ترجمة شبكة قدس: في أبريل، عام 1973 قاد "إيهود باراك" عملية عسكرية شارك فيها مئات جنود الاحتلال الإسرائيلي في قلب العاصمة اللبنانية بيروت، والهدف كان أبو يوسف النجار نائب قائد حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ياسر عرفات.
تنكر "باراك" بزي امرأة ووضع على وجهه المساحيق التجميلية، وتوجه برفقة عناصر فرقته إلى شواطئ بيروت بواسطة قوارب حربية، ونزلوا على الشاطئ دون ان يشعر بهم أحد، وكانت بانتظارهم سيارات خاصة جلبها لهم عملاء الموساد الإسرائيلي لتقلهم إلى مركز قيادة حركة فتح، في قلب بيروت.
[caption id="attachment_40573" align="aligncenter" width="490"] العملية تمت دون ان تحس أجهزة الأمن اللبنانية بشيء[/caption]الأمر العسكري الذي حمله "باراك" لجنوده هو إطلاق النار على كل شخص يستنشق الهواء يصدفونه في المبنى السكني الذي كانت قيادة حركة فتح تتخذه مقرا لها، ومركزا للتخطيط لعملياتها الفدائية في حينها.
وصل باراك وفرقته للمبنى ودخلوه ليجدو 3 من أهم وأبرز قيادات فتح ممن كانت "إسرائيل" تضعهم على قائمة التصفية، هم "أبو يوسف النجار"، نائب ياسر عرفات وهو أول قائد عام لقوات العاصفة وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ورئيس اللجنة السياسية لشؤون الفلسطينيين في لبنان، "كمال عدوان"، أحد قادة حركة فتح، وهو من مواليد قضاء عسقلان، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح وعضو المجلس الوطني الفلسطيني وكان مسؤولا عن الإعلام في منظمة التحرير الفلسطينية، ومسؤولا عن العمليات في إسرائيل والضفة الغربية، "كمال ناصر"، من مواليد بير زيت في رام الله، وكان عضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح، وأسس دائرة الإعلام والتوجيه في منظمة التحرير، وترأس دائرة الإعلام الفلسطيني وكان الناطق الرسمي بلسان حركة فتح.
[caption id="attachment_40574" align="aligncenter" width="408"] مخطط المبنى الذي كان بحوزة جنود الاحتلال[/caption]وأفادت "يديعوت" أن ما يزيد عن 40 فلسطينيا استشهدوا في العملية، وأصيب 4 من جنود الاحتلال، هذا إلى جانب الأضرار المادية الفادحة التي لحق بالمبنى الذذي كان يتمركز فيه قادة فتح، والمباني المجاورة.
وأوضحت الصحيفة أنه وفي ذات الوقت توجهت قوة إسرائيلية أخرى إلى المقر الرئيس للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، والواقع في مبنى مؤلف من 7 طوابق في شارع مركزي وسط بيروت، وجرت اشتباكات عنيفة مع عدد من المقاتلين الفلسطينيين مما صعب على جنود الاحتلال اقتحام المبنى فقاموا بزرع عشرات الكيلوغرامات من المتفجرات في داخل المبنى، ما أدى إلى انهيار أجزاء منه.
وعن لحظات استشهاد أبو يوسف النجار، كتبت الصحيفة أن "النجار كان في فراشه عندما جرى تفجير مدخل منزله، ودخلت الوحدات الإسرائيلية إلى الشقة، وكان بداخلها زوجته وخمسة من أولاده، وتوجه نجله البكر يوسف (16 عاما)، ليقف أمام جنود الاحتلال الذين سألوه عن والده باللغة العربية، عندها ذهل وأسرع باتجاه غرفة والده الذي كان قد استيقظ أيضا على صوت الانفجار، في هذه الأثناء طلب الشهيد من زوجته أن تناوله المسدس، وحاولت أن تحميه ولكن أطلق عليه الجنود الإسرائيليون النار بعد أن صرخ بوجوههم "جبناء".
[caption id="attachment_40575" align="aligncenter" width="500"] من اليمين كمال ناصر/ وسط: كمال عدوان/ واليسار أبو يوسف النجار[/caption]المجموعات الإسرائيلية عملت في عدة مواقع في بيروت، وعادت إلى مقراتها في ساعات الصباح، وكان في استقبالهم رئيس أركان جيش الاحتلال في حينه "دافيد إلعازار" وكبار الضباط في الجيش، وكانت رئيسة حكومة حكومة الاحتلال في حينه "غولدا مئير" تتلقى التقارير على التوالي حول سير العملية، وأعلن ياسر عرفات عن استشهاد قادة الحركة الثلاثة وعدد من عناصر الحركة.
قررت قيادة منظمة التحرير في بيروت وقف نشاطها، وطلب قادة المنظمات الفلسطينية من كافة العناصر التفرق في كافة أنحاء لبنان، وذلك بعد أن دخل مسؤولون من حركة فتح إلى مكتب الحركة في بيروت، واكتشفوا أن وثائق كثيرة مهمة قد اختفت ومن شأنها أن تؤدي إلى الكشف عن مجموعات فدائية في داخل الأراضي المحتلة عام 1948 والضفة الغربية وقطاع غزة.