل؟ ليس بالضرورة لكنه بالتأكيد أرخص بكثير من S5.
*****************************
مقاومة غير موثوقة للمياه بسبب هيكلية التصميم
على الرغم من أن الشركة قد أظهرت قدرة هاتفها الجديد على مقاومة المياه بصورة جيدة، إلى أن الشك قد يراود بالناس لسبب وجيه وهو البطارية القابلة للإزالة، بالإضافة لقوامه البلاستيكي الذي يفقد الهاتف الكثير من رقيّه وممانعته لدخول الماء أيضاً، فمن المؤكد أن من يبحث على مقاومة جدّية للمياه لن يجد مبتغاه في تجربة جديدة محفوفة بالشك، بمواجهة العملاق SONY الذي أبدى ممانعته للماء في العديد من الأجهزة الذكية لسنوات عديدة.
*****************************
فشلت الشركة بشكل عام هذه المرة بكسب ثقة النقّاد و المستخدمين لما قدمته من خدمات و مزايا لا تتوافق مع شراسة السوق الحالية، واسم الشركة الذي رُسِم داخل كل منزل على سطح الأرض، فبالمقارنة مع القفزة السابقة بين S3 و S4 سنجد الفارق أمام أعيننا فلم نرى أي تغيير جذري يكفي لإخراج النسخة الخامسة من تلك العائلة الآن، حيث أنها احتاجت إلى المزيد من الصقل قبل إخراجها إلى السوق رسمياً، و مع بعض التعديلات التصميمية البسيطة بذات القوالب البلاستيكية فقد نكون قدمنا نموذجاً شاملاً عن الثغرات التي أوقعت الشركة نفسها بها، من الناحية العملية بالتأكيد سيبقى اسم سامسونغ كأعظم الشركات مبيعاً خلال السنوات القريبة التالية لتبقى شريطة استمرارها مرهونةً بنسخ جديدة تقلب الموازين الالكترونية بلمسة عملية تضمن الاستمرارية في السوق العالمية الشرسة.
المصدر: أراجيك